مايكروسوفت تستثمر مليارات الدولارات لدعم الذكاء الاصطناعي وتطوير بنيته التحتية عالميا

أعلنت شركة مايكروسوفت عن استثمار ضخم بقيمة 80 مليار دولار خلال العام المقبل بهدف تعزيز بنيتها التحتية الرقمية. ويأتي هذا الإعلان كجزء من خطة استراتيجية تشمل بناء مراكز بيانات متطورة لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وأكد براد سميث، رئيس مايكروسوفت، أن هذه الخطوة تُعد أساسية لتهيئة الحوسبة السحابية، التي تُعد العمود الفقري لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

تسعى الشركة من خلال هذا المشروع إلى بناء منظومة متكاملة تُسهم في تحسين أداء تطبيقات مثل “تشات جي بي تي”. حيث تتطلب هذه التطبيقات موارد حاسوبية هائلة لتقديم خدماتها بسرعة وكفاءة. ويُشكل الاستثمار في الحوسبة السحابية خطوة محورية لضمان تطور هذه التقنيات وجعلها أكثر تكاملًا مع مختلف الصناعات.

تخطط مايكروسوفت لتوزيع مراكز البيانات على نطاق عالمي واسع يشمل مناطق مختلفة. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن الجزء الأكبر من هذا الإنفاق سيُخصص داخل الولايات المتحدة. ويُظهر هذا التوجه التزام الشركة بدعم الاقتصاد الأميركي وتوفير فرص عمل جديدة في مجال التكنولوجيا. ويُعتبر ذلك عاملًا حاسمًا في تعزيز موقع الولايات المتحدة كمركز رئيسي للابتكار التكنولوجي.

يشير الخبراء إلى أن هذه المراكز ستُحدث تحولًا نوعيًا في طريقة تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي. حيث ستتيح هذه المنشآت قدرات حوسبة متطورة تُساعد على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة. ويمتد تأثير هذه التطورات ليشمل قطاعات عدة مثل التعليم، والصحة، والصناعة، ما يُعزز الابتكار في هذه المجالات بشكل غير مسبوق.

يتوقع أن تُثمر هذه الاستثمارات في تحقيق نقلة نوعية في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي. إذ ستُوفر مراكز البيانات الجديدة منصة قوية لتسريع عمليات البحث والتطوير. كما ستُسهم في تحسين خدمات الحوسبة السحابية التي أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الأفراد والشركات على حد سواء.

وتُعبر هذه الخطوة عن رؤية مايكروسوفت التي تتطلع إلى بناء مستقبل يعتمد بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي. حيث تُمثل هذه التقنية أداة واعدة لحل التحديات المعقدة وتحقيق تقدم كبير في مختلف مجالات الحياة. وبذلك، تواصل مايكروسوفت تعزيز دورها الريادي في قيادة مسيرة التحول الرقمي العالمي.