فوزي لقجع مسار استثنائي.. من بركان إلى رئاسة لجنة المونديال
فوزي لقجع مسار استثنائي.. من بركان إلى رئاسة لجنة المونديال
هو رجل دولة بمسارين متوازيين استطاع التفوق فيهما معا، رجل سياسة من طينة الكبار ومن أشهر رجال الرياضة في إفريقيا والعالم، استطاع بخبرته وحنكته أن يجعل المغرب رقما صعبا في عالم كرة القدم بفضل شغفه الكبير بالساحرة المستديرة وقوة حس الانتماء لديه، يعتبره المغاربة فخرا لكرة القدم المغربية، ويعتبره خصوم المملكة ندا لا يحبون لقاءه، فكل مبارزة يكون حاضرا فيها، إلا وتكون الغلبة لصالح المغرب..
انه فوزي لقجع ..أسطورة كرة القدم في مغرب القرن 21 ..وأول مغربي في تاريخ المملكة يضعه جلالة الملك على رأس لجنة المونديال الذي نال المغرب شرف تنظيمه سنة 2030 رفقة اسبانيا و البرتغال، فمن يكون هذا الرجل الذي نجح في رفع العلم المغربي عاليا بين كبار الأمم في مجال كرة القدم.
إنه فوزي لقجع، من مواليد 23 يوليوز 1970 بضواحي بركان، شرق المملكة، ترعرع في كنف عائلة محافظة وسط ثلاث أخوة، والدته كانت ربة بيت، بينما اشتغل والده بسلك التدريس وأنهى مساره العملي مفتشا متقاعداً. درس فوزي لقجع، مرحلة الابتدائي والثانوي بمسقط رأسه، حيث حصل على شهادة البكالوريا شعبة العلوم التجريبية سنة 1988، ثم التحق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة لينال شهادة مهندس زراعي أهلته لالتحاق بوزارة الفلاحة، قبل أن يكمل دراسته بالمدرسة الوطنية للإدارة.
اشتغل فوزي لقجع بالمفتشية العامة للمالية، ثم انتقل ليعمل كرئيس لشعبة المجالات الإدارية سنة 2000 لمدة ثلاث سنوات، ثم شغل منصب مدير ميزانية الدولة التابعة لوزارة المالية، بعد أن قضى سبع سنوات في قسم الزراعة والمقاصة، وفي يناير 2010، عين في منصب مدير ميزانية الدولة التابعة لوزارة المالية.
انتخب فوزي لقجع رئيسا لنادي النهضة الرياضية البركانية لكرة القدم في شهر شتنبر من عام 2009، قبل أن ينتخب يوم 11 نوفمبر 2013 رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خليفة لـ علي الفاسي الفهري. نال ”جائزة يدينكاتشو تيسيما“ لأفضل رئيس اتحاد في عام 2018 من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”.
وفي أكتوبر 2021 عيّن جلالة الملك محمد السادس فوزي لقجع وزيرا منتدبا لدى وزيرة الاقتصاد والمالية مكلفا بالميزانية، ويوم الخميس 5 أكتوبر 2023 استقبله جلالة الملك بالقصر الملكي بالرباط، وعينه رئيسا للجنة كأس العالم 2030، وذلك عقب اعتماد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا، بالإجماع ملف المغرب – إسبانيا – البرتغال كترشيح وحيد لتنظيم كأس العالم 2030 .
تعيين لقجع على رأس هذه اللجنة لم يأت من فراغ، فهو تحصيل حاصل لمجهودات جبارة وعطاءات متواصلة ونجاحات بصم عليها الرجل بمداد من ذهب في سجل كرة القدم على جميع الأصعدة، فقد شغل منصب رئيس نادي نهضة بركان بين 2009 و2013، والنائب الثاني لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ”كاف“ سنة 2021 وأصبح عضوا اللجنة التنفيذية في مجلس الاتحاد العربي لكرة القدم لينال في نفس السنة عضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا، منذ مارس وعضوية لجنة الحكامة في ذات الاتحاد، ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
يشغل فوزي لقجع عدة مناصب في الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، وفي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ”كاف“ وتولى مهمة نائب الرئيس الرابع منذ مارس 2021، وعضو المكتب التنفيذي ممثلاً لمنطقة شمال إفريقيا منذ مارس 2017، ورئيس لجنة المالية وتدبير الأجور، ولجنة المنافسات والأندية.
نجح لقجع في قيادة المنتخب الوطني ليحقق أفضل إنجاز له في تاريخ كرة القدم المغربية، وذلك خلال مونديال 2022 بقطر، عندما احتل المركز الرابع، وبذلك أصبح المغرب أول دولة أفريقية وعربية تصل إلى نصف نهائي كأس العالم.
تمكن الرجل بفضل حبه الكبير لوطنه ودفاعه المستميت عن كرة القدم المغربية، من فك شفرة اللوبيين الجزائري والمصري داخل الكاف ونجح في كسر الحصار الكروي الذي كان مضروبا على المغرب في المنافسات الإفريقية والذي لطالما تجلى في تعريض المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم و الأندية الوطنية للظلم التحكيمي، فقد نجح لقجع في التصدي للمؤامرات الكروية وللوبيات الرياضية المعادية للمغرب، حتى بات الرجل فزاعة للنظام الجزائري الذي بات يهاجمه بمناسبة او بدونها.
للرجل إذن، مسار رياضي حافل بالنجاحات دشنه مع نادي نهضة بركان و تدرج في الهيئات الكروية الوطنية و القارية و الدولية إلى أن أصبح أول رئيس للجنة المشرفة على تنظيم كأس العالم، وهو المنصب الذي لم يسبقه إليه أحد، فالمغرب سينظم لأول مرة في تاريخه منافسات كأس العالم سنة 2030 .
تعيين فوزي لقجع من قبل جلالة الملك على رأس هذه اللجنة جاء بناءا على ثقة مولوية سامية في رجل أبان عن حنكة منقطعة النظير وعبقرية لامعة في تدبير شؤون كرة القدم، وهو اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية جسيمة من خلال تكليفه بالحرص على جعل المغرب مؤهلا ليس فقط لتنظيم كأس العالم 2030، بل ليكون كأس عالم استثنائي ومحطة فاصلة في تاريخ المغرب، ستشكل نقلة نوعية في جميع المجالات وترسخ مكان المملكة بين الأمم العظمى في العالم.