حملات يقظة وتحسيس من أجل الوقاية من لسعات العقارب بقلعة السراغنة
في الفترة الممتدة من يناير إلى ماي من السنة الجارية، تم تسجيل 92 حالة إصابة بلسعات العقارب، منها ثلاث وفيات بإقليم قلعة السراغنة، وهي واحدة من مناطق التراب الوطني الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة، مع ارتفاع معدل الإصابة (3.5 في الألف)، ونسبة فتك عالية (0.81 في المائة)، تمثل 20 في المائة من إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن سم العقارب التي تم إحصاؤها في المغرب، بحسب معطيات للمديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بمراكش- آسفي.
ويعرف الإقليم تواجد العديد من أنواع العقارب وخاصة تلك التي تنتمي إلى عائلة بوثيداي، والتي تعد أخطر أنواع العقارب، ويعيش الإقليم كل سنة، خاصة خلال فصل الصيف، على إيقاع هذه المأساة التي يسببها هذا الحيوان الذي يألف الحرارة والمعروف بمقاومته القوية للحرارة والجفاف.
وعاين فريق من وكالة المغرب العربي للأنباء بالمركز الصحي التابع للجماعة القروية أولاد زراد، عن كثب الإجراءات المتخذة من أجل تنزيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقارب، مع تنظيم جلسة تحسيسية حول العقارب لفائدة سكان الدواوير التابعة لهذه الجماعة الترابية، نشطها مسؤول الشؤون العامة والتواصل بالمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بقلعة السراغنة، جعفر أوسولوس.
وقال السيد أوسولوس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الجلسة التحسيسية تأتي في إطار تنزيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقارب، لا سيما في المناطق المعرضة للخطر”، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات التحسيسية والتوعوية ساهمت بشكل كبير في انخفاض عدد الإصابات، التي كان عددها بالآلاف في 2001، السنة التي شهدت إطلاق الاستراتيجية، إلى مئات الحالات فقط خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف السيد أوسولوس أن هذه الجلسات التي تنظم في جميع المراكز الصحية بالإقليم بدأت منذ ماي وستستمر حتى نهاية السنة.
من جانبه، قال المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بقلعة السراغنة، يونس لكريك، إن “70 في المائة من الحالات تحدث داخل المنازل وتصيب أساسا، اليدين والقدمين. وبفضل الحملات التحسيسية، يمكننا تجنب أغلب اللسعات”.
وأضاف السيد الكريك، أن الحملات التحسيسية ترتكز على خمسة عناصر مهمة، هي وسائل الوقاية من لسعات العقارب ووسائل محاربة العقارب والعمل الذي يتعين القيام به عند التعرض للسعة عقرب، وعلامات وأعراض التسمم، وما ينبغي تجنبه أثناء التعرض للسعة عقرب.
وتابع أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقارب اعتمدت بروتوكولا موحدا للتكفل، والذي يفرق بين اللسعات البسيطة دون سموم واللسعات المسمومة، مؤكدا أن هذه الأخيرة تعتمد على استجواب المصاب ومحيطه وفحص محلي وجهوي وفحص عام دقيق ومنهجي.
وقال إنه “على الرغم من الجهود المبذولة، فإننا نسجل في المتوسط 10 وفيات كل سنة، ومن أجل تقليص هذا الرقم بشكل كبير، يبقى إشراك كافة المتدخلين أمر أساسي”.