نصائح تساعدك على حماية المراهقين من أخطار وسائل التواصل الاجتماعي
في ظل تزايد الأدلة على أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤدي إلى رفع معدلات الإصابة بالاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة، وتفاقمها لدى الأطفال والمراهقين. أصدرت الجمعية الأميركية لعلم النفس في التاسع من مايو/أيار الماضي، إرشادات إلى الآباء والمعلمين ومقدمي الرعاية الصحية وصنّاع السياسات وشركات التكنولوجيا “الذين يتشاركون المسؤولية لضمان رفاهية المراهقين، والمساعدة في توجيه استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي”؛ بناء على أبحاث شملت آلاف المشاركين.
وأوضح الدكتور آرثر إيفانز، الرئيس التنفيذي للجمعية، أنه بعد مراجعة الآثار المحتملة -المفيدة والضارة- لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على النمو الاجتماعي والتعليمي والنفسي للمراهقين؛ جاءت هذه الإرشادات مستندة إلى الأدلة العلمية الموثوقة حتى الآن. وهنا نستعرض أهم تلك التوصيات:
التشجيع اليقظ
أوصى التقرير بتشجيع الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، على الاستفادة من الوسائط الأكثر توفيرا لفرص الدعم الاجتماعي. حيث تشير البيانات إلى أن المراهقين الذين يعانون من القلق الاجتماعي أو الاكتئاب أو الشعور بالوحدة، قد يستفيدون من التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بشرط أن تخضع للتحكم والمراجعة.
كذلك يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تشجع المراهقين على اتباع الآراء والسلوكيات الاجتماعية الإيجابية للآخرين، مما قد يعزز النشاط الإيجابي أيضا خارج عالم الإنترنت. وقد تكون وسائل التواصل مفيدة من الناحية النفسية، عندما يشعر المراهقون بالتردد أو عدم القدرة على المناقشة مع أحد الوالدين.
الكشف عن أي علامات خطر
يوصي التقرير بأمور يجب على الآباء الانتباه لها عندما يراقبون استخدام أطفالهم لهذه الوسائط. منها فحصهم بشكل روتيني، للتأكد من عدم وجود علامات على أي استخدام يمكن أن يتسبب في حدوث أضرار نفسية، قد تكون أكثر خطورة بمرور الوقت، مثل تأثر النوم والنشاط البدني والمدرسي، أو الأنشطة الأخرى المهمة للنمو. مع ضرورة مراقبة مدى الصعوبة التي قد يبديها الأطفال للانفصال عن وسائل التواصل، وهل يكذبون حتى يتمكنوا من الاستمرار في البقاء عليها، أو لا.
المراقبة في مرحلة المراهقة المبكرة
لأن وضع الحدود المناسبة أمر بالغ الأهمية، وخصوصا في مرحلة المراهقة المبكرة (من 10 إلى 14 سنة)؛ ينصح التقرير بمراقبة البالغين في هذه المرحلة الدقيقة من خلال المراجعة المستمرة والمناقشة والتدريب على التعامل مع محتوى الوسائط الاجتماعية. مع مراعاة أن تكون المراقبة متوازنة مع احتياج المراهقين للخصوصية والاستقلالية، التي تزداد تدريجيا مع تقدمهم في العمر واكتسابهم للمهارات الرقمية.
التدريب للحد من مخاطر الأذى النفسي
يؤكد التقرير على أهمية العمل على تقليل أو إيقاف أي محتوى خطر قد يتعرض له الطفل؛ مثل المنشورات المتعلقة بالانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الطعام والعنصرية والتنمر. فقد أظهرت الدراسات أن المراهقين يقضون في المتوسط أكثر من 7 ساعات يوميا في مشاهدة مقاطع الفيديو أو استخدام منصات التواصل الاجتماعي، وأن تعرضهم لهذا النوع من المحتوى قد يعزز لديهم سلوكيات مشابهة، بمعدلات أكثر مما يدركه الآباء. كما تُظهر الأبحاث أن تعرض المراهقين للتمييز والكراهية عبر الإنترنت، ينبئ بزيادة القلق وأعراض الاكتئاب.
التحذير من المقارنة الاجتماعية
ينبغي الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للمقارنة لا سيما بين الفتيات، وخصوصا فيما يتعلق بالمحتوى المرتبط بالمظهر. حيث تشير الأبحاث إلى أن “استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي في مقارنة أجسامهم أو مظهرهم، بأجسام ومظهر الآخرين؛ يرتبط بأعراض الاكتئاب، وتكوين صورة سلبية وسيئة عن الذات، وخصوصا بين الفتيات”.
الحوار والقدوة
مع تقدم الأطفال في العمر واكتساب مهارات القراءة والكتابة الرقمية، يجب أن يتمتعوا بمزيد من الخصوصية والاستقلالية في استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي. لكن هذا لا يمنع الآباء من إجراء حوار دائم ومفتوح حول ما يفعله أطفالهم على الإنترنت.
في الوقت نفسه، يحث التقرير الآباء على أن يكونوا قدوة ويراقبوا استخدامهم هم أيضا لوسائل التواصل الاجتماعي، استنادا إلى أبحاث تُظهر أن طريقة استخدام البالغين لوسائل التواصل الاجتماعي أمام الأطفال، قد تؤثر عليهم بشكل واضح في البلوغ.
محو الأمية الرقمية وترشيد الاستخدام
يوصي التقرير بتدريب المراهقين على “محو الأمية الرقمية” لضمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متوازن وآمن وهادف، ويشمل:
تمييز المعلومات الخاطئة والمضللة.
تجنب التعميم المفرط، وكيفية بناء وتعزيز علاقة صحية.
الامتناع عن المقارنات الاجتماعية.
فهم كيفية التلاعب بالصور والمحتوى.
التعرف على الرسائل العنصرية.
إلى جانب ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بحيث لا تتعارض مع نوم المراهقين ونشاطهم البدني. حيث يرتبط النوم غير الكافي باضطرابات الأداء العاطفي والنمو العصبي في أدمغة المراهقين. كما تظهر الأبحاث أن النشاط البدني ضروري للصحة الجسدية والنفسية وخفض معدلات الاكتئاب.