نقلت وكالة الأنباء الفرنسية صباح يوم الاثنين 4أبريل الجاري عنمسؤول أوكراني قوله إنه تم العثور على 57 جثة بمقبرة جماعية في بلدة بوتشا قرب كييف، وسط انتقادات غربية لما وصِف “بالجرائم الروسية” فيحين نفت موسكو مسؤوليتها عن تلك الأحداث.
وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية قد نشرت صورا قالت إنها في بلدة بوتشا،تُظهر جثثا متناثرة في الشوارع. واتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية القواتالروسية التي كانت تسيطر على بوتشا بتنفيذ إعدامات وارتكاب مذبحةفي صفوف الاوكرانيين.
وشبهت الوزارة الوضع في بوتشا بما جرى في “سربرنيتسا” البوسنيةالتي قتل فيها الآلاف خلال الحرب في منتصف التسعينيات.
و اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بتنفيذ إعدامات جماعية فيها، وفي ردود الفعل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن العالم شهدما وصفها بجرائم الحرب العديدة في أوقات مختلفة وأماكن مختلفة، وأوضح أنه حان الوقت لفعل كل شيء حتى تصبح جرائم الحربالروسية المرتكبة في أوكرانيا هي “آخر مظهر من مظاهر هذا الشر على وجه الأرض”.
وأضاف أن مجلس الأمن الدولي سينظر غدا الثلاثاء فيما وصفها بجرائم الحرب المرتكبة في بوتشا وبلدات أخرى، وأشار إلى أن مئاتالمدنيين قتلوا في بوتشا وبلدات أوكرانية أخرى، وأن هناك حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا لكنه اعتبرها غير كافية.
بدوره، اتهم محافظ كييف فيتالي كليتشكو القوات الروسية بتنفيذ إبادة جماعية ضد الأوكرانيين. وقال المحافظ أثناء تفقد آثار الدمار فيبلدة بوتشا، إن القوات الروسية أعدمت مدنيين وهم مقيدو الأيدي في البلدة.
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية تعرض المدنيين في مدينة بوتشا لأي اعتداء عندما كانت المدينة تحت سيطرة القوات الروسية. ووصفتوزارة الدفاع الروسية كل الصور والتسجيلات المصورة التي نشرتها أوكرانيا عن مزاعم جرائم اقترفتها القوات الروسية بحق المدنيين فيبوتشا، بأنها “فبركة وعمل استفزازي، واستعراض جديد من قبل السلطات الأوكرانية”.
وأوضحت الدفاع الروسية أن المناطق الجنوبية في بوتشا تعرّضت في وقت سابق لإطلاق نار كثيف من قبل القوات الأوكرانية باستخدامالمدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن كل القوات الروسية خرجت بشكل كامل من مدينة بوتشا في 30 مارس الماضي.
وحملت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من أسمتهم “المتطرفين الأوكرانيين” مسؤولية الجريمة التي وقعت بحقالمدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية.
وكتبت زاخاروفا عبر قناتها على تطبيق “تلغرام” أن “الهدف من الجرائم التي ينفذها المتطرفون الأوكرانيون في مدينة بوتشا الأوكرانية هوعرقلة محادثات السلام وتصعيد العنف”. وقالت إن موسكو طلبت عقد جلسة بمجلس الأمن الدولي بشأن “الاستفزاز الذي يمارسهالعسكريون والمتطرفون الأوكرانيون في مدينة بوتشا”.
كما وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الصور القادمة من بلدة بوتشا الأوكرانية بالمؤلمة، وقال في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN)، إن بلاده توثق ما وصفها بجرائم الحرب الروسية في أوكرانيا، لتقديمها إلى المؤسسات الدولية المختصة.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته الشديدة من صور المدنيين القتلى في بوتشا، مشيرا إلى ضرورة أن يؤديتحقيق مستقل إلى مساءلة فعالة.
في حين قال مكتب حقوق الإنسان في المنظمة الدولية إن الجثث في مدينة بوتشا الأوكرانية تثير تساؤلات جدية عن جرائم حرب محتملة.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بلاده في مقدمة الدول الداعمة لتحقيق محكمة الجنايات الدولية بشأن الفظائعالمرتكبة في أوكرانيا.