المغرب والنمسا : الاحتفال بالذكرى 240 سنة على معاهدة السلام والصداقة
المغرب والنمسا : الاحتفال بالذكرى 240 سنة على معاهدة السلام والصداقة
يحتفل المغرب والنمسا، البلدان اللذان يتقاسمان عمقا ضاربا في التاريخ، بالذكرى الـ 240 لتوقيع معاهدة السلام والصداقة واتفاقية التجارة بين البلدين.
ونشر سفير المملكة المغربية في فيينا عز الدين فرحان، تغريدة على تويتر، ذكر فيها بأنه “في 17 أبريل 1783، تفاوض سفير السلطان مولاي محمد الثالث، محمد بن عبد الملك، بنجاح ووقع على معاهدة سلام وصداقة واتفاقية تجارية مع النمسا، مما شكل حدثا تاريخيا عظيما بين دولتين عظيمتين”.
واكتست العلاقات الثنائية بين المغرب والنمسا، دفعة جديدة مع الزيارات الرسمية الأخيرة التي قام بها إلى المغرب المستشار الاتحادي النمساوي كارل نيهامر ورئيس المجلس الوطني النمساوي فولفغانغ سوبوتكا، مدشنين “أفقا واعدا بمنظور جديد للتعاون الثنائي”.
والواقع أن العلاقات بين الرباط وفيينا تشهد زخما قويا مدفوعا برغبة الطرفين في تعزيز التعاون الثنائي، بما ينسجم مع العمق التاريخي للروابط التي توحدهما.
ففي 27 و28 فبراير، قام المستشار الاتحادي النمساوي بزيارة إلى المغرب، بدعوة من رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، تزامنت مع الاحتفال بالذكرى 240 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية. وأتاحت هذه الزيارة للطرفين إبراز نوعية العلاقات الأخوية التي توحد المملكة المغربية وجمهورية النمسا، والتي تحظى باهتمام خاص من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين.
وخلال لقائهما، عبر أخنوش ونيهامر عن ارتياحهما لتطور التجارة بين الرباط وفيينا ونمو الاستثمارات النمساوية في المغرب خلال السنوات الأخيرة.
واستعرض الطرفان التعاون الصناعي المثمر بين البلدين، خصوصا في قطاع السيارات، كما جددا الإرادة لتبادل الخبرات وتطوير مشاريع مشتركة في مجال النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة.
وتميزت هذه الزيارة الرسمية التي قام بها السيد نيهامر على رأس وفد كبير من المسؤولين والفاعلين الاقتصاديين، بعقد منتدى اقتصادي مغربي -نمساوي يفتح آفاقا واعدة للشراكة الاقتصادية بين البلدين.
من ناحية أخرى، تميزت الزيارة التي قام بها رئيس المجلس الوطني النمساوي فولفجانج سوبوتكا للمغرب يوم 20 مارس بالتوقيع على مذكرة تفاهم تتعلق بتعزيز التعاون البرلماني المغربي- النمساوي وتوطيد العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين على مستوى البلدين.
وتهدف المذكرة، التي تم توقيعها بالأحرف الأولى على هامش المحادثات التي جرت بين سوبوتكا ورئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، إلى تطوير العلاقات البرلمانية والإدارية، فضلا عن تعزيز الحوار والتشاور والتنسيق في المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وخلال هذه الزيارة التي التقى خلالها سوبوتكا برئيس الحكومة عزيز أخنوش، رحب المسؤول النمساوي بشكل خاص بالدور الاستراتيجي المهم الذي يلعبه المغرب على المستوى الإقليمي، مؤكدا دعم بلاده لسياسة حفظ الاستقرار والسلام التي يتبناها المغرب.
كما تميز عام 2022 بديناميكيات غير مسبوقة وتبادل الزيارات رفيعة المستوى. وشملت هذه زيارة المغرب من قبل رئيسة المحكمة العليا لجمهورية النمسا، إليزابيث لوفريك، والتي تم خلالها توقيع اتفاقية تعاون بين المحكمة العليا للنمسا والمجلس الأعلى للسلطة القضائية، وزيارة الرئيس الأول لبرلمان فيينا، إرنست وولر، والزيارة الرسمية إلى فيينا لرشيد الطالبي العلمي. وكانت هذه الزيارة الأخيرة هي الأولى لرئيس هيئة تشريعية عربية وأفريقية إلى البرلمان.
وخلال العام نفسه، وقع البلدان اتفاقيتين مهمتين أخريين، الأولى بشأن التعاون في مجال الثقافة والحوار بين الأديان، والثانية بشأن التبادل والتعاون بين جامعتي فيينا ومراكش.