كيف تتجنبين ألم الشد العضلي في اليوم الأول في صالة الألعاب الرياضية
يرتبط اليوم الأول في صالة الرياضة عادة بألم العضلات الشديد، وهي التجربة التي حولها البعض إلى حالة من السخرية اللاذعة التي تزخر بها مواقع التواصل.
وما تزال مروة عصمت الطبيبة البيطرية تنقطع وتعود إلى ممارسة الرياضة من وقت لآخر، مما جعل خبرتها أكبر بآلام اليوم الأول في الصالة الرياضية أو ما تصفه “بالمأساة”، وتقول “اعتدت الأمر من الناحية النفسية، ومجرد توقع وفهم الأمر يقلل صدمته كثيرا، كما أنني ألجأ إلى بعض الحيل مثل حمام دافئ، أو باسط للعضلات، أو مسكن، أو الثلاثة معا، الأهم من الإجراءات هو الفهم والتوقع والتعامل مع الأمر على أنه مسألة مؤقتة وستمضي”.
من جانبها، تشير مدربة اللياقة البدنية زينة قصاص إلى أن مسؤولية مرور اليوم الأول بسلام لا تقع على عاتق اللاعب وحسب، بل هي إحدى مسؤوليات المدرب الأساسية، وتقول “المدرب/ة هم المسؤولون عن تسهيل اليوم الأول للمتدرب، وعليهم أن يشرحوا بشكل كاف -حسب كل حالة- خطة التمرين، وما سيتم عمله، وعلى أي العضلات سيتم التركيز، مع الإشارة إلى أن استعجال النتائج قد يكون مدمرا وليس مفيدا بأي شكل”.
وتكمل قصاص نصائحها بشأن اليوم الأول، قائلة “يجب أن تكون البداية تدريجية، هذا يعني أنه لا يجب أن يحول المدرب حياة المتدرب إلى مأساة، ويصيبه بالإرهاق، وظيفة اليوم الأول هي تسخين الجسم بشكل كامل وكاف، مع بعض التمارين العامة التي تغطي الجسم كله، من دون أن يتسبب هذا في أي شد عضلي، لأن التجربة المؤلمة للمتدرب في أول أيام التمرين كفيلة بتوليد مخاوف قد تدفعه لكراهية ممارسة الرياضة في العموم، لذلك التدرج والرفق هما الحل، مع زيادة الشدة تدريجيا، من دون التسبب في آلام عضلية غير ضرورية، وعلى المدرب دائما أن يتحدث إلى المتدرب عن أهمية الحفاظ على الجسم خاليا من الإصابات، وأن كل النتائج المبشرة تحتاج إلى وقت كاف”.
متى تظهر نتائج التمارين؟
يرغب كثيرون في رؤية نتائج التمارين منذ اليوم الأول، لكن يبقى السؤال: متى تظهر النتائج الحقيقية؟ وهل تتطلب الكثير من الوقت أم أنه يمكن جني الثمار سريعا؟ تتوقف إجابة هذا السؤال على نوع النتيجة المرجوة من التمارين، فإن كان الهدف هو فقدان الوزن، فالخبر السعيد أن نتائج ممارسة الرياضة في ما يتعلق بفقدان الوزن تظهر بصورة أسرع مما سواها. وهذا ما أثبتته دراسة أجريت على 52 ذكرا يعانون من السمنة، وقد خسروا من إجمالي أوزانهم نحو 7.5 كيلوغرامات خلال 3 أشهر باستخدام التمرين فقط، من دون الالتزام بحمية تذكر، وذلك عبر الالتزام بالتمرين لـ60 دقيقة يوميا، الأمر ذاته أثبتته دراسة أخرى بالنسبة للسيدات والرجال، وأشارت إلى الدور الذي لعبته الرياضة في فقدان 7% من الوزن خلال 17 أسبوعا تقريبا.
وإن كان الهدف هو تحسين المزاج والحالة النفسية والعقلية، فإن النتائج تبدو فورية، حيث إن المشي فترة وجيزة وبكثافة منخفضة يحسن مستويات الطاقة والمزاج، ويمكن البدء في ملاحظة التأثيرات الإيجابية بعد أقل من 10 دقائق من ممارسة التمارين الهوائية (الأيروبك).
أما إذا كان الهدف هو الحصول على لياقة عضلية، فإن التغيرات تظهر ببطء خلال الأسابيع القليلة الأولى، مما قد يصيب البعض بالإحباط، إلا أنه في غضون 3 إلى 6 أشهر، يمكن للفرد أن يرى تحسنا بنسبة 25 إلى 100% في لياقته العضلية بشرط اتباع برنامج تمارين مقاومة منتظم.