صحيفة إسبانية تبرز أن المغرب رائد في التحول الطاقي والتنمية المستدامة على المستوى العالمي
صحيفة إسبانية تبرز أن المغرب رائد في التحول الطاقي والتنمية المستدامة على المستوى العالمي
أبرزت الصحيفة الإسبانية “آس” في تقريرها الأخير عن التقدم الكبير الذي حققه المغرب في مجال التحول الطاقي والتنمية المستدامة. فقد اعتبرت المملكة “رائدة التحول الأخضر في إفريقيا”، مشيرة إلى أن جهودها في هذا المجال جعلتها تحتل المرتبة الثامنة عالمياً في مؤشر أداء تغير المناخ. هذا التقدم الملموس يعكس الدور القيادي الذي بدأ المغرب يلعبه في تعزيز الاستدامة البيئية على مستوى العالم.
المغرب، الذي أصبح أول بلد عربي وإفريقي يصل إلى مكانة مرموقة ضمن العشرة الأوائل في هذا التصنيف، يثبت بذلك التزامه الراسخ بتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز الاستدامة البيئية. وتؤكد الصحيفة أن هذا التصنيف يعكس بشكل كبير الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة في مجالي الطاقة والمناخ، خصوصاً في ظل تطوير استراتيجيات طويلة الأمد تهدف إلى الاستغناء عن الوقود الأحفوري وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
جدير بالذكر أن المملكة المغربية قد تفوقت على دول تعتبر رائدة في مجال إزالة الكربون، مثل ألمانيا والنرويج والسويد وإسبانيا. فقد احتلت ألمانيا المرتبة 16 في التصنيف، والنرويج المرتبة 9، والسويد المرتبة 11، بينما حلت إسبانيا في المرتبة 19. هذا التفوق يأتي تتويجاً لجهود المغرب المستمرة في زيادة استخدام الطاقات المتجددة، حيث يطمح للوصول إلى 52% من مزيج الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وهو ما يعتبر هدفاً طموحاً يعكس الإصرار على تعزيز التنمية المستدامة.
يعود جزء من هذا التقدم الكبير إلى إطلاق المغرب لعدد من المشاريع الكبرى التي تسهم بشكل فعال في تعزيز طاقته المتجددة. ومن أبرز هذه المشاريع مشروع “نور ورزازات” للطاقة الشمسية، الذي يعد واحداً من أكبر المجمعات الشمسية في العالم، والذي تصل قدرته الإنتاجية إلى 580 ميغاواط. إضافة إلى مزرعة الرياح في طرفاية، التي تعتبر من أكبر مزارع الرياح في إفريقيا بقدرة إنتاجية تبلغ 301 ميغاواط، وكذلك مشروع “نور ميدلت” للطاقة الشمسية الذي يُتوقع أن يصل إجمالي قدرته الإنتاجية إلى 1600 ميغاواط.
بالإضافة إلى مشاريع الطاقة المتجددة، أشار التقرير إلى التقدم الذي حققه المغرب في مجال الهيدروجين الأخضر. فقد استفاد المغرب من موارده الطاقية المتجددة لإنتاج الهيدروجين بشكل مستدام. ويشهد هذا القطاع نمواً سريعاً في المملكة، ويتوقع أن يكون له دور حيوي في مستقبل الطاقة في المغرب، حيث يعزز من قدرة المملكة على تحقيق أمنها الطاقي ويقلل من اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية.
لقد أظهر المغرب من خلال هذه المشاريع الكبرى والتوجهات الطاقية المستدامة، أن التحول الأخضر ليس مجرد خيار بل هو استراتيجية وطنية تهدف إلى بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.