خبير: الموسم الفلاحي مهدد والوضع يستوجب فلاحة ذكية تتكيف مع التغيرات المناخية
خبير: الموسم الفلاحي مهدد والوضع يستوجب فلاحة ذكية تتكيف مع التغيرات المناخية
ال محمد بنعبو، الخبير في مجال المناخ والبيئة إن درجة الحرارة العليا التي يشهدها المغرب خلال فصل الربيع سيكون لها تأثيرات كبيرة على الموسم الفلاحي، وأضاف بنعبو في تصريح لدوزيم، أن الوضع الحالي يستوجب فلاحة ذكية تتكيف مع التغيرات المناخية.
وأوضح بنعبو أن المجال الفلاحي معرض لعوامل المناخ والطقس بشكل كبير جدا خصوصا في الشق الزراعي حيث تصل الحرارة الى مايفوق 32 و34 مئوية/ حيث تكون هذه الدرجة مفيدة للمحاصيل الزراعية في وقت معين من السنة. في حين أن الإنتاج يمكن أن يقل بشكل كبير جدا حين ترتفع درجة الحرارة وتصل إلى 35 إلى 40 درجة، وهذا يشكل خطرا كبيرة على المحصول الزراعي وجودته.
وأقر بنعبو، أن هناك منتوجات فلاحية عديدة تتأثر بشكل كبير بالارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة منها منتوجات الزراعة الربيعية كالذرة والفول والفاصوليا، حيث تتأثر بدرجة الحرارة المرتفعة ويمكن أن تقضي عليها في وقت جد وجيز. فالمغرب مع بداية فصل الربيع شهد درجات حرارة جد مرتفعة عرفتها معظم أقاليم المملكة خصوصا الاقاليم الجنوبية وجهة سوس ماسة. وبالتالي هذه الحرارة فوق المعتادة وفوق الموسمية تهدد الفلاحة خصوصا في المناطق البورية وحتى السقوية كذلك.
موضحا، أن “ما يقع اليوم يبرز أننا فقدنا انتظام الفصول الأربعة وأصبحنا نعيش فصلين فقط، فصل بارد وفصل حار ففصل الصيف أصبح يمتد لاكثر من 3 أشهر، وفصل الشتاء أيضا الذي أصبح يتميز ببرد قارس في غياب الأمطار او قلتها”.
وبالتالي :”هذه الحرارة ستؤثر على الفلاحة بشكل أساسي وكبير جدا خصوصا أن مجموعة من الأقاليم الفلاحية اليوم راهنت على هذا الموسم الفلاحي خاصة بعد تساقط أمطار جد مهمة في شهر فبراير الماضي التي جعلت الالاف من الفلاحين خصوصا في دجنبر يستثمرون في محال الحبوب والشعير.
وزاد بنعبو بالقول، “اليوم نتكلم عن 6 ملايين هكتار تمت زراعتها وحرثها لتكون جاهزة في هذا الاطار وبالتالي هذه الحرارة ستشكل تهديدا حقيقيا لهذه المنتوجات خصوصا في بعض المناطق التي لم تشهد تساقطات مطرية مهمة”
وخلص إلى القول، إن التحدي اليوم هو أن تكون لدينا فلاحة تتكيف مع الظروف المناخية وذكية تستغل اقل كمية من الموارد المائية وأقل كمية من الموارد الطبيعية بصفة عامة، لأن التغيرات المناخية أصبحت لديها قوة قاهرة بالنسبة للمجال الفلاحي في حين أن المغرب يشتغل من أجل أن تكون الفلاحة المغربية ذكية، وتتكيف مع الظروف المناخية وتبذل مجهودات جبارة لإيجاد حلول مناسبة من أجل التنقيب على مزوعات او نباتات تتكيف مع درجة الحرارة المرتفعة وعوامل مناخية مغايرة. فمع الحرارة التي يشهدها المغرب في الآونة الأخيرة سنعود لاستنزاف الفرشة المائية وسيزيد ارتفاع درجة الحرارة الطين بلة حيث سنعود للتكلم على ظاهرة الإجهاد المائي وتراجع الفرشة المائية وتراجع حقينة السدود.