مشاهير

نجم بلجيكا لوكاكو يحكي حياته من الفقر الى النجومية

 

نجم بلجيكا لوكاكو يحكي حياته من الفقر الى النجومية

“أتذكر وجه أمي وهي تقف أمام الثلاجة ولا تجد ما تقدمه لي من طعام سوى الخبز والحليب”، هكذا استهل مهاجم منتخب بلجيكا لوكاكو قصة حياته التي نشرها على موقع “ذو بليير تريبون” الذي يتيح للرياضيين كتابة سير حياتهم. رغم الفقر والمعاناة التي كانت تعيشها عائلته، استطاع لوكاكو أن يحقق حلمه ليصبح اليوم من بين أبرز لاعبي كرة القدم في العالم.

لم يصل روميلو لوكاكو إلى القمة بين عشية وضحاها، بل و كان درب الشهرة محفوفا بالمعاناة. فنشأ لوكاكو في عائلة فقيرة لم يكن بمقدورها أن توفر له عيشا كريما وطفولة “عادية” مثل باقي أطفال جيله.

ولد اللاعب الموهوب في مدينة “أنفيرس” البلجيكية في عام 1993 من أبوين أصلهما من الكونغو الديمقراطية التي كانت مستعمرة بلجيكية سابقا.

الوضع المادي لمهاجم المنتخب البلجيكي تغير اليوم بحكم مهنته، وبعدما أصبح لاعبا مشهورا، لكنه لا يزال يتذكر الحرمان والبؤس الذي كانت تعيشه عائلته يوميا حتى أنها لم تكن قادرة أحيانا على أن توفر له قوته.

وفي مقال من توقيع لوكاكو نشره موقع “ذو بليير تريبون” وهي منصة إعلامية تسمح للرياضيين كتابة قصص حياتهم بأنفسهم، كشف روميلو لوكاكو بقلم صادق عن الحياة التي كان يعيشها في كنف عائلة فقيرة لا تتمتع بأدنى مقومات الحياة.

وقال:” أتذكر اللحظة التي اكتشفت فيها حقيقة أزمة عائلتي المالية. ما زلت أتذكر وجه أمي وهي تقف أمام الثلاجة ولا تجد ما تقدمه لي من طعام سوى الخبز والحليب. كان عمري آنذك ست سنوات. لقد عدت إلى البيت لتناول الغداء أثناء فترة راحة المدرسة. كانت أمي تقدم لي نفس الطعام يوميا وهو عبارة عن الخبز والحليب. عندما تكون طفلا لا يشغلك أمر الطعام كثيرا لكنني أدركت مدى المعاناة التي كنا نعيشها في ذلك الوقت”

وأضاف: “في يوم من الأيام عدت إلى المنزل ودخلت إلى المطبخ و رأيت أمي تمسك علبة الحليب كالعادة. لكن هذه المرة كانت تمزج شيئا ما مع الحليب ولم أفهم ما الذي كان يجري. ثم قدمت لي الغداء مبتسمة وكأن كل شيء على ما يرام. لكنني أدركت حينها ماذا حدث وتأكدت أنها كانت تمزج الماء بالحليب لأن والدي لم يكن يملك المال الكافي لشراء ما يكفي من الحليب لكامل الأسبوع. كانت عائلتنا تعاني ليس فقط من الفقر بل من بؤس شديد وصل حد الفقر المدقع”.

كما كشف لوكاكو عن أشكال أخرى من العوز المادي على غرار عدم توفر الإضاءة في المنزل والماء الساخن، الأمر الذي جعل عائلته تسهر في بعض الأحيان لأسبوعين أو ثلاثة على ضوء الشموع وتغلي المياه على الموقد من أجل الإستحمام.

قصص حزينة وصادمة أخرى كشف عنها لوكاكو في مقاله… مثل تلك التي تتعلق بوالدته التي كانت تقترض الخبز من الخباز يوم الإثنين وتدفع ثمنه يوم الجمعة. فيقول “كنت أدرك أننا نعاني ولكن عندما كانت أمي تمزج الماء مع الحليب، أدركت أن الأمر انتهى. هذه كانت حياتنا”. ويضيف “لم أنطق ولو بكلمة واحدة لأنني لم أرد أن تشعر أمي بالضغط أو بالتوتر، لكن أقسمت بالله و وعدت نفسي أن أفعل شيئا بحياتي (يخرجنا من ذلك الوضع). وكنت أدرك ما يجب القيام به، لأنني لم أتقبل رؤية والدتي وهي تعيش على هذه الحالة”.

بدأ لوكاكو يمارس كرة القدم في سن مبكرة. كان يلعب في الحديقة المجاورة لبيته وفي أوقات الراحة في روضة الأطفال. و رغم صغر سنه، كانت كل مباراة يخوضها وكأنها مباراة النهائي حسب تعبيره. و روى أيضا كيف كان بعض أولياء زملائه يشككون في سنه وفي هويته ويطرحون عليه عدة أسئلة تتعلق بمكان ولادته. ما جعله يشهر أحيانا بطاقة الهوية لتفادي الملاحظات العنصرية أو المشككة في قدراته الكروية. وقال في هذا الشأن: “ذهبت وأحضرت كافة بياناتي الشخصية من حقيبتي وأظهرتها للجميع وكانوا يتداولون عليها للتثبت”.

ورغم الإنتقادات والحياة المأساوية التي كان يعاني منها لوكاكو ، لم يفكر ولو يوما واحدا في التخلي عن حلمه أو الاستسلام للأمر الواقع بل واصل نضاله ومسيرته والدليل أنه سجل 76 هدفا خلال 34 مقابلة وعمره لم يتجاوز 12 سنة. فيما بذل جهودا جبارة لكي يقنع مدرب فريق أندرلخت تحت سن الـ19 أن يسمح له باللعب كعنصر أساسي و ليس احتياطي. وحكى لوكاكو في هذا الشأن “تحديت مدربي وقلت له : لو شاركت سأضمن لك تسجيل 25 هدفا قبل ديسمبر. فضحك كثيرا. فقلت له: اقبل العرض وسترى. فوافق وكان ذلك ‘أغبى’ رهان قام به هذا الرجل حيث سجلت 25 هدفا قبل نوفمبر”.

وتخوض الخميس بلجيكا مباراتها الثالثة والحاسمة أمام كرواتيا ضمن دور المجموعات في مونديال قطر 2022. نعيد نشر هذا البورتريه للاعب “الشياطين الحمر” روميلو لوكاكو الذي كان بمناسبة كأس العالم لكرة القدم 2018.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!