إقتصاد

انطلاقة جديدة لآفاق تنموية واعدة بالدار البيضاء

انطلاقة جديدة لآفاق تنموية واعدة بالدار البيضاء

بعد فترة الركود النسبي التي فرضها الفيروس التاجي في العديد من المجالات، استجمعت الدار البيضاء سريعا أنفاسها وانطلقت ضمن دينامية عنوانها ” آفاق تنموية مغايرة “.

هذه الآفاق البادية للعيان منذ استئناف مختلف الأنشطة، لم تنطلق طبعا من الصفر لأن هناك إنجازات سابقة ومكتسبات تغطي مجلات مهمة وحيوية بالنسبة للتنمية المحلية والوطنية.

ففي البنيات التحتية الأساسية كما في الصناعة والصحة والتعليم والفلاحة والمجتمع والثقافة، هناك دينامية تؤسس لمستقبل قوامه تعزيز مكانة العاصمة الاقتصادية وطنيا وقاريا ودوليا.

ففي المجال الصناعي هناك المزيد من الاستثمارات التي تغطي مهنا جديدة ذات قيمة مضافة عالية من قبيل صناعة الطيران والسيارات والمعلوميات ومجالات أخرى .. قاسمها المشترك هو استعمال أحدث التكنولوجيا والرقمنة في عمليات التصنيع والإنتاج.

هذا المجال المتوزع إلى منظومات صناعية واعدة يساهم بشكل كبير في الرفع من قيمة الصادرات الوطنية، وخلق المزيد من فرص الشغل بالنسبة لليد العاملة المؤهلة، فضلا عن تعزيز مكانة المغرب قاريا وعربيا بشأن الصناعات الحديثة.

وفي المجال الصحي يتعزز العرض الصحي ليس على مستوى الدار البيضاء ولكن على مستوى جهة الدار البيضاء سطات، فضلا عن إبرام اتفاقيات تتعلق بالرعاية الطبية.

وفضلا عن إنشاء مؤسسات استشفائية جديدة هناك توجه مهم يتعلق بتوسيع مجال تصنيع معدات ومستلزمات طبية بوحدات تقع بالجهة ضمن توجه يروم المساهمة في تعزيز السيادة الصحية الوطنية.

ويشهد قطاع الصحة بالجهة تغييرات مهمة، انطلقت منذ الخطاب الملكي لسنة 2018، الذي دعا إلى إصلاح شامل للنظام الصحي الوطني.

وضمن العلاقة العضوية بين الصحة والتكوين، يتم اتباعا بجامعات ومعاهد ومدارس عليا تابعة للجهة افتتاح تخصصات جديدة في العلوم الصحية، من أجل مواكبة الديناميكية التي يشهدها المغرب، خاصة في ما يخص تعميم التغطية الصحية التي تتطلب توفير الموارد البشرية المؤهلة.

وفي مجال التعليم هناك توجه كبير لتوسيع العرض على نطاق واسع والرفع من الجودة من خلال الاستعانة بالرقمنة، مع التركيز أكثر على التعليم التعليم الأولي .. وهنا تحديدا تتكامل جهود عدة متدخلين منها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل ضمان تكافؤ الفرص للولوج إلى التعليم.

وينطلق هذا التوجه من إدراك ووعي مفاده أن التعليم الأولي يساهم في مكافحة الهدر المدرسي، وتنمية شخصية الطفل وإعداده لولوج التعليم الابتدائي، مع امتلاك جميع المعارف المسبقة الضرورية لمواصلة دراسته في ظروف جيدة.

في ميدان الفلاحة وتربية المواشي، فإن كل المؤشرات تبرز أنه بالرغم من حالة الجفاف التي تضرب عموم البلاد خلال هذا الموسم، فإن مختلف الضيعات والوحدات بالجهة تواصل تزويد السوق المحلية بمختلف المنتجات النباتية والحيوانية بشكل كافي.

فجهة الدار البيضاء الدار البيضاء سطات رغم طابعها الاقتصادي والخدماتي الذي لاتخطئه العين، فإنها تزخر بمؤهلات كبيرة، خاصة من حيث إنتاج الحبوب ( سطات / برشيد)، وتربية المواشي ( سيدي بنور ومناطق أخرى)، إنتاج الحليب (بنسليمان والجديدة وضواحي الدار البيضاء)، ثم تربية الدواجن ( بير الجديد ، حد السوالم).

كل هذه الخيرات النباتية والحيوانية التي تزخر بها الدار البيضاء ومناطق أخرى بالجهة، يتم تسخير بعضها كمواد ضرورية للصناعة الغذائية ضمن عمليات التثمين، حيث تتحول إلى منتجات مصنعة يتم توجيهها للسوق الوطنية وحتى لعمليات التصدير.

على أن الدينامية التي تشهدها مختلف القطاعات لم تستثن مجالي الثقافة والفن.. إذ تعمل العديد من المؤسسات والمعاهد والمراكز الثقافية والجامعات على وضع برامج ثقافية وفنية يتم تنزيلها على مدار السنة، وهو ما برز بشكل واضح بعد استئناف مختلف الأنشطة التي كانت قد خنقتها جائحة كورونا.

فالندوات واللقاءات الثقافية والعروض الموسيقية والغنائية والسينمائية والمسرحية ومعارض التشكيل والرسم وغيرها من التظاهرات والمهرجانات لا تتوقف بمختلف بالدار البيضاء ومناطق الجهة، وهو ما يعني أن مجال الثقافة والفن لم يتخل عن حقه في التواجد إلى جانب مجالات الأعمال والمال والتجارة والخدمات.

بيد أن الأهم في هذه العمليات برمتها هو أن بعض المؤسسات انخرطت في مجال الصناعة الثقافية والفنية وتثمين المنتوج بطرق مغايرة لعمليات الاستهلاك التقليدية.

هي إذن التنمية الشاملة التي تستعد للمرور إلى سرعة أكبر بجهة الدار البيضاء سطات عامة، والعاصمة الاقتصادية خاصة التي كانت دوما لها ارتباط وثيق بالأحداث الوطنية الكبرى كغيرها من مناطق البلاد ومنها عيد العرش المجيد.
هي التنمية التي تضع قدما على المستوى المحلي، وقدما أخرى على المستويات الوطنية والقارية والدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!