المنتخب المغربي ينجح فيما فشلت فيه جامعة الدول العربية
المنتخب المغربي ينجح فيما فشلت فيه جامعة الدول العربية
بقلم _ نورالدين البيار
نجح المنتخب الوطني المغربي بامتياز في اختبار توحيد الشعوب العربية على قلب رجل واحد في أيام قليلة، الأمر الذي فشلت فيه جامعة الدول العربية منذ تأسيسها في 1945.
واستطاع أسود الأطلس أن يوحدوا الرايات العربية من المحيط إلى الخليج في تناغم غير مسبوق، وطافت الراية المغربية الأقطار العربية بشكل متسارع منذ انتصار المغرب على بلجيكا في الدور الأول وصعوده إلى دور 16 متصدرا مجموعته بسبع نقاط.
وازداد الحماس العربي وتنامى الحلم بعد هزيمة المنتخب لإسبانيا في الدور الثاني بركلات الترجيح، التي تألق فيها الحارس ياسين بونو.
ولم يكن المنظرون لعالم الساحرة المستديرة أو حتى أكبر المتفائلين ينتظر انجاز المنتخب المغربي بالنظر لصعوبة المجموعة التي كان فيها، والتي ضمت وصيف بطل العالم في النسخة السابقة ، منتخب كرواتيا، والمصنف الثالث عالميا منتخب بلجيكا إضافة إلى كندا.
وبعد انتصارهم على منتخب البرتغال بكامل نجومه وعلى رأسهم الدون كريستيانيو رونالدو في ربع النهاية، أصبح مطلب الحصول على اللقب عربيا وتناقلت شاشات التلفزيون الاحتفالات والإشادة الإعلامية التي صاحبت الإنجاز التاريخي للمغرب، حيث أصبح المغرب أول بلد عربي وأفريقي يصل المربع الذهبي لكأس العالم وقفزت أسهم المغرب رقميا على مستوى محركات البحث.
ولولا ظلم الحكم المكسيكي للمنتخب الوطني وحرمانه من ضربتي جزاء أمس امام فرنسا، لكان الحلم قاب قوسين أو أدنى من كتيبة وليد الركراكي، الذي تألق خلال هذه الكأس الاستثنائية التي احتضنتها قطر بطريقة استثنائية كذلك.
لقد امتلأت منصات التواصل الاجتماعي على مدار 10 أيام كاملة منذ فوز الأسود على إسبانيا يوم 6 ديسمبر إلى غاية اليوم بصور نجوم المنتخب المغربي وأمهاتهم والأهداف التي سجلوها، إضافة إلى اللقطات التي تظهر كيف ظلمهم الحكم في مباراة النصف أمام الديوك الفرنسيين الذين حالفهم الحظ للعبور للمباراة النهائية ومواجهة الأرجنتين.
ويلعب المنتخب الوطني المغربي يوم السبت 17 دجنبر امام منتخب كرواتيا لتحديد المركزين الثالث والرابع من منافسات كأس العالم قطر 2022.
وبحسب ما أكد وليد الركراكي سابقا، فإن الحلم ممكن افريقيا وعربيا والمستحيل ليس مغربيا، والنية أبلغ من العمل والالتزام والعمل الجاد والتحلي بالوطنية والمسؤولية، كلها وصفات يمكن أن تؤتي أكلها في جميع الميادين ببلادنا وليس فقط على مستوى كرة القدم..