انطلاق فعاليات الدورة الـ 21 للمهرجان الوطني لفن العيطة بآسفي
انطلاق فعاليات الدورة الـ 21 للمهرجان الوطني لفن العيطة بآسفي
أبو سجود _ مراكش
انطلقت، يوم الجمعة بمدينة آسفي، فعاليات الدورة الواحدة والعشرين للمهرجان الوطني لفن العيطة، التي تتوصل إلى غاية 11 شتنبر الجاري، بغرض الاحتفاء بمكون محوري من مكونات الثقافة الشفهية المغربية.
واحتفت الدورة التي تنظمها، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع عمالة إقليم آسفي، بكل من فاطمة موجاد، وعبد الرحيم الجبيلي، “باعتبارهما هامتين فنيتين ساهمتا طيلة مشوارهما الفني الحافل، في التعريف بفن العيطة وضمان استمراريته”.
وتوخت الدورة، المنعقدة تحت شعار “فن العيطة.. المشترك في المتعدد”، بحضور، على الخصوص، عامل إقليم آسفي، الحسين شاينان، ومنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية، رد الاعتبار لرجالات العيطة ونسائها ممن نذروا حيواتهم لصون هذا التراث العريق واستدامته، لكونه يسم سيمياء عموم المغاربة ويمتح من جغرافيتهم.
وكان الجمهور على موعد مع عابدين والمجموعة الذين أثثوا ركح مدينة الفنون، ورسموا في تناغم بهي بين أنغام “الوترة” التي يبرع في ترويضها عابدين، و”البندير” و”الطعريجة” التوأم السيامي الآخر، ليفضيا في نهاية المطاف إلى أنغام خلابة تلقفها واستحسنها الجمهور الشغوف الذي غاصت به جنبات القاعة.
وخلال الأمسية، صدح عابدين بأغاني من ريبيرتواره البديع، غنى للأرض وتغنى بالتراب وهام حبا في الوطن بعدها، في إعمال لرسالة الفنان النبيلة، وقدرته على الانخراط في أي مرام تنموي يخدم المصلحة العامة.
تلته قامة فنية أخرى هي خديجة مركوم، التي غنت “سيدي احمد”، مناط العيطة العبدية ومرتكزها الذي يمتح من هذه التربة، و “أنا وأنا”، وباقة أخرى من الأغاني الشعبية التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب.
وفي كلمة بالمناسبة، قالت رشيدة لكحل، رئيسة قسم بمديرية الفنون بالشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، إن انعقاد مهرجان فن العيطة في دورته الـ 21 يندرج في إطار استراتيجية القطاع الوصي للحفاظ على التراث اللامادي المغربي، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية تعمل على إدراج فن العيطة كتراث إنساني، وتتوخى ضمان استدامته.
وأوضحت أن مهرجان آسفي يعد من بين المهرجانات التي “أكدت حضورها الثقافي ماضيا وحاضرا ومستقبلا”، مضيفة أن التظاهرة “اكتسبت نضجها وأضحت رقما مهما في التظاهرات الفنية”.
وأكدت السيدة لكحل أن القطاع الوصي “حريص على دعم المهرجان وإنجاحه”، لافتة إلى مدينة آسفي “حبلى بالمثقفين الذين يعدون سندا لتحقيق التنمية، على اعتبار أنه لا تنمية دون ثقافة”. وأضافت أن وزارة الثقافة تعمل على صيانة وتثمين التراث المادي واللامادي، مع إبراز أصالة هذا التراث، معربة عن أملها في أن يحقق هذا الملتقى الثقافي بالإقليم غاياته التي تتجلى في تقديم فرجة فنية، وصون الموروث الثقافي الذي تتميز به المنطقة، خصوصا وأن التظاهرة بلغت عقدها الثاني.
من جانبه، قال سعيد لقبي، رئيس جمعية أصدقاء تور هيردال، عضو اللجنة التنظيمية للدورة الـ 21 من مهرجان العيطة، إن المهرجان ينظم بعد العودة التدريجية للحياة الطبيعية عقب جائحة كورونا، معبرا عن فخره لكونه يرد الاعتبار لجزء من هوية مدينة آسفي، ويحتفي برواد فن العيطة. وأشار إلى أن الدورة تعرف مشاركة عدد كبير من نجوم الأغنية الشعبية، من قبيل الفنانين حجيب والستاتي والمحفوظي، لافتا إلى تنظيم ندوة أكاديمية تنكب على بحث فن العيطة من الجانب العلمي، وتوطينها الجغرافي.
وأشار إلى أن هذه الدورة ستشهد بحث سبل إدراج فن العيطة كتراث إنساني لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، من أجل صون هذا التراث الذي يعد أحد مكونات الهوية المغربية وجعله رافعة للتنمية السوسيو-اقتصادية.
ويندرج تنظيم المهرجان الوطني لفن العيطة، حسب المنظمين، ضمن خريطة المهرجانات التراثية التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، والرامية إلى تثمين الموروث الحضاري المغربي، وصون الذاكرة الفنية الجماعية.
وتبصم النسخة الحالية لهذه التظاهرة “على تقاطعات إيقاعية لفن العيطة كتعبير هوياتي متعدد الروافد يستقي مرجعيته الفنية الأصيلة من المكون المحلي المغربي”، مضيفا أن “فعاليات المهرجان تعد مناسبة للوقوف على المتون الإيقاعية والمقامات الموسيقية الناظمة لهذا الفن الأصيل، الذي يعبر عن غنى الثقافة المغربية بتعدد روافدها الحضارية والإنسانية”.
وتشارك في فعاليات هذه الدورة، 24 فرقة من مختلف مناطق المغرب تمثل الأنماط الإيقاعية لـ “الحصباوي”، و”الحوزي”، و”الزعري”، و”المرساوي”، و”الملالي” و”الجبلي”، إلى جانب سهرات فنية يحييها كل من أيقونة فن العيطة “حجيب فرحان”، والفنان “محمد المحفوظي”.
وتعرف ساحة مولاي يوسف تنظيم عروض فنية تراثية لكل من الفنانين “ولد سبعمية”، و”نجوم البهاليل” و”أيوب العبدي” و”الستاتي”، وآخرين.
أكاديميا، ستعرف التظاهرة تنظيم ندوة فكرية بعنوان “فن العيطة بين الرافد المحلي والمشترك العالمي”، بمشاركة كل من حسن نجمي وإدريس العطار.
وبالموازاة مع فعاليات المهرجان، يتم تنظيم معرض جماعي للفنون التشكيلية، بشراكة مع جمعية “أفق أرت” للثقافة والفن، كما يتم عرض صـور المكرمين في الدورات السابقة، بالإضافة إلى معرض تراثي للآلات الموسيقية الخاصة بفن العيطة.