فن وثقافة

تنظيم فرنسي فاشل وبساط باهت لاستقبال ضيوف مهرجان الفيلم بمراكش

تنظيم فرنسي فاشل وبساط باهت لاستقبال ضيوف مهرجان الفيلم بمراكش

لطالما كان المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حدثا فنيا كبيرا ينتظره الكثيرون، سواء النجوم والمشاهير أو الجمهور من مختلف المدن المغربية، خاصة جمهور المدينة الحمراء، فعلى مدى السنوات الـ 19 التي مرت شهد هذا الحدث الفني تطورا كبيرا، كان بمثابة نقلة نوعية لمدينة مراكش، كما أنه ساهم بشكل كبير في تحريك عجلة السياحة بعاصمة النخيل.

أجواء بدون جمهور:

فقد المهرجان، لمسته الفنية ولمعته البراقة التي كانت تحول المدينة الحمراء إلى فضاء لتلاقي النجوم والمشاهير بالجمهور وعيش لحظات فنية مميزة، تشمل مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي لا يمكن حصرها في المجال الفني فقط، تشمل الحملات الطبية والمساعدات الاجتماعية لفائدة فئات هشة في المجتمع، هذا الإشعاع الذي كان يجمع الفنان والجمهور لم يعد له أثر اليوم بعدما غابت التركيبة الرائعة عن دورات المهرجان خاصة هذه الدورة.

تراجع كبير واشعاع باهث:

هذا الحدث الثقافي الفني العالمي الذي عرف تكريم مجموعة من الوجوه الفنية المعروفة في الوسط الفني سواء في المغرب أو خارجه، والاحتفاء بمجموعة من السينمات، وساهم في التعريف بها عالميا، بات اشعاعه اليوم باهتا، فقد بلغ حدوده التي شارفت على النهاية ما يحتم على المنظمين التفكير مليا في إستراتيجية جديدة ومراجعة كل ما يتعلق بمستقبل هذا المهرجان، حتى يتمكن من العودة إلى تلك المكانة التي كان عليها سابقا، ويحافظ على ذاك “البرستيج” الذي أصبح يفقده سنة تلوى الأخرى.

لم يعد بذلك المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، متعة يسعى الكل للوصول إليها ، بعدما فقد بريقه، سيما بعد التراجع الملحوظ في كل دورة عن سابقتها، لتتجاوز مرحلة التراجع إلى مرحلة التجاهل من قبل الجمهور الذي لم يعد يقبل على هذا الحدث كما في السابق، ولم يعد حتى محور نقاش وحديث واهتمام الساكنة مثلما كان في الدورات الفائتة.

مهرجان سينمائي دولي ضخم بدون جمهور ، واقعة لأول مرة نراها في أضخم وأكبر مهرجان، سيما وأن ميزانية كبيرة تخصص له، فرغم الانفتاح الذي تعرفه هذه التظاهرة عموما على الأجانب، إلا أن منح المغاربة الفرصة فيه من الواجبات الوطنية التي يجب العمل عليها أولا وقبل كل شيء في هذا الحدث، لكونه يقام على أرض مغربية وسط جمهور مغربي .

ومن بين المشاكل التي عرفتها هذه الدورة إقصاء الأعمال المغربية الوطنية وإقصاء الصحافة المغربية، من الاستفادة في تغطية الفعليات، وتهميش المواهب الصاعدة والفذة في مجال الفن والسينما، والتي لم يتمكن المنظمون من حلها وتجاوزها على مر 20 سنة، الى جانب الغاء البساط الاحمر تضامنا مع ما يحدث في غزة ونقله لفضاء داخلي ليتم بذلك ابعاده عن الجمهور.

تمييز ومحسوبية:

بالاضافة الى تغيير مكان البساط الأحمر عرفت هذه الدورة تمييز صارخ بين الفنانين واستعمال “باك صاحبي” المحسوبية والزبونية، بحيث تم التركيز على بعض الشخصيات ونفس الأسماء وبالاضافة الى تكريم نفس الوجوه وحرمان وجوه عالمية لها صيت دائع، فضلا عن اقصاء مجموعة من الرواد المغاربة،بنهج سياسة الشح والتقشف، ناهيك عن غياب الفنانين المصرين الذين كانوا يعتبرون أصدقاء للمهرجان طيلة السنوات الماضية وعلى رأسهم الفنانة يسرى .

البساط يقصي الرواد ويرحب بالشواذ:

في الوقت الذي وجهت فيه الدعوة ليوم واحد فقط لعدد من الفنانين الرواد جرى الترحيب بشواد جنسيين يتبجحون بمثليتهم فوق البساط الاحمر بأزياء نسائية مثيرة.

تنظيم فاشل بجميع المقاييس:

ألم يكن بالأحرى في ظل هذه الظروف تأجيل التظاهرة أو إلغائها حفاظا على مكانتها؟! أما حان الوقت لمنظمي هذه التظاهرة أن يعيدو ا النظر في الإشعاع الذي فقده على مر السنين، لا سيما وان شروط مهرجان دولي ناجح لم تعد تنطبق عليه بتاتا وعلى جميع المستويات، انطلاقا من الأعمال الرديئة المشاركة في المسابقة الرسمية مرورا بغياب النجوم العالميين الكبار في فعالياته التي تستمر لمدة 10 أيام دون توقف، لا سيما دورة 2023، وصولا إلى الأعمال المشاركة في الماستر كلاس.

هيمنة فرنسية ملحوظة:

عرفت هذه التظاهرة السينمائية الدولية منذ انطلاق أولى دوراتها هيمنة كبيرة وسيطرة ملحوظة للفرنسيين، مع تهميش الكفاءات المغربية، وقد عبر كثيرون بهذا الخصوص، على أن ما يتخبط فيه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يعتبر إشكالا حقيقيا،متسائلين كيف لمهرجان مرت عليه عشرون سنة ان لا ينجح في نقل خبرة التنظيم والإدارة إلى المغاربة بعد اكتساب الخبرة اللازمة؟ فلماذا لا يستعين المهرجان بكفاءة هؤلاء؟ ويقتصر فقط على التدبير والتسيير الفرنسي بشكل ملحوظ؟

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!