دولية

تظاهرة ضد “غلاء المعيشة” في باريس على خلفية نقص في المحروقات

تظاهرة ضد “غلاء المعيشة” في باريس على خلفية نقص في المحروقات

 

تظاهر آلاف الأشخاص يوم الأحد 16 أكتوبر 2022 في باريس بدعوة من اليسار المعارض للرئيس إيمانويل ماكرون والذي يأمل المساهمة في “بناء جبهة شعبية جديدة” في فرنسا على خلفية شح في الوقود من جراء إضراب.

ونظمت المسيرة بدعم من جمعيات واتحادات نقابية احتجاجا على غلاء المعيشة والتقاعس في مجال المناخ، ونحو الساعة 16,00 بلغ عدد المشاركين فيها 140 ألف شخص وفق المنظمين و30 ألف شخص وفق الشرطة.

ووسط الحشود قال زعيم حزب “فرنسا المتمردة” اليساري جان لوك ميلانشون “إنه التجم ع الكبير، نحن من بدأناه بهذه المسيرة التي تكللت بنجاح كبير”، مشيرا إلى “تشكيل جبهة شعبية جديدة ستتولى السلطة في البلاد عندما يحين الوقت”.

ودافع ميلانشون عن طرح “الإضراب العام” المقرر الثلاثاء، مشيرا إلى دعوات أطلقت في هذا الاتجاه خصوصا في قطاع النقل والوظائف العامة.

واعتبر ميلانشون أن “قوة مسيرتنا تشكل دعما لتعبئة الموظفين، خصوصا تلك التي ستنظم” الثلاثاء المقبل، مشددا على وجوب النظر إلى ما يحصل “ككل حيث يتآزر ويتساعد الجميع”.

وشارك في المسيرة ممثلون لكل الأحزاب اليسارية ولا سيما آني إرنو حائزة جائزة نوبل للأدب.

من جهته قال الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي أوليفييه فور إن “الرسالة واضحة: نريد توزيعا أفصل للثروات”.

وقال كريستوف سافيدان (47 عاما) العاطل عن العمل منذ خمس سنوات والناشط في حزب فرنسا المتمردة “حان وقت الاستفاقة”، مضيفا “نحن نسدد ضرائب لا نعرف لماذا، كل شيء يتبخر. المنطق يفترض أن تت حد النضالات”.

وشارك في المسيرة عدد كبير من نشطاء “السترات الصفراء” والمتقاعدين، وقد اعتمر كثر قبعات فريجية (قبعات الحرية) على وقع الأناشيد وحتى موسيقى “ستار وورز” (حرب النجوم).

وقد تدخلت قوات الأمن مرارا مستخدمة الغاز المسيل للدموع بعد تعر ض عناصرها للرشق بمقذوفات. كما عمد ملث مون إلى سرقة فرعي مصرفين.

وقبل خطاب مرتقب مساء لرئيسة الوزراء إليزابيت بورن، وجه وزير الحسابات العامة غابريال أتال انتقادات إلى “مسيرة لمؤيدي عرقلة البلاد”، في إشارة إلى الإضراب في مصافي ومستودعات شركة توتال إينرجيز الذي بدأ قبل نحو ثلاثة أسابيع، مما أدى إلى نقص في الوقود يؤثر على العديد من قطاعات النشاط الاقتصادي.

في المجموع، اعتبر 27,3 بالمئة من محطات الوقود “في وضع صعب”، أي تأثرت بانقطاع مادة واحدة من المنتجات، كما قالت الحكومة، في ما يعد تحسنا طفيفا مقارنة باليوم السابق (28,5 بالمئة). ولكن في منطقة إيل دو فرانس هذا المعدل أكبر بكثير ويبلغ 39,9 بالمئة أي أعلى بنحو ثلاث نقاط مئوية.

بالإضافة إلى سائقي السيارات ولا سيما العاملين في القطاع الصحي الذين واصلوا سعيهم للحصول على الوقود في جميع أنحاء فرنسا في نهاية هذا الأسبوع، يخشى عدد كبير من المزارعين ألا يتمكنوا من زرع الحبوب الشتوية في الوقت المحدد بسبب نقص الوقود خصوصا في شمال البلاد.

تم التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة الأجور ليل الخميس الجمعة مع اتحادين يمثلان أغلبية العمال هما “الاتحاد الفرنسي الديموقراطي للعمل” (سي اف دي تي) و”الاتحاد العام للأطر-الاتحاد العام للكوادر.

وينص الاتفاق على زيادة شاملة في الأجور بنسبة 7 بالمئة من بينها خمسة بالمئة للجميع والباقي قد يختلف من شخص إلى آخر. كما ينص على مكافأة قدرها راتب شهر واحد يبلغ في الحد الأدنى ثلاثة آلاف يورو وعلى الأكثر ستة آلاف يورو.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!