مسرح الحال يسلط الضوء على دور المرأة في احتفالية رمضانية بسلا

في ليلة رمضانية مليئة بالروحانية والفرح، نظمت جمعية مسرح الحال، بالتعاون مع المنظمة المغربية للكشافة والمرشدات (فرع سلا)، احتفالية فنية تكريمية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. الحدث الذي أقيم في المركز السوسيو ثقافي أبي القنادل بسلا شهد حضورًا مميزًا من مختلف فئات المجتمع، حيث تم تكريم مجموعة من النساء الرائدات تقديرًا لما قدمنه من خدمات جليلة، وعرفانًا بمساهماتهن القيمة في المجتمع.

تجسد الاحتفالية رمزية اليوم العالمي للمرأة، حيث شملت تكريم العديد من الأسماء اللامعة التي ساهمت في مجالات مختلفة. من بين المكرمات كانت السيدة عزيزة الركاكنة، مديرة المركز، إلى جانب زينب السحيمي الفاعلة الجمعوية التي قدمت العديد من المبادرات لصالح الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى زهراء وكريمة العرابجي، وراضية آيت حمو، الذين خدموا المجتمع بمثابرة وتفانٍ. هذه الأسماء تم تكريمها عرفانًا بدورهن الفاعل في خدمة القضايا الاجتماعية والثقافية.

الاحتفالية بدأت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ أسامة الحسناوي، تلتها بعدها كلمات ترحيبية من رئيس جمعية مسرح الحال والفنان عبد الكبير الركاكنة، كما تم تقديم كلمات شكر من ممثل المنظمة المغربية للكشافة. ولم تقتصر المناسبة على الكلمات فحسب، بل تخللتها أيضًا فقرات فنية موسيقية، حيث أبدع الفنانون في تقديم وصلات غنائية تراثية ملتزمة، بالإضافة إلى إلقاء قصائد شعرية تمجد المرأة وتحتفل بدورها في المجتمع. كما كانت هناك شهادات تقديرية قُدمت للمكرمات في لحظة إنسانية مؤثرة.

وقد شهدت الحفل أيضًا عروضًا موسيقية كانت محط إعجاب الجميع، منها تلك التي قدمتها فرقة سعيد مجاهد، برفقة الفنانين الصادقي والصبيحي، وكذلك فرقة الأندلس للتراث الفني المغربي الصحراوي. تفاعل الجمهور بشكل كبير مع هذه العروض التي أضافت أجواء من البهجة على الاحتفالية، ما جعل هذا الحدث حدثًا مميزًا في ذاكرة الحاضرين، حيث عبر الجميع عن تقديرهم لجهود المرأة المغربية في كافة المجالات.

تحت شعار “ترسيخ ثقافة الاعتراف والعرفان”، شكلت هذه الاحتفالية مناسبة قيمة لتسليط الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في المجتمع، ليس فقط على الصعيد الاجتماعي، بل أيضًا في المساهمة في بناء وتطوير الأجيال والمساهمة الفعالة في التنمية الشاملة. كما أبرزت الفعالية المكانة المرموقة التي تحظى بها المرأة في المنطقة وفي المغرب بشكل عام، وأهمية الاحتفاء بها وتقدير جهودها.

في تصريح له بالمناسبة، أكد الفنان عبد الكبير الركاكنة أن الاحتفالية تمثل صورة حية للجهود المبذولة من قبل المرأة في منطقة أبي القنادل وسلا بشكل عام. وأشار إلى أن تكريم المرأة المغربية يأتي في إطار ما تحقق من إنجازات كبيرة بفضل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يولي المرأة المغربية اهتمامًا خاصًا في كافة المجالات، سواء كانت ثقافية، اجتماعية، أو اقتصادية. وأوضح أن هذه المناسبة تمثل خطوة مهمة في تقدير دور المرأة في تحقيق الرهانات التنموية الكبرى التي يشهدها المغرب.

الفنان عبد الكبير الركاكنة شدد أيضًا على أهمية هذه الاحتفالية في إبراز قيمة المرأة المغربية وأدوارها المتعددة في مجالات الثقافة والفن والتربية والتوعية. كما نوه بالدور الكبير الذي تقوم به المرأة على مستوى مسرح الحال والمركز السوسيو ثقافي أبي القنادل في دعم المواهب والكفاءات المحلية، ما يعزز دور المرأة في إشعاع التنمية المستدامة للمنطقة. وأشار إلى أن المركز سيواصل عمله في المستقبل لتنظيم المزيد من الأنشطة والفعاليات التي تعزز من الثقافة والفن في المنطقة.

تجسد هذه الاحتفالية رمزية كبيرة في تعزيز ثقافة الاعتراف والامتنان لما تقدمه المرأة في المجتمع، وقد جاءت لتؤكد على أهمية التكريم والاحتفاء بالنساء اللاتي أسهمن بفعالية في مختلف المجالات. من خلال هذا الحدث، أظهرت منطقة أبي القنادل ومدينة سلا وجهها المشرق في تعزيز قيم الاحترام والتقدير للمرأة، ما يجعلها نموذجًا يحتذى به في مختلف أنحاء المملكة المغربية.