عمارة بهندسة خارقة للقانون تنتهك حرمة المدينة الحمراء

من بين أغرب الصور التي قد تصادفك وأنت تتجول بالمدينة الحمراء مراكش، لا سيما على مستوى شارع محمد الخامس، هو مشهد إحدى العمارات السكنية التي تعود ملكيتها إلى شخص من جنسية عربية، وهي عمارة جاسم المعروفة بعمارة الزجاج بنفس الشارع المذكور.

هذه العمارة كسرت القواعد المعتمدة والمتبعة في السياسة العمرانية لمدينة مراكش، خاصة أنها عمارة سكنية، تحتوي على 7 طوابق خارقة للقوانين وضاربة بها عرض الحائط، وهو الأمر الذي لا يمكن تجاوزه، خاصة أن العمارات السكنية بالمدينة لا تتجاوز 5 طوابق، وذلك حفاظا على حرمتها والسياسة المعتمدة فيها لتبقى المدينة المشهورة بلونها الأحمر العالمي، بخصائصها السياحية ومعالمها الثقافية مميزة دون أن يشوبها أي منظر عشوائي.

وهذا ما يتبين لك بمجرد النظر إلى هذه العمارة التي أفقدت المكان حلاوته وجماله، خاصة أنها ذات واجهة غير ملائمة ولا مناسبة، فضلا عن كونها تهدد سلامة المواطنين سواء القاطنين فيها أو في العمارات المجاورة لها، علاوة على أن قبوها لا يتوفر على ربط خاص بقنوات الصرف الصحي، وهو الأمر الذي يزيد من جملة المشاكل التي يتخبط فيها هذا الفضاء السكاني.

وكما هو مبين للجميع سواء لسكان مدينة مراكش أو زوارها، أن هذه العمارة تقبع كالبرج في مكانها، حيث أقدم صاحبها بغض بصره عن مفهوم القوانين والسلطة والسياسة التبعة في المدينة، التي تهدف للحفاظ على خصائصها التي تميزها عن غيرها من المدن.

وفي هذه الصدد وبسبب هذا المنظر العشوائي والمشوه، قد يتساءل الكثيرون عن الهدف من هذه التصرفات البائسة، وهل سيكون أي تدخل من والي جهة مراكش أسفي للحد من هذه المشاكل العشوائية، خاصة فيما يتعلق بهذا الصرح العمراني الذي خرج  صاحبه عن السيطرة؟.

أبو سجود_ مراكش