نسرين الراضي تروي تجربتها في فيلم “في حب تودا” خلال مهرجان مراكش
نسرين الراضي تروي تجربتها في فيلم “في حب تودا” خلال مهرجان مراكش
في إطار مشاركتها في فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قامت الممثلة المغربية نسرين الراضي بتقديم لمحات عن تجربتها الفنية في فيلم “في حب تودا” الذي أخرجه المخرج نبيل عيوش. عرض هذا الفيلم لأول مرة في المغرب ضمن فعاليات المهرجان، ليكون أحد أهم الأعمال السينمائية التي تعرض في هذا الحدث الكبير بعد جولة ناجحة في مهرجانات دولية مرموقة. حيث تمكن الفيلم من حضور مهرجان كان السينمائي قبل أن يُعرض في مهرجان مراكش، ليحظى بفرصة عرضها أمام الجمهور المحلي.
من خلال حديثها، أوضحت نسرين الراضي أن تحضيرها لدورها في الفيلم استغرق عاماً ونصف، حيث قررت أن تكرس وقتها بالكامل لتقديم شخصية “تودا”. أكدت نسرين أنها اختارت عدم الالتزام بأي مشاريع أخرى خلال تلك الفترة، مفضلة التركيز الكامل على الشخصية التي كانت تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لها. على الرغم من أن المخرج نبيل عيوش كان يشجعها على استغلال أوقات الراحة في تصوير أعمال أخرى، فإنها فضلت أن تعيش تجربة “تودا” بكل تفاصيلها حتى تتقن الدور على أكمل وجه.
لقد شكل الدور تحدياً فنياً كبيراً لنسرين الراضي، خاصة أنها لم تقدم من قبل شخصية “شيخة” على الشاشة. كان من الضروري لها أن تتعاون عن كثب مع فنانات مخضرمات في هذا المجال، منهن الراحلة خديجة البيضاوية، سهام سويمية، وهدى الناشطة. أضافت نسرين أن تلك اللقاءات قد ساعدتها على فهم أعمق لفن “العيطة”، وهي واحدة من ألوان الفن الشعبي المغربي، وبالتالي تمكنت من تقديم شخصية “تودا” بطريقة يتفاعل معها الجمهور. كما خصصت نسرين تحية خاصة لهذه الفنانات اللواتي كان لهن دور بارز في إثراء تجربتها الفنية.
فيما يخص فيلم “في حب تودا”، فهو يعكس القضايا الاجتماعية والفنية التي تتعلق بفن “العيطة” وصورة “الشيخة” في المجتمع المغربي. وتحدثت نسرين عن تأثير هذا العمل في نظرتها إلى فن “العيطة”، حيث أكدت أنها لم تكن تدرك في البداية مدى عمق هذا الفن الذي يمثل جزءاً مهماً من التراث المغربي مثل القفطان. وأضافت أن “الشيخة” ليست مجرد راقصة، بل هي امرأة مبدعة تحمل رسائل اجتماعية وإنسانية، وتعمل على نقل هموم مجتمعها. لذلك، تسعى من خلال هذا الفيلم إلى تسليط الضوء على تلك الرسائل المهمة.
وفيما يخص هدف الفيلم، أشارت نسرين الراضي إلى أن العمل يهدف إلى الانتصار لفن “العيطة” بشكل عام، وإبراز صورة المرأة المغربية الحرة والمستقلة. وأوضحت أن شخصية “تودا” التي تجسدها ليست مجرد مغنية شعبية، بل هي امرأة مناضلة تسعى للحفاظ على كرامتها في مجتمع يواجه تحديات كبيرة. ورأت أن “تودا” تمثل صورة المرأة المغربية القوية، التي تتحدى الصعاب وتعمل بجد من أجل تأمين حياة كريمة لها ولابنها، في الوقت الذي تحاول فيه الحفاظ على أصالة فنها.
بعد العرض الأول للفيلم في مهرجان مراكش، عبرت نسرين الراضي عن شعورها بالفخر بهذه التجربة. أكدت أن الجمهور المغربي هو الوحيد الذي يستطيع أن يشعر بكل تفاصيل الفيلم ويقدر أبعاده الثقافية والاجتماعية. وأشارت إلى أن عرض الفيلم في هذا المهرجان كان لحظة طالما انتظرتها، حيث أن الفيلم يحمل قصة مغربية بحتة تعكس الواقع المحلي، مما جعلها أكثر قرباً إلى قلوب الجمهور المحلي.