قيس سعيد ذو الوجهين بعد انقلابه على شعبه ينقلب على المغاربة
قيس سعيد ذو الوجهين بعد انقلابه على شعبه ينقلب على المغاربة
فيصل حديوي _ مراكش
استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد هذا الأسبوع زعيم عصابة البوليساريو وبسط له بساطا أحمرا في خطوة يبدو أنه لا يعرف مخرجاتها ، كخطواته السابقة مع شعبه عبر الانقلاب الدستوري الذي وضح حربائية هذا الرئيس وبين مدى خبته حيث انقلب على شعبه الذي وثق فيه إبان الانتخابات الرئاسية التونسية الأخيرة بعد رفعه شعارات إصلاحية واجتماعية لكن سرعان ما أول تأويلا ديمقراطيا وسلطويا للدستور لصالحه.
خطوة لم يقرأ حسابها والنتائج ستعجل برحيله لا محال:
انقلب الرئيس الغير مرغوب فيه من طرف الأحزاب الداخلية التونسية على اختلافها وتعدد توجهاتها، والمنبوذ من طرف عامة الشعب التونسي والهيئات الحقوقية والمجتمعية ، على المغاربة وقضيتهم الأساسية والرئيسية المصيرية التي لا تقبل النقاش ولا هي مطروحة على طاولة المفاوضات كما جاء على لسان ملك البلاد محمد السادس نصره الله وأيده :”
نحن لا نفاوض أحدا أو جهة على صحرائنا فالصحراء مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.”
تجاوز مكر قيس هذا حدوده الداخلية عبر استقباله لزعيم الجبهة الإرهابية المزعومة ، لكن هيهات له سيصطدم بإرادة شعب ودولة وملك وديبلوماسية لا تعرف الكلل ولا الملل لأنها قضية ليست كالقضايا السياسية العابرة والعادية، إنما هي قضية نحيا أو نموت لأجلها فالصحراء والصحراويون مغاربة عير التاريخ والمغرب لا يقبل القسمة ولا التفرقة بين قبائله صحراوية كانت أو أمازيغية، شرقية أم غربية ، شمالية ريفية أو عربية فقوة هذا البلاد تكمن في الالتحام والتعايش والود والحب بين القبائل كلها هذا ما ورثناه عن آبائنا وأجدادنا.
تعرض قيس سعيد لهجمة من الانتقاضات من العديد من الشخصيات التونسية بسبب هذه الزيارة ، نذكر منها تصريح عبد الوهاب هاني رئيس حزب المجد التونسي حيث أكد أن هذه الخطوة انحراف خطير وحياد غير مسبوق عن توابث الدبلوماسية التونسية وقال أيضا أنه انتحار سياسي لقيس وسيعرض المصالح العليا لتونس ولمصداقيتها لصعوبات كبيرة بين الدول .
قيس دخل في متاهة لن يخرج منها سالما لأنه اختار كعادته اختيارا أحاديا سياسيا غبيا سيدمر العلاقات بين الدول الشقيقة وسيضر المصالح المشتركة الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها.
أخيرا ليس بيننا وبين من خان قضيتنا شيء. لأن ملف الصحراء هو النضارة التي يرى المغرب بها العالم وهو المعيار الواضح والبسيط الذي نقيس به صدق العلاقات ونجاعة الشراكات كما جاء على لسان ملكنا نصره الله في خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب .