كشف السبب الحقيقي وراء إخفاء الفنانين المتقدمين في السن إعلان اعتزالهم

انتشرت خلال الآونة الأخيرة ظاهرة لافتة للنظر بين الفنانين ممن تقدم بهم العمر، خاصة أولئك الذين ابتعدوا عن الفن لأسباب مختلفة، تتمثل في خشيتهم من إعلان اعتزالهم، رغم ابتعادهم عن الفن.
وعلى النقيض، هناك فنانون يظهرون فجأة بعد غياب تام عن الساحة، ليعلنوا اعتزالهم الفن نهائيًا، الأمر الذي يتصدر حديث مواقع التواصل الاجتماعي لأيام.
يقول الناقد الفني، طارق الشناوي، إن إعلان الفنان ابتعاده عن الفن أو إعلانه الاعتزال يعود بالدرجة الأولى لتجاهل المنتجين له، وعدم توافر عروض لديه للمشاركة في الأعمال الفنية.
ويضيف الشناوي، في تصريح للصحافة، أن “هؤلاء الفنانين يعلنون التوقف عن العمل بمبدأ (بيدي لا بيد عمرو)، أي أن يقول الفنان أنا من توقفت عن المشاركة في الأعمال الفنية، وليس المنتجين من تجاهلوني”.ويتابع: “غالبًا ما يلتصق هذا التصريح بآخر، وهو أن هناك العديد من الأعمال التي تعرض علي للمشاركة بها، لكنني أرفضها لأنها لا تناسب تاريخي، وفي الحقيقة أنه لا يوجد أي عرض له”، وفق تعبير الشناوي.
ويقول إن “الفنان يعلن الابتعاد عن الفن، لا الاعتزال، حتى إذا عرض عليه دور ما يوافق عليه، لكن لو أعلن الاعتزال وعرض عليه عمل ووافق عليه، سيظهر أنه أعلن ذلك من أجل تسليط الضوء عليه”.
ويرى الشناوي أن “عددًا كبيرًا ممن يعلنون الابتعاد عن الفن، يهدفون إلى تسليط الضوء عليهم”.
ويؤكد أن “الفنان ضعيف أمام متغيرات السوق، بمعنى أنه عندما يرى أن الأضواء أصبحت تنحسر عنه، وهاتفه أصبح من النادر أن يستقبل اتصالات من منتجين، وبرامج التلفزيون غيرت بوصلتها عنه، غالبًا ما يميل إلى فكرة (مش همثل تاني)، وعندما يأتيه دور يتراجع عن قراره”.
ويلفت الشناوي إلى أن إعلان بعض الفنانين اعتزال الفن يعود إلى حالة نفسية سيئة تدفعهم لهذا القرار، وعندما تتحسن الحالة النفسية يتراجعون عن قرارهم.
من جانبه، يرى الناقد الفني، محمد محمود، أنه عندما يتقدم بعض الفنانين في العمر، يفضلون الابتعاد عن الفن وعن الأضواء بشكل عام، حتى يحافظوا على شكلهم وهيئتهم أمام الجمهور.
ويضيف محمود،أنه “ليس كل من يعلن يكون هدفه تسليط الضوء عليه، وإن كان هناك عدد كبير يهدف إلى ذلك”.
ويتابع: “على سبيل المثال، الفنان عادل إمام الذي ابتعد منذ سنوات عن الفن، هل هو بحاجة لتسليط الضوء عليه؟ بالطبع لا، فهو يريد الحفاظ على مشواره الذي قدمه، وأن يحافظ على هيئته، ولا يريد أن يظهر بشكل مختلف بسبب تقدمه في العمر”.
ويشير محمود إلى أن معظم الفنانين يخشون من كلمة “الاعتزال”، حيث إن لديهم قناعة شخصية بأنه لا يجب اعتزال الفن، وأن الفنان بمقدوره استكمال مشواره الفني إلى أن يموت.