منوعات

مدينة مراكش الجمالية السياحية والتاريخ العريق

مدينة مراكش الجمالية السياحية والتاريخ العريق

أولا – مقدمة عن مدينة مراكش الحمراء  :

عندما نتحدث عن المغرب، سرعان ما يتبادر للذهن مدينة مراكش الحمراء، تلك المدينة التاريخية المميزة بمجموعة من الخصائص التي لا يمكن أن تجدها إلا فيها، رغم جمالية المدن المغربية واختلافها المميز وثقافتها المتنوعة، إلا أن مراكش تبقى المدينة الأصل التي جمعت نسبة مهمة من كل شيء في الحياة اليومية وفن العيش المغربي التاريخي والعصري والتقليدي والثقافي والفني والتراثي.

 إنها العاصمة الحمراء ومدينة النخيل الشهيرة عبر بقاع العالم، وليس فقط في المغرب، هي مدينة السياحة العالمية بامتياز، ففيها تجد السياح يقبلون من كل بقاع العالم ومن كل حدب وصوب، وحتى نعرفكم أكثر على هذه المدينة العميقة اخترنا لكم هذا المقال الذي سنسرد فيه مجموعة من المعلومات عنها.

ثانيا – أصل تسمية مدينة مراكش الحمراء :

تعتبر مدينة مراكش الحمراء، من المدن الأولى التي كانت إمبرابطورية على مر الزمان في التاريخ المغربي، وهي من المدن المهمة جدا المتواجدة في الجزء الأوسط من المغرب، وقد تمت تسميتها بمدينة مراكش، عودة للغة الأمازيغية أنذاك، ومعنى اسمها مراكش  هو ” أرض الله ” ويطلق عليها أيضا المدينة الحمراء، نسبة إلى اللون المعتمد في مبانيها وشوارعها.

 وأسوارها التاريخية، التي تم بناؤها بالطين فيما سبق، وحتى بعد ترميمها وإعادة إصلاحها تم اعتماد مواد بناء جديدة وعصرية مع الحفاظ على لمستها التاريخية التقليدية العتيقة التي تميزها، ما جعلها تبقى على عهدها القديم وكأنها لم تتغير ولم يمر عليه الدهر .

ثالثا – تاريخ مدينة مراكش الحمراء في عهد المراطبين :

عاشت مدينة مراكش الحمراء عبر التاريخ مجموعة من الأحداث التاريخية القديمة المهمة في تاريخ المغرب، والتي كانت وما تزال تعطيها تلك القيمة التاريخية التي تميزها، فقد شهدت مرور 5 سلالات رئيسية بها، حيث تأسست هذه المدينة على يد أول الحاكمين في عهد المرابطين وهو يوسف بن تاشفين، خلال الفترة التاريخية 1062 م، حيث تميزت هذه الفترة بحدث مازال عبارة عن معلمة تميز مراكش، وهو زراعة النخيل فيها وتأسيس العديد من المساجد.

 إضافة إلى بناء مجموعة من الدور الخاصة بتعليم القرآن الكريم، فضلا عن بناء أسوارها التاريخية التي تشهد على عمق المدينة حتى هذه اللحظة، والتي تم تخصيصها لحماية المدينة من مختلف الغزوات التي قد تأتيها من الأعداء، ما جعلها تصبح عاصمة للدولة المرابطية إضافة إلى كونها تحولت إلى مركز ثقافي وتجاري وديني مهم جدا.

رابعا – تاريخ مراكش الحمراء في عهد الموحدين :

لم تقف المدينة عند عهد المرابطين فقط، بل عرفت دخول عهد جديد بعد أن حاصرها الموحدون عام 1147م لشهور عدة، قبل أن يتمكنوا منها ويقوموا بهدم مجموعة من مبانيها، والشروع في بناء مجموعة من القصور بها وأيضا أنشاؤا الكثير من المباني الدينية في مختلف أرجاءها، ومن بينها المسجد الأكثر شهرة في العالم وهو مسجد الكتبية، لتبقى هذه المدينة الحمراء تحت حكم الموحدين إلى غاية نهاية القرن الثالث عشر الميلادي لتتغير الأوضاع بها وتقع مجموعة من الأحداث التاريخية حينها.

خامسا –  مدينة مراكش الحمراء في عهد المرينيين والسعديين:

عاشت العاصمة الحمراء مدينة مراكش مجموعة من الوقائع والأحداث التاريخية التي ما تزال محفورة في التاريخ المغربي على مر السنين، فقد دخلها المرينييون الذين حكموها لفترة من الزمن، والذين انتقلت عاصمة المغرب في تلك الحقبة الزمنية وفي عهدهم إلى مدينة فاس العريقة، حتى أوائل القرن السادس عشر حيث انتقل حكم البلاد إلى السعديين الذين ازدهرت مدينة مراكش في عهدهم .

حيث قاموا بإرجاعها مرة أخرى عاصمة للدولة، وفي تلك الفترة تم بناء قصر البديع التاريخي وذلك تم على يد أحمد المنصور الذهبي، فضلا عن بناء مجموعة كبيرة من الأضرحة ، قبل أن ينتقل حكم المدينة إلى العلويين الذين ما زالوا يحكمون المغرب حتى اليوم.

