قانوني الإطار المتعلقان بالمنظومة الصحية والاستثمار يدخلان حيز التنفيذ
قانوني الإطار المتعلقان بالمنظومة الصحية والاستثمار يدخلان حيز التنفيذ
نشر بالعدد الأخير للجريدة الرسمية القانون-الإطار رقم 06.22 المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية، والقانون-الإطار رقم 03.22 بمثابة ميثاق الاستثمار، وهو ما يعني دخولهما رسميا حيز التنفيذ، بعدما اجتازا جميع مراحل العمل التشريعي. جدير بالذكر أن البرلمان بغرفتيه الأولى والثانية صادق، مؤخرا في جلسات تشريعية عمومية، على القانون الإطار رقم 03.22 بمثابة ميثاق الاستثمار، بالإضافة إلى قانون- إطار رقم 06.22 يتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية.
وكان الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن جزولي، قال في عرض أمام لجنة المالية بمجلس النواب، إن ميثاق الاستثمار الجديد يهدف إلى عكس التوزيع الحالي للاستثمار بين الاستثمار العمومي والاستثمار الخاص، حيث يروم رفع حصة القطاع الخاص إلى من مجموع الاستثمارات إلى الثلثين في أفق 2035. ويسعى مشروع القانون، بحسب الوزير، إلى بلوج سبعة أهداف وهي؛ مناصب شغل قارة، وتقليص الفوارق المجالية، والاهتمام بالقطاعات ذات الأولوية، وتجويد مناخ الأعمال، وجلب الاستثمارات الأجنبية، والرفع من الإنتاج المحلي، والرفع من الصادرات.
ميثاق الاستثمار الجديد الذي “يوفر إطارا شفاف ومحفزا للمستثمرين”، بحسب الوزير، يقوم على ثلاثة محاور، يتمثل أولها في أربعة أنظمة لدعم الاستثمار، أما المحور الثاني فيتعلق بتحسين مناخ الأعمال، بينما يرتبط المحور الثالث بحكامة موحدة ولامركزية للاستثمار. وكان الملك محمد السادس قد دعا، خلال خطابه بمناسبة افتتاح البرلمان، إلى رفع العراقيل التي لا تزال تحول دون تحقيق الاستثمار الوطني لإقلاع حقيقي على جميع المستويات، مشددا على أن الميثاق الجديد للاستثمار يُنتظر أن يعطي دفعة جديدة لجاذبية المغرب للاستثمارات الخاصة، الوطنية والأجنبية.
خصوصا القانون الإطار المتعلق بالمنظومة الصحية، سبق لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، أن قال خلال تقديمه أمام مجلس النواب، إنه يشكل تنزيلا للتوجيهات الملكية الداعية إلى إعادة النظر، بشكل جذري، في المنظومة الصحية، كما يعتبر تجسيدا لما نص عليه القانون الإطار رقم 09.21 المتعلق بالحماية الاجتماعية.
وأضاف المسؤول الحكومي أن الغايات المتوخى تحقيقها بموجب هذا النص ستشكل، متى تم الإسراع في مواكبتها من خلال النصوص التشريعية والتنظيمية المتخذة لتطبيقها، إطارا متكاملا وفعالا لتحقيق الإصلاح المنشود للمنظومة الصحية الوطنية بما يضمن الاعتناء بصحة المواطنات والمواطنين والرفع من مستوى نظام الر عاية الصحية، ويسهم، بالتالي، في جعل الصحة رافعة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وركيزة أساسية في إنجاح ورش الحماية الاجتماعية.
ويعد الإصلاح العميق للمنظومة الصحية بالمغرب ضرورة ملحة وأولوية وطنية ضمن أولويات السياسة العامة للدولة الرامية إلى تثمين الرأسمال البشري، والاعتناء بصحة المواطنين كشرط أساسي وجوهري لنجاح النموذج التنموي المنشود، بحسب ما ورد في ديباجة المشروع. وتابع المصدر ذاته أن الدولة تعمل، من أجل تحقيق هذا الغرض، على تيسير ولوج المواطنات والمواطنين إلى الخدمات الصحية وتحسين جودتها، وضمان توزيع متكافئ ومنصف لعرض العلاجات على مجموع التراب الوطني.
كما تعمل على التوطين الترابي للعرض الصحي بالقطاع العام وتحسين حكامته من خلال إحداث مجموعات صحية ترابية، وضمان سيادة دوائية وتوافر الأدوية والمنتجات الصحية وسلامتها وجودتها، يضيف المصدر ذاته. ونص مشروع القانون على تثمين الموارد البشرية العاملة في قطاع الصحة وتأهيلها عبر إرساء وظيفة صحية تراعي خصوصيات الوظائف والمهن بالقطاع، وتفعيل آليات الشراكة والتعاون والتكامل بين القطاعين العام والخاص، وتشجيع البحث العلمي والابتكار في المجال الصحي.
كما نص على ضرورة اتخاذ الدولة التدابير الضرورية لتفعيل التزاماتها في مجال الصحة، ولاسيما تلك المتعلقة بإعلام الساكنة بالمخاطر الصحية وبالسلوكيات والتدابير الاحتياطية التي يتعين اتباعها للوقاية منها، والحماية الصحية والولوج إلى الخدمات الصحية الملائمة المتوفرة، وكذا ضمان حماية السلامة الجسدية والمعنوية للأشخاص، واحترام حق المريض في الحصول على المعلومة المتعلقة بمرضه.
ويلزم المشروع الدولة بمكافحة كل أشكال التمييز أو الوصم التي يمكن أن يتعرض لها شخص بسبب مرضه أو إعاقته أو خصائصه الجينية، وذلك بمساهمة المنظمات المهنية والجمعيات النشطة في المجال الصحي. كما يلزمها بالسهر على وضع سياسة دوائية تهدف إلى ضمان وفرة الدواء وتحسين جودته وتخفيض ثمنه، وتوفير المواد والمستلزمات الطبية اللازمة لحفظ صحة الأشخاص وضمان سلامتهم.
المصدر