مجتمع

انتقادات متزايدة لخدمة «الطاكسي الأخضر» في مراكش

انتقادات متزايدة لخدمة «الطاكسي الأخضر» في مراكش

تواجه خدمة «الطاكسي الأخضر» في مدينة مراكش موجة من الانتقادات بسبب تزايد الشكايات من قبل المواطنين الذين كانوا يعولون على هذه الخدمة لحل مشكل التنقل بشكل سريع وفعّال. على الرغم من الهدف الأساسي لهذه الخدمة المتمثل في تحسين تجربة المستخدمين وتوفير سيارات أجرة بشكل أسرع، إلا أن الواقع يبدو مخالفًا تمامًا، حيث أصبحت الخدمة تعمّق الإشكاليات بدلًا من معالجتها.

المشكلة الكبرى التي تثير استياء المواطنين ترتبط بسلوك بعض سائقي سيارات الأجرة الذين يرفضون نقل أكثر من شخصين، ما يجعل التنقل أكثر تعقيدًا للعائلات أو للمجموعات الصغيرة. إضافة إلى ذلك، يشتكي العديد من المستخدمين من أن السائقين يحددون وجهتهم بناءً على رغبتهم الشخصية، غير آبهين باحتياجات الزبائن. هذه التصرفات تؤدي إلى إهدار وقت المواطنين وتجعل التنقل داخل المدينة أكثر إرهاقًا مما ينبغي.

وقد أشار أحد المتضررين إلى موقف حرج تعرضت له عائلته، حيث طلبوا خدمة «الطاكسي الأخضر» على أمل إيجاد وسيلة نقل ملائمة. إلا أنهم فوجئوا برفض السائق التوقف لنقلهم، بمجرد أن لاحظ أنهم ثلاثة أفراد. هذا الرفض دفعهم إلى قضاء وقت طويل في محاولة العثور على وسيلة نقل بديلة، وانتهى بهم المطاف باستخدام سيارتَي أجرة، مما زاد من معاناتهم وأعبائهم المالية.

يبدو أن المشكلة تتجاوز الجوانب التقنية والتنظيمية، لتصل إلى أخلاقيات العمل وسلوكيات بعض السائقين الذين لا يراعون الهدف الأساسي من هذه الخدمة. إذ بدلًا من تقديم وسيلة نقل مريحة وفعالة، يختار البعض السعي وراء مصالحهم الخاصة، ما يُفقد الخدمة مصداقيتها وجدواها لدى السكان المحليين.

تظل هذه الشكايات مؤشرًا على الحاجة إلى إعادة تقييم هذه الخدمة وإيجاد حلول عملية تعالج هذه الاختلالات. تحسين التنظيم وتشديد الرقابة على سلوكيات السائقين قد يكونان خطوتين أساسيتين لتحسين تجربة المواطنين، وإعادة الثقة في خدمة «الطاكسي الأخضر» كمشروع وُجد لتسهيل التنقل داخل مراكش.

في النهاية، إذا استمرت هذه الإشكاليات دون معالجة، فمن المرجح أن تزيد موجة الانتقادات، ما قد يُضعف الإقبال على هذه الخدمة التي كان يُفترض بها أن تكون بديلًا مبتكرًا لوسائل النقل التقليدية، لكنها تحولت، في نظر الكثيرين، إلى معاناة إضافية.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!