سادسا – مدينة مراكش الحمراء في عهد العلويين :

عرفت مراكش الحمراء في عهده العلويين نقلة نوعية مهمة، حيث قام العلوييون بترميم كل أسوار المدينة، وقاموا ببناء مجموعة كبيرة من المساجد في مختلف أنحاءها، وفي بداية القرن العشرين، تحولت مدينة مراكش لتصبح تحت الحماية الفرنسية، التي استمرت إلى غاية 1956، حيث نال المغرب في هذه الفترة استقلاله.

 وأصبحت الدولة العلوية مستقلة عن الفرنسيين والبرتغال والإسبان، وتبدأ المدينة في الازدهار من جديد والانتقال من فترة صعبة إلى فترة أحسن وأفضل بكثير، وبدأت المدينة التي شهدت أكثر الأحداث التاريخية عن غيرها من المدن المغربية نحو التألق والازدهار.

سابعا – هذه جغرافية مدينة مراكش الحمراء :

تميزت مدينة مراكش منذ الأزل بجماليتها وسحرها وموقعها الجغرافي المميز، فهي تحظى بموقعها الاستراتيجي الذي ساهم في جعلها نقطة تقاطع بين العديد من الطرق الكبرى، إضافة إلى كونها تعد نقطة يلتقي فيها الجزء الشمالي للمغرب بالجزء الجنوبي، وموقعها في الجهة الشمالية لمجموعة سلسلة جبال الأطلس الشهيرة والكبيرة.

 كما أن الجانب الجونبي للمدينة يتميز بنهر تانسيف الموجود في الجزء الأوسط لسهل حوز الخصب وبالضبط على مستوى جهة مراكش – تانسيفت – الحوز التي أصبحت تسمى حاليا جهة مراكش أسفي، كما أنها تعد المدينة التي تحتل المرتبة الرابعة على مستوى المدن المغربية من حيث مساحتها الجغرافية، وذلك بعد مدينة الدار البيضاء التي تأتي في المقدمة وتليها مدينة فاس ثم مدينة أكادير وبعدها مدينة مراكش.

ثامنا – مميزات سكان المدينة:

من المعروف جدا بين الشعب المغربي، أن مدينة مراكش تتميز بمجموعة من الخصائص التي قد لا تجدها كاملة في مدن المغرب الأخرى، هذا بالإضافة إلى ميزة سكانها الذين يتمتعون بشعبية رائعة وطيبة قلب لا مثيل لها، فضلا عن كونهم بشوشين ومبشورين وصناع نكتة، كما أن معظهم يتميز بالقدرة الكبيرة على التلكم بثلاث لغات حتى وإن لم يدخل مدارس أو معاهد تعليمية.

 وذلك راجع لكون هذه المدينة سياحية بامتياز وتشهد إقبال عدد كبير ومهم جدا من السياح الذين يحطون الرحال بها على مدار السنة، وبفعل احتكاك المراكشيين مع السياح من كل الجنسيات يساهم هذا الأمر في سهولة تعلمهم للغات الأجنبية والتحدث بها بطلاقة، خاصة الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، كما أن المدينة تمكنت من تحقيق عملية جذب السياح إليها منذ ما يزيد عن ألف عام .

تاسعا – إليكم أهم المعالم السياحية بالمدينة:

تجاوزت شهرة المدينة الحمراء الحدود المغربية، لتصل إلى العالمية حيث أصبحت من أكثر المدن العالمية التي تشهد إقبالا كبيرا من السياح الأجانب من مختلف الدول، كما أن ما تتوفر عليه من خصائص ومميزات ساهم في تصنيفها في العديد من المناسبات والمحافل الدولية بالمراتب المتقدمة كأفضل مدينة تشهد الإقبال الكبير من السياح الأجانب.

و تضاهي بذلك المدن العالمية الكبرى كلندن وباريس وغيرها، ويرجع ذلك إلى كل خصائصها المميزة التي تعتبر المعالم السياحية أولها، إذ أن المدينة الحمراء تتوفر على الكثير منها، والمتمثلة في ساحة جامع الفنا التي تعد المقصد الأول الذي يتجه إليه كل زائر، وهي ساحة فنية مميزة تم تصنيفها كتراث عالمي من قبل منظمة اليونيسكو.

هذا بالإضافة إلى جمالية منعرجاتها وأزقتها وأسواقها التقليدية والتاريخية ومحلاتها التجارية المتنوعة وفنادقها الساحرة المصنفة والمتنوعة بين التقليدي والعصري والبربري والتاريخي، دون نسيان مجموعة من المعالم التاريخية التي يتقدمها قصر البديع وقصر الباهية وجامع الكتبية.

 وأيضا معالم السبعة رجال وحدائق المنارة وغيرها من المعالم الطبيعية المنتشرة في كل أرجاء المدينة التي تفتح عين الزائر على الجمالية الساطعة واللون الأحمر الممزوج بجمالية غروب وشروق الشمس، وأيضا خضرة الطبيعة التي تتزين بها هذه المدينة حتى في فصل الصيف.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!