المغرب أرض الحرف التقليدية ومنبع لكل ما هو أصيل وتاريخي
المغرب أرض الحرف التقليدية ومنبع لكل ما هو أصيل وتاريخي
المغرب أرض الحرف التقليدية عندما تسمع هذه الجملة، يقودك الفضول إلى اكتشاف هذا العالم بأسراره الجميلة والخفية، العالم حيث يمر الثراء الثقافي والذي نلمسه أولا من خلال الحرف اليدوية التقليدية التي كانت موجودة منذ عدة سنوات في نسخة أكثر تصميما، والتي ما تزال معنا حتى اليوم.
فقد تجد في كل أسواقها وأرجائها تشكيلة متنوعة من المحلات التي يصنع فيها الجلد والتي تسمى بالدباغين ، يصنعون النعال والحقائب وأدوات الصالون المغربي إضافة إلى مجموعة من الإبداعات ذات الذوق الراقي.
والتي، مع سحر التقاليد ، تمزج الابتكارات الجمالية الأكثر جرأة، والتي تخلق المفاجاة للكثير من الأشخاص الذين يحطون رحالهم لأول مرة في المغرب.
أولا – السجاد المغربي يجعل المغرب أرض الحرف بامتياز:
عندما نتحدث عن السجاد المغربي، هنا نتوجه إلى عدة مدن مغربية تتخصص بجمالية رائعة في السجاد المغربي، ففي مناطق الرباط وفاس وتطوان ، تتوفر لك مجموعة من الحرف اليدوية المغربية .
بما في ذلك السجاد الذي يسلط الضوء عليه في المدن القديمة، وأنماط أصلية ومعقدة ، أحيانا في الوسط وأحيانا عند الحواف اعتمادا على الاستخدامات.
كما أن هذه القطع التي يعتبرها الكثيرون عبارة عن تحف فنية ذات زخارف فريدة من نوعها ، فهي تثير انعكاسا كبيرا على تصميماتها، الساحرة، في عدة مدن في المغرب .
وترتبط قيمة البساط ارتباطا وثيقا بعدد العقد والتصميمات التي تتكون منها ، لكن لا يزال من الضروري التمييز بين البساط الحضري والبساط الريفي، وهذا ما يجعل هذه القطع فريدة من نوعها.
ثانيا- صناعة الملابس التقليدية بفضلها اليوم المغرب أرض الحرف المميزة:
الملابس التقليدية ، التي لا تزال تلبس خلال المهرجانات والاحتفالات ، تتبنى الآن أسلوبا مبتكر، وقد ساهمت بشكل كبير في جعل المغرب أرض الحرف التقليدية بامتياز، فمن من الأفراد حول العالم، من لا يعرف القفطان المغربي الشهير.
وهذا الزي الذي أصبح أشهر من النار على العلم، لاقى الإقبال عليها وبشكل كبير في السنوات الأخيرة، إضافة إلى البلغة التي تعد تراثا ثقافيا تقليديا، إضافة إلى كونه من الخامات التي ساهمت في جعل المغرب أرض الحرف التقليدية.
دون نسيان الحديث عن الجلابة المغربية سواء الرجالية أو النسائية، وكل ما برز منها من قطع خاصة بالجنسين معا كالجبدور والسلهام والعمامة وغيرها ، هذه الموضة متاحة اليوم من كل زاوية والعديد من المصممين البارعين والمميزين وليس فقط المغاربة بل حتى العالميين يبدعون ويتفننون في هذه الخامات.
إذ يقدمون تصميمات خاصة ونماذج معاصرة، والذين استوحوها من جمالية الزى المغربي التقليدي الذي لا يمكن أن يختفي من الساحة لا سيما أن المغاربة يعملون جاهدين للحفاظ عليه بقوة.
ثالثا- المجوهرات والحلي التقليدية لمسة خاصة في الثقافة المغربية:
هل تريد العودة إلى المنزل بمجوهرات أصلية مصنوعة يدويا؟ مراكش والمناطق المحيطة بها مليئة بالمجوهرات التقليدية الفخمة، وستجدهم ، من بين أماكن أخرى ، في المدينة القديمة المجاورة لساحة جامع الفنا.
كما يتم إنتاج العديد من المجوهرات الفضية في مدن مثل جوليمين وأكادير والصويرة وتيزنيت وتارودانت، وهي قطع نادرة وفاخرة بزخارفها ونقوشها المميزة التي تحاكي الزمن الجميل،.
إضافة إلى أنها تحمل في طياتها مجموعة من اللمسات الساحرة التي تعبر عن الثقافة المغربية، وأيضا تجعل المغرب أرض الحرف التقليدية عن جدارة واستحقاق، والتي تتنوع بين الذهب والفضة ، ويصنعها الحرفيون ويبيعونها في أسواق المدن القديمة.
