قطاع المطاحن في المغرب بين واقع الإنتاج والتحديات في التخزين لعام 2024
قطاع المطاحن في المغرب بين واقع الإنتاج والتحديات في التخزين لعام 2024
تُظهر المعطيات الحديثة أن قطاع المطاحن في المغرب يواجه مجموعة من التحديات التي تعيق استغلاله الكامل لطاقته التشغيلية، حيث تتركز معظم المطاحن النشطة في المناطق الصناعية الكبرى مثل الدار البيضاء-سطات وفاس-مكناس. ومع ذلك، فإن العديد من المطاحن تعمل دون طاقتها الكاملة، ما يعكس محدودية استثمار هذه المنشآت لإمكاناتها الفعلية.
ورغم وجود قدرة تخزين كبيرة، إلا أن هذا الجانب لم يُستغل بشكل أمثل. فقد أدت الأوضاع الاقتصادية المتقلبة إلى تعثر بعض المطاحن وإيقاف عملياتها لفترات طويلة. ويأتي ذلك بالتزامن مع اعتماد المغرب بشكل متزايد على استيراد القمح الطري لسد الفجوة بين الإنتاج المحلي والطلب المتزايد.
ساهم الدعم الحكومي لاستيراد القمح الطري في ضمان توفر كميات كافية لتلبية الطلب الوطني، خاصة في ظل ضعف التساقطات المطرية التي أثرت بشكل مباشر على المحاصيل الزراعية. هذا الدعم يُعد خطوة ضرورية، لكنه يفتح تساؤلات حول مدى استدامته وتأثيره على المدى الطويل.
وتتجلى الحاجة إلى تحسينات هيكلية في هذا القطاع، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في الأمن الغذائي للمملكة. فالتحديات التي تواجهها المطاحن تشمل التكاليف المرتفعة للصيانة والطاقة، بالإضافة إلى ضعف الابتكار في عمليات الإنتاج والتخزين.
ويعد تعزيز البنية التحتية للتخزين والارتقاء بكفاءة التشغيل من أهم الأولويات لتحقيق استمرارية نشاط القطاع، كما يمكن للمطاحن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتحسين الإنتاجية وتقليل الفاقد في السلسلة الغذائية، مما سيساهم في تعزيز القدرة التنافسية على المستويين المحلي والدولي.
يشكل قطاع المطاحن ركيزة أساسية لضمان الأمن الغذائي في المغرب، ويتطلب تكامل الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص لتحقيق نقلة نوعية في عملياته. ومع وجود إرادة سياسية ودعم مالي مناسب، يمكن للقطاع أن يحقق استدامة أكبر في مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية.