الدكتور الطيب حمضي يكشف تفاصيل مهمة عن جدري القردة وعن الإجراءات المتخذة في المغرب
الدكتور الطيب حمضي يكشف تفاصيل مهمة عن جدري القدرة وعن الإجراءات المتخذة في المغرب
بعد أن سجل المغرب أول حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة، والتي تم الإعلان عنها صباح اليوم الخميس 2 يونيو الجاري 2022، أكد الباحث في السياسات والنظم الصحية الدكتور الطيب حمضي في تصريح لجريدة “أخبار اليوم 24” مجموعة من التفاصيل المهمة عن جدري القردة وعن الحالة التي تم تسجيلها بالمغرب وهي أول حالة مؤكدة.
وفي حديثه أكد الدكتور الطيب حمضي أن ” الحالة التي تم تسجيلها بجدري القردة في المغرب، هي حالة وافدة من خارج الوطن، وفيما يتعلق بتسجيل الحالات هناك ثلاث مستويات تمر منها العملية، وتتجلى الأولى في اكتشاف الحالة الوافدة من خارج المغرب، ثم ننتقل للمستوى الذي يتمثل في تسجيل حالات محلية تكون مرتبطة بالحالة الوافدة، فيما يتجلى المستوى الثالث، عندما تصبح لدينا حالات محلية، وغير وافدة من خارج المغرب، ولا تربطها أي علاقة بالحالات الوافدة من خارج الوطن، هنا نسمى المرحلة بالانتشار المحلي.”
وأضاف الدكتور حمضي :” أن المغرب حاليا في المستوى الأول، حيث لدينا حالة مؤكدة وافدة من خارج الوطن، والتي تخضع للعزل الصحي، كما يخضع مخالطوها للتدقيق الطبي، وذلك لإجراء الفحوصات الضرورية، وهذا يعني أن المنظومة الصحية ونظام المراقبة واليقظة الصحية والمواطنين والأطباء وكافة المهنيين الصحيين، هم جزء مهم من اليقظة الصحية، لاكتشاف الحالات في أولها، وهذا ما يدل على الجهود المبذولة لليقظة الصحية ويبين مدى أهميتها.”
وفيما يتعلق بالشخص المصاب بفيروس جدري القردة، فقد كشف الدكتور الطيب خلال حديثه أن :” المصاب بهذا المرض يتم عزله كخطوة أولى لمدة، لمدة 21 يوما، وهي المدة التي تختفي فيها أعراض المرض، بما فيها الطفح الجلدي، وبالتالي يصبح الشخص غير ناقل للعدوى، كما يتم التكفل بكل الإصابات الصحية التي يعاني منها جراء إصابته بهذا المرض، وعموما فالجميع يعلم أن الأشخاص البالغين الذين لا يعانون من أي مشاكل صحية ولديهم مناعة صحية قوية، فالإصابة بهذا الفيروس لا تشكل لهم خطورة وسرعان ما يشفى الشخص منها، ولا تخلف له أية أعراض أو مشاكل صحية.”
مضيفا أن :” تلك الإصابات التي تظهر على الشخص المريض منها الطفح الجلدي، يتم التكفل بها إلى أن تشفى، وهنا ننصح المريض بشرب الكثير من المياه، لكونها تساعد على التئام تلك الجروح بسرعة، وتنتهي الإصابة بالفيروس دون متاعب، وبعدها يمكن للشخص الخروج من العزل الصحي نهائيا.”
