أسابيع الفيلم الأوروبي بالمغرب: إقبال كبير لعشاق الفن السابع على الدورة الثلاثين
أسابيع الفيلم الأوروبي بالمغرب: إقبال كبير لعشاق الفن السابع على الدورة الثلاثين
توافد عشاق الفن السابع بمدينة الرباط ،بكثافة على سينما النهضة، التي تحتضن الدورة الثلاثين لأسابيع الفيلم الأوروبي.
وتتيح هذه الدورة، المنظمة من 14 فبراير إلى فاتح مارس 2024 في العديد من مدن بالمملكة، للجمهور المغربي فرصة اكتشاف أفضل ما أنتجته السينما الأوروبية من خلال عرض 8 أفلام روائية حديثة من 11 بلدا من الاتحاد الأوروبي، والتي سبق لها أن توجت بجوائز في كبريات المهرجانات السينمائية حول العالم، بالإضافة إلى 3 أفلام قصيرة من جنوب البحر الأبيض المتوسط، المتوجة في أوروبا وإفريقيا.
وقال المدير الفني لأسابيع الفيلم الأوروبي، علي حجي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه التظاهرة الفنية تنظم بمبادرة من بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب في إطار الحوار بين الثقافات القائم بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مبرزا أن “خصوصية هذه الدورة تكمن في كون ستة من الأفلام الـ11 المعروضة، هي من إخراج نسائي”.
وأضاف السيد حجي أنه بالموازاة مع عروض الأفلام، يتضمن برنامج الدورة ورشات سينمائية موجهة للجمهور المهتم بمهن السينما، موضحا أن هذه الورشات سينشطها عدد من مهنيي القطاع، من ممثلين ومخرجين ومديري التصوير ومنشطين في تقنية إيقاف الحركة “ستوب موشن”.
من جهته، قال مروان فشان، المدير العام لمؤسسة “هبة”، في تصريح مماثل، إن هذه التظاهرة الثقافية تكتسي أهمية خاصة بالنسبة لسينما النهضة، باعتبارها سينما الرباط التاريخية، وكذا بالنسبة للجمهور الرباطي.
وأوضح أن الأفلام المعروضة تمكن من تقريب الجمهور المغربي، وخاصة الرباطي، من الإنتاج السينمائي الأوروبي الحائز على جوائز، وتساهم في تعزيز الجسور الثقافية بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وأكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المغرب، باتريشيا لومبارت كوساك، في الكلمة الافتتاحية، أن أسابيع الفيلم الأوروبي تهدف إلى السماح للثقافات المختلفة بالتلاقي والتوفر على نظرة منفتحة تتجاوز “الأفكار المسبقة والصور النمطية”، ولاسيما في الوقت الحالي التي تتسم بالتصادم.
وقالت “إننا نريد من خلال لحظات المشاركة هذه، حيث يشكل الفن والثقافة وسيلتان قويتان للحوار، تعزيز هذا التعاون وهذا الانفتاح وهذا الاحترام”، موضحة أن الأفلام المنتقاة في النسخة الثلاثين تسلط الضوء على أفضل ما أنتجته السينما الأوروبية، مع إيلاء اهتمام خاص للأفلام من إخراج نسائي.
وأشارت إلى أن هذه التظاهرة تشكل “حلقة وصل” بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مضيفة أنها تهدف أيضا إلى “تحفيز الشباب على الاهتمام بالسينما” مع تنظيم جولات كل سنة، وعروض بالمدارس وورشات لاكتشاف مهن السينما، قصد “تنمية حس وفضول الاكتشاف لدى الشباب” وتعريفهم بالفرص المتاحة في هذا القطاع.
وأضافت أن هذا العمل يجمع بين الشباب والثقافة، والذي يرتكز على الغنى الثقافي للمغرب، كل ذلك وفق رؤية مستنيرة تروم جعل الثقافة رافعة للتنمية، ومصدرا للعمل اللائق بالنسبة للشباب.
وقد أتيحت لجمهور سينما النهضة، بهذه المناسبة، فرصة مشاهدة الشريط الطويل “تشريح سقطة” لمخرجته جوستين تريي، المتوج بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وبجائزة “غولدن غلوب” لأفضل سيناريو، وأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.
وتعكس أسابيع الفيلم الأوروبي، التي تستقطب حوالي 12 ألف متفرج كل عام، التميز الأوروبي والمغربي والمتوسطي في مجال الفن والثقافة، وتوفر فرصة فريدة لتشجيع وتعزيز الحوار بين الثقافات، من خلال عروض الأفلام واللقاءات بين السينمائيين المغاربة والأوروبيين، وورشات موجهة لاكتشاف مهن السينما لدى الشباب.
وتقترح هذه الدورة الـ30 باقة متنوعة من الأفلام، على غرار “تشريح سقطة” لمخرجته جوستين تريي (فرنسا)، و”لا كيميرا” لأليس روهرواشر (إيطاليا)، و”نادي الصفر” لجيسيكا هوسنر (النمسا، ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، الدنمارك)، و”شرح لكل شيء” لغابور ريسز (المجر، سلوفاكيا)، و”الأوراق الميتة” لآكي كوريسماكي (فنلندا)، و”قاعة الأساتذة” لإلكر كاتاك (ألمانيا)، و”عشرون ألف نوع من النحل” لإستيباليز أوريسولا سولاغورين (إسبانيا)، و”سيروكو ومملكة التيارات الهوائية” لبينوا شيو (بلجيكا، فرنسا).
أما في فئة الأفلام القصيرة، فسيكون عشاق السينما على موعد لاكتشاف أفلام “أيور” للمخرجة زينب واكريم (المغرب)، و”على قبر أبي” للمخرجة جواهن زنتار (المغرب)، و”إذا الشمس غرقت في بحر الغمام” لوسام شرف (لبنان).
وتنظم أسابيع الفيلم الأوروبي منذ سنة 1991، من قبل بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمركز السينمائي المغربي، ومؤسسة هبة، والمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش.