باحثون في التراث يتدارسون أهمية التراث وعلاقته بالتنمية البشرية
باحثون في التراث يتدارسون أهمية التراث وعلاقته بالتنمية البشرية
شكل موضوع “التراث المادي واللامادي وتأثيره على التنمية البشرية والترابية”، محور ندوة – مناقشة، نظمت، يوم السبت، بمراكش، في إطار النسخة الثانية من تظاهرة “خريفيات مراكش”، المتواصلة الى غاية 18 دجنبر الجاري، والتي تعد حدثا ثقافيا غنيا ومتنوعا، بفضل برنامج يهدف إلى منح المدينة الحمراء طاقة فنية تسافر بالسكان والزوار في تجربة لا تنسى.
وأبرز المشاركون في هذه الندوة، من أساتذة باحثين ومهتمين بالتراث، أن التراث بشقيه المادي واللامادي، يمكن أن يشكل رافعة أساسية للتنمية بالمغرب، مشيرين الى ان هذا التراث بكل مكوناته وتجلياته، والذي يمثل المرجعيات المشتركة بين أفراد المجتمع ، صار اليوم في قلب التنمية.
وسجلوا المكانة التي يحظى بها التراث باعتباره أحد مكونات الحضارة المغربية الغنية بتنوعها الثقافي، داعين، في هذا الاطار، الى ضرورة المحافظة على الموروث الثقافي، الذي يشكل هوية مجتمعية لا يجب الانسلاخ عنها في غمرة المتغيرات التي طالت كل المجالات.
كما أكد المشاركون في الندوة أن التراث ثروة وطنية تعتز بها كل أمة، ومن الواجب توعية وتحسيس الأجيال القادمة بأهميتها، من أجل تحقيق تنمية بشرية متكاملة.
وقالت امال الملاخ، الباحثة في التراث المادي واللامادي، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، “نحن كباحثين من الواجب علينا أن نكرس كل الجهود للحفاظ على التراث، خصوصا وأن المغرب هو بلد الثقافات وبلد التنوع”.
وأضافت السيدة الملاخ “إننا كباحثين مغاربة، سنعمل الى جانب باحثين من بلدان افريقية، على خلق تجمع، ستكون مهمته الحفاظ على التراث المادي واللامادي وتثمينه، وكذا تقاسم التجارب في ما بيننا”، مسجلة أن “العديد من الحرف التقليدية باتت مهددة بالاندثار في ظل الإهمال التي يطالها، وعدم التفكير في إيجاد سبل كفيلة بضمان استمراريتها وتوارثها بين الأجيال”.
من جهته، اعتبر الكاتب والباحث في شؤون التراث، ذو الأصول الموريتانية، كريستيان قادر كييتا، في تصريح مماثل، أنه “يتعين العمل على التفكير في إعادة القطع الاثرية الافريقية، المتواجدة حاليا بدول غربية، والتي انتقلت اليها ابان فترة الاستعمار”، مشيرا إلى أنها “تؤثث الان فضاءات العديد من المتاحف بنسبة تقارب 90 في المائة من مجموع التحف الموجودة فيها”.
كما أكد السيد كريستيان، المهتم بكل ما له علاقة بالتراث سواء المادي أو اللامادي، وصاحب مؤلف يحمل عنوان ” في طريق استرجاع الأعمال الفنية الى افريقيا”، أهمية التحسيس بضرورة إعادة هذا الموروث الذي يمثل هوية كافة الشعوب الافريقية.
وتجدر الإشارة إلى أن تظاهرة “خريفيات مراكش”، التي أنشأتها السيدة عياضة هيبا في عام 2021، والمنظمة في نسختها الثانية تحت رعاية وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تهدف، على الخصوص، إلى أن تكون موعدا سنويا في المدينة الحمراء، من أجل اكتشاف التراث الثقافي لهذه المدينة الملهم للفنانين من جميع الأجيال، ورفع مستوى الوعي على نطاق واسع في الوسط الثقافي الوطني والدولي.