انعقاد مؤتمر مراكش ودور المغرب في تعزيز السلامة الطرقية
انعقاد مؤتمر مراكش ودور المغرب في تعزيز السلامة الطرقية
سيشهد شهر فبراير 2025 انعقاد المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول السلامة الطرقية في مدينة مراكش، ويُعتبر هذا الحدث تتويجاً لالتزام المغرب العميق في تعزيز السلامة الطرقية على الصعيدين المحلي والدولي. يهدف المؤتمر، الذي سيُعقد تحت رعاية ملكية سامية، إلى تكثيف الجهود العالمية لتحقيق هدف تقليص عدد وفيات حوادث السير إلى النصف بحلول عام 2030، ويأتي تحت شعار “لنلتزم من أجل الحياة”.
سيجمع المؤتمر في مراكش قادة وخبراء من مختلف أنحاء العالم بهدف تسريع العمل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالسلامة الطرقية. سيخصص المؤتمر لتقييم التقدم الذي تم إحرازه فيما يتعلق بخطة عمل الأمم المتحدة للسلامة الطرقية للفترة من 2021 إلى 2030، مع التركيز على تحديد الأولويات وتبادل المعرفة بين الدول والشركاء الدوليين. كما سيركز على تعزيز التحالفات العالمية من أجل دفع الإجراءات الضرورية للحد من وفيات وإصابات حوادث الطرق.
تُعد السلامة الطرقية أزمة صحية عالمية ملحة، حيث تتسبب الحوادث في وفاة نحو 1.2 مليون شخص سنوياً، ما يعادل حوالي 3200 شخص يومياً. وتُعتبر حوادث السير السبب الرئيس لوفيات الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و29 سنة. ولكن، هناك إشارات إيجابية في هذا المجال، حيث أظهرت العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة انخفاضاً في عدد الوفيات على الطرقات في السنوات الأخيرة، مما يثبت أن خفض الوفيات بنسبة 50% أمر ممكن.
يأمل المشاركون في المؤتمر الاستفادة من التجارب الناجحة في بعض الدول التي نجحت في تقليص عدد الوفيات بشكل كبير، ليتمكنوا من تعزيز هذه الجهود في مختلف أنحاء العالم. سيركز المؤتمر على مواضيع متعددة تشمل تحسين الحكامة في مجال السلامة الطرقية، استكشاف الاتجاهات الجديدة في التنقل، وتوسيع التعاون مع القطاع الخاص. كما سيُسلط الضوء على دور البيانات المتعلقة بحوادث الطرق، بالإضافة إلى ربط هذه القضايا بأهداف التنمية المستدامة الأخرى.
يُعد هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي يُنظم في القارة الأفريقية، مما سيمنح الفرصة لتسليط الضوء على التقدم المحرز في هذا المجال داخل القارة. وسيكون أيضاً مناسبة لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية والدول الأخرى في مجالات تطوير السلامة الطرقية وتبادل الخبرات حول أفضل الممارسات.
يأتي تنظيم هذا الحدث ضمن جهود المغرب المستمرة لتعزيز السلامة الطرقية. في السنوات الأخيرة، شهد المغرب تقدماً كبيراً في هذا المجال، وذلك بفضل الإصلاحات المؤسساتية التي شهدها تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، بما في ذلك إحداث الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا). يبرز هذا الحدث الدولي أيضاً كفرصة لتعزيز مكانة المغرب الريادية في الساحة العالمية في ما يتعلق بتحسين السلامة الطرقية.
من خلال استضافة هذا المؤتمر الوزاري العالمي، يبعث المغرب برسالة قوية إلى المجتمع الدولي، مؤكداً على أهمية السلامة الطرقية كقضية صحية واجتماعية حيوية. سيُتيح المؤتمر فرصة للبلدان النامية والناشئة للاستفادة من التوجهات العالمية والخطط الوطنية والإقليمية، ويسهم في رفع الوعي بمشكلة حوادث الطرق العالمية التي تؤثر بشكل خاص على هذه البلدان.