رابعا- السيراميك والفخار خامة تقليدية تجعل المغرب أرض الحرف الفاخرة:
يوضح الفخار في الرباط تشابك الثقافة الأمازيغية والأندلسية، وعندما ترى زخارف السيراميك أيضا فهي علامة خاصة بلمستها التقليدية التي كان ومزال وجودها مهما وضروريا في كل البيوت المغربية.
رغم أنها تختلف في الأشكال والألوان المستخدمة حسب المنطقة، إلا أنها تبقى رمز للثقافة التقليدية، فهناك أنماط زرقاء في فاس ، وصفراء في آسفي ، وخضراء في مكناس.
ولا يمكن أن تتحدث عن الزخارف والنقوش المتنوعة الخاصة بالفخار أو الخزف، إلا وتحظر في ذهنك مدينة أسفي الجميلة التي تعتبر عاصمة لهذا التراث الرائع الذي يجعل المغرب أرض الحرف التقليدية واللمسات المغربية العريقة.
ففيها تكتشف الأواني الفخارية الفريدة من نوعها ومتعددة الألوان، وتتمتع الحرفيات في أزمور بهيكلهن الخاص، إضافة إلى جماليته في سلا ، واحرص على زيارة مجمع الخزافين ، أولجا الذي سيخطف عقلك بما يتوفر عليه من جماليات خاصة.
خامسا- الحديد ونقوشه المتنوعة تضع المغرب في مكانة مميزة لدى الزائر:
في مراكش وفاس وأسفي، وهي المدن التي تشتهر بشكل كبير بكل ما هو تراثي وتقليدي عريق، يمكنك اكتشاف أيقونات أعمال الحديد المغربية، فستجد الثريات والفوانيس والمرايا أو حتى أباجورات تناسب كل الفضاءات، وتعطيها تلك الطلة الراقية والجذابة.
وأيضا تتناسب تماما مع الديكورات الداخلية الخاصة بالبيت أو أي فضاء آخر، أشياء منسوجة رائعة من الخيزران والرافيا وأشجار النخيل في انتظارك في فاس أو مراكش أو حتى سلا، وفي عدد من المدن المغربية التي أصبحت أيضا تتوفر على كل هذه الخامات.
فلا تتردد في زيارتها واستمتع بجمالية هذه الخامات المغربية الراقية، كما ستجد هناك مجموعة من المصنوعات التقليدية من الحديد والتي تتنوع وتختلف حسب المطلوب وأيضا حسب ما يروج في الثقافة المغربية واللمسات التقليدي التراثية التي تجعل من هذا المغرب أرض الحرف التقليدية الرائعة.
سادسا- نقوش الجبص وزخارف الزليج الفاسي المغربي:
عندما نتحدث عن جمالية الإبداع والتناسق، هنا يتبادر لذهننا الكثير من الخامات واللمسات المغربية التراثية والتقليدية، والتي تعتبر جمالية الجبص المغربي ونقوشه واحدة من بينها، وهذه الإبداعات التي تدخل ضمن لائحة الجمالية المغربية.
فهي تبقى مرئية من مكان إلى آخر، فقد تجدها في البيت العصري كما ستجدها في البيوت العصرية، ستجدها في دور الضيافة والرياضات العتيقة، كما يمكنك أن تجدها في الفنادق الفخمة والراقية.
فهي ثقافة مغربية مهمة جدا ، وتحدد الهوية المغربية التي لا يمكن التخلي عنها أو تغييرها، هذا الفن الذي يجمع أيضا بين جمالية ورقي الزليج الفاسي أو ما يسمى بالفسيفساء التقليدي، حيث يمكنك أن تقوم ببحث وجولة في كل أنحاء المغرب.
وستجد هذه اللمسة على أشياء تقليدية تم استخدمها في إبداعات مبتكرة، وهذه اللمسة تعود في الأصل إلى مدينة فاس العريقة قبل أن تنتقل وتصبح رمزا للجمال والإبداع والثقافة في كل المدن المغربية.
خلاصة عامة :
لا يمكن القول أن ما تحدثنا عنه في هذا المقال هو ما يمثل المغرب فقط من الخصائص التقليدية، وهذا فقط ما يتوفر عليه المغرب من خامات تقليدية عريقة تحاكي التاريخ وتتجدر في عمه، بل هناك الكثير والكثير من الأشياء التي يمكن اكتشافها في المغرب أرض الحرف التقليدية بكل امتياز.
والتي لا يمكن عدها ولا حصوها، وهذا ما يجعل المغرب بلدا متنوعا وغاية في الروعة، فمن المستحيل أن تشعر بين أحضان مدنه بالملل أبدا، لا سيما أن التنوع سيد المواقف هنا.