مجتمع

تطورات تقنية وأمنية لتعزيز الحماية ومكافحة الجريمة في المغرب

تطورات تقنية وأمنية لتعزيز الحماية ومكافحة الجريمة في المغرب

في إطار تعزيز المنظومة الأمنية في المغرب، تواصل المديرية العامة للأمن الوطني جهودها المستمرة لتطوير وسائل حماية المدن الكبرى من خلال استخدام تقنيات حديثة ومتطورة. ففي عام 2024، واصلت المديرية تحديث منظومة المراقبة البصرية في مختلف المدن المغربية الكبرى، مثل الدار البيضاء، مراكش، فاس، مكناس، أكادير، الرباط، تطوان، آسفي ووجدة، وذلك عبر توسيع شبكة كاميرات المراقبة في الشوارع.

هذا التطور الكبير في استخدام كاميرات المراقبة يعكس التزام السلطات الأمنية بالمساهمة في تحقيق الأمان من خلال تعزيز الحضور البصري في المدن. كما يتم العمل على تطوير هذه الشبكات بالتعاون مع السلطات المحلية لتحقيق استجابة سريعة وفعالة للتحديات الأمنية، الأمر الذي يعزز من سرعة التدخلات في الحالات الطارئة، وبالتالي تحسين مستوى الأمان في الأماكن العامة.

وبجانب هذه الشبكات الثابتة، تواصل المديرية توظيف الكاميرات المحمولة والموضوعة على مركبات الشرطة لتعزيز التغطية في مختلف الأماكن. حيث تم تجهيز أكثر من 4300 كاميرا محمولة على سيارات الشرطة، التي تُربط مباشرة مع قاعات القيادة والتنسيق الحديثة، مما يسهل عملية التفاعل السريع مع المواقف الأمنية المختلفة ويجعل عملية رصد التهديدات الأمنية أكثر فعالية.

من جانب آخر، تسعى المديرية إلى تعزيز قدراتها في مواجهة الجرائم التي تتطلب مراقبة واسعة النطاق، مثل الهجرة غير المشروعة وتهريب المخدرات، من خلال استخدام الطائرات بدون طيار (Drones). فقد تم تزويد الأمن الوطني بـ 26 طائرة مسيرة متكاملة لدعم جهود مكافحة الجرائم الكبرى، وضمان سلامة المدن أثناء الأحداث الرياضية والمناسبات الكبرى.

لقد أسهمت هذه التقنية الحديثة في تحسين الأمن العام على مستوى واسع، حيث تم تدريب فرق متخصصة من الشرطة على كيفية استخدام هذه الطائرات والاستفادة من البيانات المجمعة في تحسين الاستجابة لحالات الطوارئ. هذا التوجه يعكس تطورًا كبيرًا في كيفية مواجهة التحديات الأمنية بأساليب مبتكرة وأكثر فاعلية.

وتتماشى هذه التطورات مع جهود المديرية العامة للأمن الوطني في إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن نظام المراقبة. فقد تم تجريب جيل جديد من التقنيات القادرة على قراءة لوحات ترقيم السيارات بشكل آلي، باستخدام شبكات كاميرات المراقبة الثابتة والمحمولة. هذا النوع من التقنيات أسهم في تحسين فعالية المراقبة والتعقب الآلي للسيارات المشتبه فيها، وهو ما أدى إلى نتائج ملموسة.

في المدن مثل الدار البيضاء وأكادير، أسهمت هذه التقنية في رصد العديد من السيارات المسروقة والمركبات المرتبطة بأشخاص مطلوبين للعدالة في قضايا جنائية مختلفة. فقد تمكنت هذه الأنظمة من الكشف عن 246 سيارة مسروقة، بالإضافة إلى 410 مركبات تتعلق بمطلوبين في قضايا أمنية متعددة. هذا النوع من التقنية يعزز القدرة على استهداف الجريمة بشكل أكثر دقة وفاعلية.

إن هذه التحديثات التقنية تُظهر التزام المغرب بتطوير الأجهزة الأمنية، بما يساهم في تحسين مستوى الأمان في البلاد وحماية المواطنين من تهديدات الجريمة المختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!