مجتمع

“مهرجان مراكش للضحك” ضحك للبعض وضحك على البعض الآخر

“مهرجان مراكش للضحك” ضحك للبعض وضحك على البعض الآخر

ربما تجد أن هناك العديد من المغاربة الذين ينتظرون “ مهرجان مراكش للضحك” بفارغ الصبر، لكونه حدثا كوميديا كبيرا، يجمع ثلة من الفنانين الكوميديين الشباب الذين يمتعون الجمهور بفقرات كوميدية مميزة تخلق نوعا من المتعة والأجواء السعيدة في المكان، لكن ما لا يعرف البعض أنها تعيسة جدا لأناس كثر، يوجدون في هذا المكان الذي يحتضن هذه التظاهرة وغيرها من التظاهرات الثقافية.

المكان الذي يتم اختياره في قلب المدينة الحمراء لتقديم فقرات هذا المهرجان، الجميع يعرفه والجميع يشهد له بالجمالية التاريخية والعراقة التي تميزه، إنه “قصر البديع” ومن منا لا يعرفه، حيث يتحول هذا الفضاء التاريخي إلى مسرح كبير لتقديم مختلف الأنشطة التي تعيش على إيقاعاتها مدينة مراكش، من بينها “مهرجان مراكش للضحك” الذي يتم تنظيمه فيه .

يبقى هذا الفضاء على مدى يوم كامل أو أكثر، مجهزا لهذا العرض الضخم، الذي من المفروض أن يكون حدثا سعيدا للجميع، وبالفعل فهو الحدث الذي يضحك البعض، لكن ما لا يعرفه الجميع أنه حدث يضحك على البعض الآخر، هؤلاء الذين يعانون الأمرين بسبب هذا المهرجان.

إنهم سكان الحي الذي يوجد على مستواه قصر البديع، سكان حي بريمة العتيق، الذي سرعان ما يتحول إلى حي مليء بالسيارات ويعيش على وقع ازدحام غير مشهود، وضغط كبير على مستوى الطريق المؤدية إلى القصر، وفوضى عارمة على مستوى موقف السيارات التي يتم ركنها هناك، فضاء يتحول إلى مكان يعج بالازدحام بجميع أنواعه، ناهيك عن الضجيج والفوضى، التي يصبح عليها المكان قبل وبعد انتهاء العرض، وقد طالب السكان القاطنين بالقرب من الثانوية الإعدادية المنصور الذهبي، برفع الضرر الحاصل لهم، بسبب احتلال حراس السيارات لساحة الحي بشكل فوضوي وتحويلها إلى موقف عشوائي.

فمجرد أن ينتهي هذا المهرجان وتقفل أبواب القصر، حتى تنتهي معاناة سكان الحي وزواره، وتعود الحياة لطبيعتها والأمور إلى نصابها، لهذا فقد تقودك الصدفة إلى حي بريمة القريب من حي الملاح بالمدينة الحمراء، وتسأل واحدا من القاطنين بهذا الحي عن هذا المهرجان وتسمع منه ” راه الضحك علينا ماشي معنا”.

أبو سجود _ مراكش 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!