رحيل أيقونة الفلسفة توفيق رشد
رحيل أيقونة الفلسفة توفيق رشد
ياسين زيهران _ الدار البيضاء
رحل الأستاذ توفيق رشد إلى دار البقاء ولم ترحل أفكاره فهو الرجل المغربي الأصيل، وصاحب الفكر الفلسفي العميق، والمبادئ الثابتة.
لم نتوقع أن يرحل عنا في هذا الوقت العصيب فلم يمر الوقت الكثر عن رحيل محمد سبيلا وقبلهم محمد عابد الجابري وكثيرون، فأمثاله اليوم قليلون على رؤوس الأصابع. وبرحيله يسقط أحد الأعمدة المتينة في صرح الفلسفة العربية عموما، والمغربية على الخصوص.
من يكتب مثله بعد رحيله، عن الفكر الإسلامي، وعن ابن العربي والعقلانية الصوفية، والفكر التنويري والحداثي، وهو عن دائرة المجتمع ليس ببعيد، وقد اعتبر أن الفلسفة هي مُقاومة وصراع ضد التفاهة والوضاعة والانحطاط على مستوى الفكر والحياة معاً..
ومن يقف مثله في قاعة الدرس شامخا، يلقي محاظرات الفلسفة بكل ثقة، كان معروفا عليه الإنضباط في وقت التدريس، وكان مستمعا جيدا، ومحفزا على السؤال متقيدا بمقولته “كل شئ نسبي،” أي كل شئ قابل للمراجعة والمناقشة والتغيير فلا شئ ثابت في نظره فهو تلميذ جاك دريدا ومشيال فوكو ودولوز والمتشبع بفكر ان العربي.
ولد توفيق رشد بالدار البيضاء بمنطقة أولاد حدو، نشأ وترعرع بحي الكريمات قرب شارع 2 مارس، قبل أن يهاجر صوب فرنسا للنهل من ثقافة وفكر فلاسفة مابعد حداثيين على رأسهم ميشال فوكو وجيل دولوز ليعود أستاذا محاضرا بعدة جامعات حيث درس الفلسفة في العديد من المدن، فاس ومكناس ومراكش، ثم الدار البيضاء بكلية ابن مسيك.