رحيل عائشة الشنا “أم الأمهات”.. فمن يكمل الطريق بعدها ؟
رحيل عائشة الشنا “أم الأمهات”.. فمن يكمل الطريق بعدها ؟
ياسين زيهران _ الدار البيضاء
توفيت اليوم عائشة الشنا رمز الأمومة في البلاد والمدافعة عن المرأة والطفولة، عن عمر يناهز الـ 81 سنة.
دخلت المستشفى قبل يومين إثر مضاعفات صحية على مستوى الجهاز التنفسي، حيث خضعت للعلاجات الضرورية، إلا أنها أسلمت الروح إلى بارئها بعد فشل جميع المحاولات.
فشلت محاولات عِلاجها، ولكن هي لم تفشل في نضالها ودفاعها عن قضيتها التي كانت تؤمن بها، كرست حياتها للدفاع عن النساء في وضعية صعبة وضحايا الاغتصاب، والأطفال المتخلى عنهم.. دافعت عن أضعف شريحة في المجتمع ووقفت بجانبها، حتى أصبحت تُعرف بأم “الأمهات العازبات أو ماما الشنا” ثم بعد ذلك “العزيزة الحاجة” بعد أدائها مناسك الحج.
أوقدت رحمها الله شُعلة وسط ظلام حالك في مجال الدفاع عن المرأة والأطفال المتخلى عنهم، فهي لم تشجع النساء على الانحراف أو التخلي على أطفالهن.. أو الطلاق والتمرد على أزواجهن، كما يفعل البعض، تحت شعار حقوق المرأة. ولكن هي ساعدتهن بعد ذلك ووجهتن حسب معرفتها بمشاكلهن. كان يبدوا عليها الحنان من خلال ملامحها ونَبراتِ صوتها وكأنها خُلقت لهذه الغاية..
ولدت عائشة الشنا، بالدار البيضاء سنة 1914، عملت كممرضة، وبدأت العمل بصفتها موظفة في وزارة الصحة بالمغرب مع النساء اللاتي تنقصهن الرعاية، أسست جمعية التضامن النسوي تهدف لمساعدة النساء العازبات وضحايا الاغتصاب، وإدماجهن في المجتمع بتعليمهن الطبخ والخياطة والمحاسبة..
وقد حازت الشنا على جوائز إنسانية عديدة منها جائزة حقوق الإنسان من الجمهورية الفرنسية سنة 1995، وجائزة أوبيس للأعمال الإنسانية بالولايات المتحدة عام 2009، كما حصلت على وسام ملكي سنة 2000.
برحيل عائشة الشنا، يرحل معها الكثير من معاني الأمومة في المجتمع، فهي احتضنت من لم تجد ملجأ ولا مهربا من الشارع إلا إليه، فكانت لهن عونا و سندا وساعدتهن على سلك الطريق السديد..