وأشار الدكتور الطيب إلى أن :” التعامل يكون أيضا مع المخالطين للمريض، ويتم تتبع وضعهم الصحي وإجراء كل الفحوصات اللازمة والضرورية، وأيضا يتم تلقيحهم، وكما نعلم جميعا أنه لا يوجد حتى الآن أي تلقيح أو دواء خاص بفيروس جدري القردة، لكن هناك عدة لقاحات مهمة من الجيل الثالث، والتي لها فعالية كبيرة كما أن ليست لها آثار جانبية كبيرة، ويتم استعمالها ضد الجدري الإنساني، والتي عملت منذ 40 عاما في القضاء عليه، وهي معتمدة في كل أنحاء العالم، وتتميز بفاعليتها التي تصل إلى 85 في المائة:”
وأكد الدكتور الحمضي أن :” هذه اللقاحات لا تعطى لكل المواطنين، بل هي للمخالطين الذين لديهم خطورة انتقال الفيروس، ومنهم: شخص مهني قام بفحص مريض مصاب بجدري القردة دون أن اتخاذ الإجراءات الوقائية ، وأيضا لشخص يعيش مع آخر مصاب في مكان واحد، ولشخص كان له لقاء حميمي مع آخر مريض بالفيروس، أو آخر جلس مع مصاب حوالي 3 ساعات في مسافة قريبة، أو تبادل أغراضه الشخصية مع المريض، هؤلاء من تتم عملية تلقيحهم، بهذا اللقاح الذي يتميز بفعالت ضد جدري القردة، كما أنه يعمل على تقليص انتشار الفيروس والعدوى به، ويقلص أيضا إصابة الأشخاص المخالطين، وحتى في حالة تعرضوا للإصابة بالمرض يكون ذلك بشكل خفيف، وهم الذين نسميهم، مخالطين لديهم خطورة الإصابة.”
أما فيما يخص الأسئلة التي يطرحها المواطنين عن جدري القردة، وهل سيؤدي هذا المرض إلى تغيير الإجراءات في المغرب؟ أكد الدكتور الطيب الحمضي:” إننا نعلم جميعا أن هذا عبارة عن فيروس لا ينتقل بسهولة من إنسان إلى آخر، والقلق العالمي الذي نراه الآن يتجلى في السبب الذي جعل هذا الفيروس ينتشر بسرعة، رغم أننا كنا لا نراه إلا نادر في أماكن أخرى خارج الدول 11 الأفريقية وسط وغرب إفريقيا ، ونادرا جدا ما تجد حالة منه في مكان غير الدول التي ذكرناها.”
” لكن فجأة أصبحنا نرى في هذه الأسابيع الأخيرة حالات متعددة في كل مكان، إلا أن الأخبار تستبعد أي تغيير في الفيروس، وربما الأمر يتعلق بأحداث كانت فيها لقاءات حميمية كثيرة، من دول مختلفة وبالتالي، في انتظار أن يتم تكسير سلسلة العدوى وخلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، يجب الالتزام بكافة الاحتياطات الوقاية والنظافة والتباعد الاجتماعي، وهي إجراءات ستحمينا ضد جدري القردة وستحمي الأطفال من التهابات الكبد التي لم يعرف حتى الآن أسبابها، كما ستحمينا من فيروس “كورونا” الذي حصد ومزال يحصد الكثير من الأرواح.
كما نصح الدكتور الحمضي المواطنين قائلا :” عليكم باعتماد نظافة اليدين والتباعد وعدم مشاركة الأشياء الشخصية مع الآخرين، وأيضا اليقظة كمواطنين، وكل من شعر بأعراض كالحمى أو آلام الرأس والمفاصل أو الطفح الجلدي مع الأعراض الأخرى، لابد من الاستشارة الطبية، هذا فيما يتعلق بيقظة المواطنين.”
إما فيما يخص يقظة المهنيين الصحيين واستعدادات المنظومة الصحية قال متحدثا:” لا بد أن نعلم أن هذه العوامل، هي التي جعلت المغرب يكتشف الحالة الوافدة الأولى، وهي التي ستجعلنا نكسر سلاسل العدوى، ونكتشف أي حالة إصابة تدخل المغرب أو تنتشر في أي مكان فيه.”
وختم كلامه موضحا أن:” لا شيء من الناحية العلمية أو الطبية، أو غيرها قد يبرر التشديد في الإجراءات، كل ما على المواطنين فعله وعلينا جميعا الالتزام به، هو الانتباه وأخذ الحيطة والحذر الذي يجب أن يكون كبيرا ومهما ومواطنا أيضا، حتى ننجح في تحصين أنفسنا وأولادنا وبلادنا.”
fatimazahrabouemama