مجتمع

تفاصيل مثيرة..تخطيط غدر وتزوير ومواجهات ساخنة بين المتهمين في ملف “إسكوبار الصحراء”

تفاصيل مثيرة..تخطيط غدر وتزوير ومواجهات ساخنة بين المتهمين في ملف “إسكوبار الصحراء”

خضع المتهم سعيد الناصيري القابع حاليا بسجن عكاشة على خلفية ارتباطه بملف “اسكوبار الصحراء ” لعدة مواجهات وذلك لجمع جميع الأدلة و مختلف الوثائق، التي تفيد الأبحاث والتحريات التي باشرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لمدة شهور.
وواجه الناصيري خلال مرحلة التحقيق التمهيدي مجموعة من الأشخاص والشخصيات المعروفة التي كانت ذات صلة به من شركائه ومستخدميه وزبانيته،وفي نفس الوقت تم الاستماع إلى المتهمين في الاتجار في المخدرات وفي الاستيلاء على ممتلكات وسيارت بارون المخدرات الملقب ب”المالي” المتابع بدوره بسجن الجديدة بعدما تسلموها بطرق احتيالية بدعوى التدخل لفائدته من أجل ترحيله من المغرب وتحديدا في شهر يونيو من سنة 2021.

تورط الناصيري، كشفت عنه خيوط رفيعة مرتبطة بنشاط “اسكوبار الصحراء” وذلك منذ سنة 2013 سيما وأن الأمر متعلق بمعاملات تجارية فيها بيع وشراء واستلاء وتسهيل التنقل وهو الأمر الذي أفاد به سائق “المالي” أمام الشرطة بكون كل من الناصيري وعبد النبي الببعيوي كلاما باعا سيارتهم المزودة بشارة البرلمان يتركونها له وذلك لتسهيل تنقلاته بانتحاله صفة برلماني.

ارتباطات الناصيري ببارون المخدرات المالي الذي لازال معتقلا بدأت قبل تعرفه وزواجه فيما بعد من الفنانة لطيفة رأفت(المالي الحاج ولد ابراهيم)، وتحديدا بعدما اقترح عليه الناصيري السفر معه لزاكورة مسقط رأسه بالتزامن مع انطلاق مهرجان التمور الذي قام “اسكوبار الصحراء”بتمويله وخلال هذه التظاهرة نسق الناصيري مع المسؤولين عن الزاوية الناصرية من أجل مد هذا البارون المالي بشهادة تثبت انتسابه لها، بالزعم أنها ستدعم ملفه وستمكنه من الحصول على الجنسية المغربية.

وهي المناسبة نفسها التي سيعمل فيها سعيد الناصيري أيضا على تعريف الفنانة لطيفة رأفت للمالي على أساس أنه مستثمر من أصل مالي ومغربي، وهو ممون المهرجان لتنطلق رحلة التعارف التي نتج عنها زواج سيدوم سنة لأسباب شخصية غير معروفة ولا علاقة لها بملف المتابعة.

صلة الناصيري ببارون المخدرات المالي لم تقف عند هذا الحد وحسب، بل وصلت الى حد التخطيط في الطرق الأنسب لتهريب المخدرات، فرغم إنكار معرفته بالبارون ونفي علاقتهما لكن المكالمات الهاتفية التي تم التقاطها من المصالح المختصة، أكدت ذلك والمتعلقة تحديدا بجميع تحركاته ومنها محاولة تهريب 15 طن من المخدرات، جرى إحباطها، وشكلت موضوع بحث في هذه القضية.

فحسب معطيات الملف فقد كان الناصيري قد التقى سنة 2013 بحي السوسي بالرباط بالشقيقان الغزاوي (تجار مخدر الشيرا بمنطقة تاونات) وبالظبط بفيلا زوجة المالي السابقة الفنانة لطيفة رأفت من أجل التنسيق مع “اسكوبارالصحراء” لتهريب 15طن من المخدرات ،تسلم خلالها الناصيري حسب خادمة المنزل التي أعدت عشاء الضيوف مبلغ 11مليون درهم مقابل تنفيذه العملية لحساب عبد النبي البعيوي رئيس جهة الشرق، واقدامه على نقل أكياس المخدرات في سيارته.

فضلا على استفادة الناصيري من أموال تجارة المخدرات التي كان ينشطها فيها المالي، فقد قام هذا الأخير بعد استيراد عدد من السيارات والشاحنات من دولة الصين وأمام صعوبة الحصول على شهادة المطابقة الخاصة بها، دفعت بارون المخدرات هذا الى تسليم رئيس الوداد السابق خمس سيارات منها لا تتوفر على شهادة المطابقة وهي العربات نفسها التي ظلت لحوالي سنة ومايزيد مركونة بالمركب الرياضي بنجلون الخاص بفريق الوداد، وهو ما أكده بعض المستخدمين خلال بداية الأبحاث، إلا أن تجبر وطغيان الناصيري دفعه لطرد هؤلاء من العمل ومحاولات تهديدهم مستغلا حاجتهم للعمل قصد الرجوع في أقوالهم أمام الضابطة القضائية للفرقة الوطنية بخصوص موضوع السيارات .

فضلا عن السيارات والعقارات واستفادته من أربع شقق بمدينة السعيدية من بينها الشقق التي قال المالي بأنه قام بتفويتها للناصيري مقابل 410ملايين لم يسلمها له إلى حدود اليوم اضافة الى شقة خامسة بالحي الاسباني بنفس المدينة على شكل فيلا مساحتها 180مترمربع اقتناها بمبلغ 150مليون سنتيم دون تسلمه قيمتها.

دهاء الناصيري وصل الى حد مشاركة عبد النبي البعيوي في تعريض زوجته (سامية موسى) للابتزاز والاكراه سنة 2013 مما أفضى الى انتزاع فيلتين منها كانت تمتلكهما بما فيها الفيلا بحي كاليفورنيا وتم نقلها بطريقة مشبوهة الذي الى المسمى مير بلقاسم قبل أن تؤول ملكيتها للناصيري الذي كان قد لعب دورا كبيرا في تلفيق تهمة باطلة بالسرقة الموصوفة لوالدة زوجة البعيوي قصد نقل مليكتها واكراهها على التنازل عن شكايتها بالتزوير ضد زوجها البعيوي لاستخدامه وكالة مزورة للاستيلاء حسبها على العقارين ضمنها الفيلا ستصبح للناصيري ، فكانت الوسيلة الوحيدة لعدم الزج به بالسجن من أجل تزوير وكالة باسم زوجته، وذلك بالتواصل مع أحد عمداء الشرطة أنذاك المشرف على البحث في تلك القضية قصد توريط والدة الضحية.

شفرات هذا القضية الشائكة فكتها تحقيقات عناصر الفرقة الوطنية التي عكفت شهور على جمع الادلة والحجج الدامغة التي تتبث تورط الكثيرين.

ليعتبر بذلك توقيف الناصيري البرلماني السابق بحزب الجرار والبعيوي ومن معه ضربة قوية وموجعة لتجار المخدرات والنشاطات المشبوهة وراء الثراء الفاحش،واشارة قوية لمرحلة جديدة من الدولة القوية التي تستند على مبدأ سيادة القانون وانفاذه بكل عدالة وفاعلية لردع كل من يتجاوز القوانين كيفما كانت.

ويشار الى ان مهمة دراسة ملف المتهمين ال25المتورطين في “قضية اسكوبار الصحراء”، قد أنيطت بقاضي التحقيق باستئنافية البيضاء الأستاذ (رشيد،أ) بعد انتهاء الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من تعميق البحث معهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!