ريم فكري تقدم دورا مميزا في مسلسل “رحمة” وتتناول قضايا الأسرة

تعد الفنانة المغربية ريم فكري واحدة من أبرز الأسماء في الساحة الفنية المغربية، حيث استطاعت أن تترك بصمة واضحة في مختلف الأعمال التي قدمتها. في رمضان المقبل، تشارك ريم في مسلسل “رحمة”، الذي ينتظره الجمهور بفارغ الصبر، حيث تجسد فيه دورًا فنيًا جديدًا يضيف بعدًا موسيقيًا مميزًا للعمل. تقدم ريم أغاني تتناغم مع أحداث المسلسل، مما يزيد من عمق تجربتها الفنية. هي تتمتع بقدرة استثنائية في تجسيد المشاعر المعقدة لشخصياتها، وهو ما يظهر جليًا في دورها كأم تواجه تحديات ضخمة مع طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة في غياب الأب، ما يعكس عمق الدور الفني الذي تقوم به.

يتناول مسلسل “رحمة” قضية اجتماعية مهمة تمس العديد من الأسر في المجتمع المغربي والعربي. التركيز في هذا العمل يكون على معاناة الأمهات اللواتي يواجهن تحديات ضخمة في تربية أطفالهن من ذوي الاحتياجات الخاصة. يسلط الضوء على الجانب الإنساني العميق في العلاقة بين الأم وطفلها، خاصة في ظل غياب الأب الذي قد يتهرب من مسؤولياته الأسرية، وهو ما يخلق صراعًا داخليًا وعاطفيًا للأم. يطرح المسلسل قضايا حقيقية تلمس واقع العديد من الأسر، مما يجعل من “رحمة” عملًا يعكس مشاعر الحزن والأمل في آن واحد.

يتكون المسلسل من مجموعة من الفنانين المبدعين الذين يساهمون في تقديم أدوار رئيسية مؤثرة على سير الأحداث. من أبرز هؤلاء الفنانين منى فتو وعبد الله ديدان، حيث تؤدي منى فتو شخصية الأم التي تحمل على عاتقها مسؤولية تربية طفلها المعاق، وتواجه صعوبات كبيرة في ظل غياب الأب. في المقابل، يجسد عبد الله ديدان شخصية الأب الذي يهرب من التزاماته، تاركًا الأم في مواجهة تحديات الحياة بمفردها. هذا الصراع بين الزوجين يعكس واقعًا مأساويًا يعاني منه العديد من الأسر العربية، مما يجعل العمل يتجاوز كونه دراما عادية ليصبح منصّة للحوار حول قيمة التكاتف الأسري.

العمل من إخراج المخرج المبدع محمد علي المجبوذ، الذي استعان بأساليب فنية مبتكرة لعرض القصة بشكل واقعي. فقد اعتمد على تقنيات حديثة في التصوير والإخراج لتقديم الصراع العاطفي بين الشخصيات بطريقة مؤثرة. كما قام بتوظيف الأغاني التي تقدمها ريم فكري في سياق الأحداث، مما أضاف بعدًا موسيقيًا يعزز من التفاعل العاطفي مع المشاهد. هذه الخطوة تعتبر من العناصر التي تجعل من المسلسل تجربة مميزة، حيث يعزز الجانب الموسيقي من الرسالة الاجتماعية التي يريد المسلسل إيصالها.

الإخراج الممتاز في “رحمة” يجعل العمل يتجاوز كونه مجرد مسلسل درامي، ليصبح منصة تفتح نقاشًا واسعًا حول القضايا الأسرية في المجتمع. ليس المسلسل مجرد قصة معاناة، بل هو دعوة للتضامن العائلي ومساندة الأمهات في مواجهة الحياة اليومية. يفتح العمل الأفق للنقاش حول كيفية دعم الأمهات اللواتي يواجهن مصاعب في تربية أطفالهن، خاصة في الظروف القاسية التي قد تواجهنها، مثل غياب الأب عن واجباته.