“كوسومار” تنجح في الحفاظ على استقرار معاملاتها في 2024 رغم تحديات الجفاف والموارد المائية

“كوسومار” تنجح في الحفاظ على استقرار معاملاتها في 2024 رغم تحديات الجفاف والموارد المائية
في عام 2024، تمكنت مجموعة “كوسومار” لإنتاج السكر من الحفاظ على استقرار معاملاتها رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الظروف الجوية، وخاصة العجز في الموارد المائية. ورغم هذه الظروف، سجلت المجموعة رقم معاملات بلغ 10.24 مليار درهم، وهو ما يعكس زيادة طفيفة مقارنة بالعام الماضي. هذا الاستقرار جاء نتيجة لعدة عوامل، منها الزيادة الكبيرة في مبيعات السوق المحلية والتي بلغت 23%، حيث ارتفعت المبيعات بمقدار 31 ألف طن، بالإضافة إلى ارتفاع الصادرات بنسبة 10% لتصل إلى 653 ألف طن، مما يبرز قدرة الشركة على توسيع قدرات التكرير الخاصة بها.
الزيادة في الإنتاج لم تكن عشوائية، بل كانت نتيجة لتوسيع طاقات الإنتاج والتكرير، حيث لعبت مصفاة سيدي بنور دورًا محوريًا في هذه الزيادة. لقد ساهمت هذه المصفاة بشكل كبير في تحسين الإنتاجية وتعزيز استقرار القطاع. لكن التحدي الأبرز كان في التأقلم مع مشاكل الجفاف التي تؤثر على الموارد المائية، الأمر الذي جعل من الصعب ضمان استمرار الإمدادات، وهو ما يبرز قدرة “كوسومار” على التكيف مع التغيرات.
فيما يتعلق بالجانب المالي، حققت المجموعة تحسنًا ملحوظًا في مديونتها الصافية التي تراجعت إلى 556 مليون درهم مقارنة بـ 1.45 مليار درهم في عام 2023. ورغم الاستثمار الكبير في الصيانة وتحديث الآليات الصناعية في عام 2024، إلا أن هذا التحسن يعكس قدرة المجموعة على إدارة مواردها المالية بكفاءة. هذه الإدارة المالية الحكيمة تساهم في ضمان استدامة الإنتاجية في المستقبل، مما يعد مؤشرًا إيجابيًا لمستقبل الشركة.
بالنسبة للسوق المحلية، فقد شهدت “كوسومار” تطورًا مهمًا. حيث ارتفع الطلب على السكر إلى 124 مليون طن، أي بزيادة تصل إلى 26%. وبدعم من تشغيل مصفاة سيدي بنور، استطاعت المجموعة رفع إنتاج السكر الأبيض إلى 2.5 مليون طن سنويًا. هذا التطور في الإنتاجية يشير إلى قدرة الشركة على التكيف مع تحديات القطاع، بما في ذلك نقص المياه، والتي تعد من أبرز التحديات التي تواجهها صناعة السكر بشكل عام.
من الجدير بالذكر أن صناعة السكر تعد من الصناعات التي تتطلب كميات ضخمة من المياه العذبة. هذه المياه تُستخدم بشكل رئيسي في عمليات غسل المواد الخام واستخلاص السكر، مما يجعل هذه الصناعة واحدة من أكثر الصناعات استهلاكًا للمياه. هذا التحدي البيئي يعكس أهمية تبني ممارسات مستدامة لضمان عدم التأثير السلبي على الموارد المائية.
إضافة إلى ذلك، يكشف تقرير للبنك الدولي أن المخلفات الناتجة عن عمليات صناعة السكر قد تحتوي على ملوثات عضوية وكيميائية قد تهدد جودة المياه السطحية إذا لم تتم معالجتها بشكل فعال. لذا، فإن اتخاذ تدابير للحد من التأثير البيئي أصبح أمرًا ضروريًا، مثل إعادة تدوير المياه واستخدام أنظمة معالجة بيولوجية لإزالة المواد العضوية. هذه التدابير لا تساهم فقط في تقليل التأثيرات السلبية على البيئة، ولكنها أيضًا تعزز من استدامة الموارد الطبيعية.
في هذا السياق، تزداد أهمية التزام الشركات مثل “كوسومار” بالمعايير البيئية. إن التزام الشركة بتقليل التأثيرات البيئية من خلال اتباع ممارسات إنتاجية مستدامة، مثل استخدام تقنيات متطورة في معالجة المخلفات وإعادة تدوير المياه، يعكس وعيًا بيئيًا عميقًا. هذه الممارسات تساهم في ضمان استدامة الموارد الطبيعية والحفاظ على التوازن البيئي، مما يسهم في تعزيز الصورة العامة للشركة في الأسواق المحلية والعالمية.