خبراء يؤكدون أهمية تشكيل جبهة موحدة لمواجهة التغيرات المناخية
خبراء يؤكدون أهمية تشكيل جبهة موحدة لمواجهة التغيرات المناخية
أكد خبراء مغاربة وأجانب، امس الجمعة بمراكش، في إطار المؤتمر الدولي الثالث حول التغيرات المناخية، أهمية تشكيل جبهة موحدة لمواجهة التغيرات المناخية.
ودعا خبراء من ألمانيا وبلجيكا وكندا ومصر والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والنيجر وتونس والمغرب، خلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة العلمية، المنظمة على مدى يومين، إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة التغيرات المناخية، للحد من هشاشة السكان أمام المخاطر والكوارث المناخية.
ويهدف هذا المؤتمر، الذي ينظمه المركز الدولي للبحث وتقوية القدرات ومختبر العلوم التطبيقية للبيئة والتنمية المستدامة للمدرسة العليا للتكنولوجيا – الصويرة التابعة لجامعة القاضي عياض – مراكش، ومؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، تحت شعار” التغيرات المناخية: بين المخاطر ومقاومة المجالات الترابية”، إلى تجديد المعارف المتعلقة بالتغيرات البيئية عامة، والتغيرات المناخية على وجه الخصوص.
كما يقترح طرح البدائل والتفكير في فرص الاستثمار خاصة في العنصر البشري، المتعلقة بالجانب القيادي والتي من شأنها مواجهة التغيرات المناخية وتحدياتها على المدى المتوسط والبعيد.
وأكد الكاتب العام لوزارة الطاقة والمعادن والبيئة، محمد بنيحيى، في معرض حديثه عن موضوع هذا اللقاء، أن النموذج التنموي الجديد يخول للجماعات الترابية دورا محوريا في الانتقال نحو الاستدامة، مضيفا أنه على المستوى الترابي يتم تنفيذ سياسات للحد أو التكيف مع التغيرات المناخية.
وأشار إلى أن جهودا كبيرة تبذل بالمغرب لمكافحة التغيرات المناخية، لا سيما من خلال اعتماد المساهمات المحددة على المستوى الوطني، ولاسيما على المستوى الترابي، مذكرا بأن عشر جهات بالمملكة تتوفر على مخططات مناخية ترابية تدمج تدابير مناخية في برامجها للتنمية الجهوية.
وقالت رئيسة المركز الدولي للبحث وتقوية القدرات، خلود كاهيم، في كلمة في افتتاح أشغال المؤتمر، إن هذا اللقاء يهدف إلى تعبئة مجموعة من المشاركين (باحثون، خبراء، وصناع القرار، منظمات دولية، منظمات المجتمع المدني وهيئات من القطاعين العام والخاص..)، بغية تقاسم التجارب والخبرات ووجهات النظر وتقوية التشبيك والتعاون في هذا المجال.
وأضافت السيدة كاهيم أن الهدف هو تشكيل جبهة موحدة لمكافحة التغيرات المناخية، التي تعد أهم المشاكل الدولية التي تؤثر انعكاساتها بشدة على الأمن ووسائل العيش المستدامة والأمن المائي والغذاء، والتنوع البيولوجي وكذا الصحة.
وأشار مدير مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية بالمغرب، سيباستيان فاخت، إلى أن هذا المؤتمر يجمع ممثلين من عالم السياسة والاقتصاد وأكاديميين، ما يفسح المجال للتشبيك الذي يخلق الأساس للابتكار التكنولوجي والنفسي والسياسي، “وهو أمر ضروري لمواجهة هذا التحدي الكبير”.
وأكد السيد فاخت أن ظاهرة الاحتباس الحراري تعد تحديا يهم الجميع على هذا الكوكب، مبرزا أن مؤسسة فريدريش ناومان تؤمن بأنه بخلاف البلدان والشركات الكبيرة، يجب على كل فرد وكل إقليم وكل مدينة المساهمة في مكافحة التغيرات المناخية.
من جهته ، قال رئيس جامعة القاضي عياض، الحسن أحبيض، إن هذه التظاهرة العلمية تشكل فرصة لإعادة التفكير في قضية الاستدامة، وفي المنظومة البيئية وأيضا في جميع الأعمال الانسانية والثقافية التي تعمل على النظم البيئية التي نعيش فيها.
وأضاف السيد احبيض أن قضية التغيرات المناخية هي مشكلة عالمية، وتلزم بلدان العالم بتسريع وتيرة تنفيذ إجراءات كفيلة بالحد من أضرار الاضطرابات التي تحدث بشكل متزامن والتي ثبت أن معظمها أخطر مما كان متوقعا في السابق، معتبرا أن تقسام التقدم العلمي في هذه التيمة البيئية والتحليل والنقاش ، الذي يندرج في إطار دينامية العمل والتوعية على مستوى الكوكب، يساهم في تحقيق هدف رفع التحدي في مجال الحفاظ على الموارد الطبيعية ضد التلوث والتغيير والهدر.
وسيتم خلال هذا المؤتمر، الذي يحضره خبراء وطنيون ودوليون، تنظيم سلسلة من الموائد المستديرة حول العديد من المواضيع المتعلقة بـ “التغيرات المناخية: أي إجابات على التحديات؟”، و”المياه والطاقة: أي اكراهات واستراتيجيات لمكافحة التغيرات المناخية؟” و “الفلاحة والأمن الغذائي: أي رهانات لإزالة الكربون والتكيف؟” و”التغيرات المناخية: ما هي التحديات المرتبطة بادماج النوع في التربية والتكوين”، و”التدبير الترابي والتغيرات المناخية : نحو صمود أفضل واستدامة حقيقية”، و”التغيرات المناخية والمنظومات البيئية : بين الهشاشة والصمود والتكيف”.
ويشمل برنامج المؤتمر، أيضا، 17 جلسة مخصصة للطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه تتعلق، على الخصوص، بـ “التغيرات المناخية: بين النماذج والتوقعات؟”، و”التغيرات المناخية: المخاطر والآثار”، و”المياه و التغيرات المناخية: الاكراهات واستعجالية الحل”، و” الفلاحة والتغيرات المناخية: من التأثير إلى التكيف”، و” التغيرات المناخية : المخاطر والآثار”، وكذا “تأثير التغيرات العالمية على صحة الإنسان”.