فن وثقافة

مهرجان “فرنكوفيلم” في روما يشهد فوز فيلم “عصابات” للمخرج كمال لزرق بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم

مهرجان “فرنكوفيلم” في روما يشهد فوز فيلم “عصابات” للمخرج كمال لزرق بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم

فاز فيلم “عصابات” للمخرج المغربي كمال لزرق بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان “فرنكوفيلم” بروما. تم الإعلان عن هذا التتويج في الدورة الخامسة عشرة للمهرجان، الذي اختتمت فعالياته مساء الجمعة بحضور العديد من الدبلوماسيين والفنانين والمشاركين في عالم السينما.

توج الفيلم بالجائزة بعد أن لفت أنظار لجنة التحكيم بتميزه الفني. جاء هذا التكريم ليعزز النجاح الكبير الذي حققه فيلم “عصابات”، الذي يمثل أول عمل سينمائي طويل للمخرج المغربي. فقد حصد الفيلم جوائز أخرى على الصعيدين الوطني والدولي، منها جائزة لجنة التحكيم ضمن فئة “نظرة ما” في مهرجان كان السينمائي، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم في مهرجان مراكش الدولي للفيلم، إلى جانب الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم في طنجة.

كانت هذه الجوائز مقدمة تقديرًا لما حققه الفيلم من إبداع وتميز، مما يعكس قدرات السينما المغربية في مواجهة الساحة الدولية. يُظهر هذا النجاح التزايد الملحوظ في تطور الصناعة السينمائية المغربية، ويُعد مصدر فخر للفريق العامل على الفيلم، إذ يعكس ذلك الإنجازات التي حققها المغرب في هذا المجال.

من جهته، عبّر نائب سفير المملكة في روما، ياسين الدادي، الذي تسلم الجائزة بالنيابة عن المخرج كمال لزرق وفريق عمل الفيلم، عن سعادته العميقة بهذا التكريم. واعتبر أن الجائزة تمثل ليس فقط تقديرًا للمخرج وفريقه، بل هي أيضًا تكريم للسينما المغربية ككل. وأشار إلى أن هذا الإنجاز يعكس الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة المغربية في دعم وتعزيز قطاع السينما تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

وتابع ياسين الدادي بأن هذا النجاح يعكس أيضًا إشعاع المملكة على الساحة الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن المغرب أصبح اليوم من الدول التي تُحترم في مجال الفن السينمائي. وتؤكد هذه الجائزة على الدور البارز الذي تلعبه السينما المغربية في تقديم أعمال متميزة تحاكي الواقع وتعكس التنوع الثقافي للمملكة.

من جانبها، أشادت مديرة مهرجان “فرنكوفيلم”، نولون ديليس، بفيلم “عصابات” ووصفته بـ”الاكتشاف الحقيقي”. وأضافت أن عنوان الفيلم، خصوصًا في النسخة الإيطالية، يعد بمثابة المفتاح لفهم مضمونه، مما يعكس عمق الفكرة التي يعالجها الفيلم.

كما أبدت إعجابها بالسينما المغربية بشكل عام، حيث أكدت أن “المغرب يذهلنا دائمًا بسينما قوية ومؤثرة”، مشيرة إلى أن المهرجان يسعى دائمًا إلى عرض المزيد من الأفلام المغربية التي تواصل جذب اهتمام الجمهور والنقاد على حد سواء.

من الجدير بالذكر أن كمال لزرق، الذي سبق له أن أخرج عدة أفلام قصيرة، اختار في فيلمه الطويل الأول “عصابات” العمل مع ممثلين غير محترفين، مما منح الفيلم طابعًا خاصًا يعكس الأداء الحقيقي والشعور العميق للشخصيات. ولقد نجح المخرج في تكييف منهجه الإخراجي بما يتناسب مع أداء الممثلين، مما أضاف قيمة فنية للفيلم.

تجدر الإشارة إلى أن مهرجان “فرنكوفيلم” الذي أُقيم في روما بين 7 و14 مارس، قد عرض 14 فيلمًا ووثائقيًا، كان من بينها 12 فيلمًا متنافسًا يمثلون دولًا متعددة، من بينها المغرب وأرمينيا وبلجيكا وبلغاريا وكندا وكيبيك وكوت ديفوار وفرنسا ولوكسمبورغ ورومانيا ورواندا وسويسرا وتونس.

تُعتبر هذه الدورة من المهرجان بمثابة منصة لعرض الأعمال السينمائية التي تعكس ثقافات متنوعة، مما يجعلها حدثًا سينمائيًا هامًا يساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!