زيادة ملحوظة في ليالي المبيت بالرباط وتعافي القطاع السياحي بشكل تدريجي
زيادة ملحوظة في ليالي المبيت بالرباط وتعافي القطاع السياحي بشكل تدريجي
شهد قطاع السياحة في مدينة الرباط تحسناً ملحوظاً خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي، حيث سجلت ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة زيادة ملحوظة بنسبة 4 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. فقد بلغ إجمالي ليالي المبيت 713.566 ليلة، بينما كان العدد في نفس الفترة من العام الماضي 683.910 ليلة. كما أظهرت البيانات أن نسبة ملء الفنادق والمرافق السياحية بلغت 52 في المائة هذا العام، مقارنة بـ 53 في المائة في العام الماضي، مما يعكس تطوراً طفيفاً في الأداء السياحي.
تظهر هذه الإحصائيات دلالة واضحة على تعافي القطاع السياحي في العاصمة المغربية الرباط، وهو ما يعكس انتعاشاً تدريجياً بعد التحديات التي واجهها بسبب الأزمات السابقة. رغم هذه الزيادة، لا يزال العدد المحقق أقل من التوقعات، مما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة المدينة على استقطاب أعداد أكبر من السياح في المستقبل القريب. ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها التنافس مع مدن مغربية أخرى تمتلك مقومات سياحية أكبر.
من جانبه، أشار الزوبير بوحوت، الخبير السياحي، إلى أن الرقم المسجل حتى نهاية أكتوبر لا يتناسب مع المؤهلات السياحية المتاحة في الرباط. وأضاف بوحوت أن هذه الزيادة، رغم أنها تعكس تحسناً في الأداء السياحي، إلا أن المدينة تمتلك إمكانيات أكبر من ذلك، نظراً للمعالم السياحية المميزة والمشاريع الكبرى التي تم إطلاقها في الآونة الأخيرة. وأكد بوحوت أن هذه الأرقام تبقى دون التطلعات، وأوضح أن التحسن الفعلي لن يظهر إلا إذا تم استقطاب المزيد من الزوار الدوليين.
في سياق آخر، أشار الخبير إلى أن التوقعات تشير إلى إمكانية الوصول إلى 830 ألف ليلة مبيت أو أكثر بنهاية العام، وذلك في حال استمر القطاع السياحي في النمو بالمعدل الحالي. ولفت إلى أن الرباط رغم كونها عاصمة المغرب، فإنها لا تزال تجد نفسها في منافسة قوية مع مدن أخرى مثل مراكش وأكادير، التي تتمتع بقدرة استيعابية أكبر وتقدم خيارات متنوعة للزوار. وأكد بوحوت أن التحسينات المتواصلة في الخدمات السياحية والمشاريع الجديدة التي يتم إطلاقها في الرباط ستساهم في جذب السياح، وبالتالي ستؤدي إلى زيادة عدد ليالي المبيت بشكل مستدام.
من جانب آخر، أضاف بوحوت أن هذه الأرقام تشير إلى أن الرباط قد تشهد في المستقبل القريب تطوراً ملحوظاً في القطاع السياحي، إذا ما تم تفعيل استراتيجيات تسويقية موجهة إلى الأسواق العالمية. وأوضح أنه من الضروري التركيز على الترويج للمدينة كوجهة سياحية متنوعة، تشمل السياحة الثقافية والتاريخية، إلى جانب السياحة البيئية والترفيهية. وبالتالي، يمكن للرباط أن تصبح واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، إذا تم استغلال إمكانياتها بشكل فعال.
في ضوء هذه التوقعات، يبقى الأمل معقوداً على المستقبل، حيث يترقب الجميع تأثير هذه التحسينات على القطاع السياحي في الرباط خلال العامين المقبلين. وعلى الرغم من أن الأرقام الحالية تبقى دون الطموحات، إلا أن هناك إيماناً كبيراً بأن الرباط قادرة على المنافسة والنجاح في جذب أعداد أكبر من السياح، وبالتالي تحفيز الاقتصاد المحلي.