المغرب قوة إقليمية تستند إلى رؤية ملكية مبتكرة تفتح آفاقا جديدة للتعاون الدولي

أكد الأكاديمي السنغالي، عمر با، أستاذ مركز الدراسات الدبلوماسية والإستراتيجية بباريس، في تصريحات له يوم السبت في الرباط، أن المملكة المغربية تسعى إلى تأكيد مكانتها كقوة إقليمية معتمدة على رؤية ملكية مبتكرة وسياستها الخارجية التي تحمل بصمة خاصة. وقد أشار با، في حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المغرب يمتاز في مختلف المجالات، على الصعيدين الإقليمي والقاري، لما له من استقرار سياسي وتنمية اقتصادية وصناعية ملحوظة. ويأتي ذلك في وقت تسجل فيه المملكة تقدما ملحوظا على صعيد الجذب الاستثماري.

بالموازاة مع ذلك، شدد الخبير السنغالي على أهمية المبادرة الملكية الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تعزز التعاون بين دول الجنوب. كما نوه بجهود المملكة المغربية في مجال تطوير علاقاتها الإفريقية، مبديا إعجابه بالتقدم الذي حققته المملكة في مجالات التحديث والتنمية، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس.

وأشار با أيضا إلى التحولات العميقة التي تشهدها الساحة الدولية اليوم، مؤكدا في هذا الصدد على أهمية دور الدول الإفريقية في إعادة صياغة العلاقات الدولية. وأوضح أن هذه التغيرات تستدعي من الدول الإفريقية أن تتبنى رؤية جديدة لدورها على الساحة العالمية، حيث يتطلب الأمر أن تكون القارة الإفريقية فاعلا رئيسيا في الشؤون العالمية، بدلا من أن تظل مجرد متابع لقوى أخرى. كما أوضح أن هذا التحول يأتي في وقت يعيد فيه العالم تشكيل علاقاته على نحو يعكس التغيرات الاقتصادية والجيو-سياسية المستجدة.

من جانب آخر، أشار عمر با إلى الدورة الحالية من “الحوارات الأطلسية” التي تنظم في الفترة ما بين 12 و14 ديسمبر، حيث تتناول عددا من القضايا الاقتصادية والجيو-سياسية البارزة، والتي تعكس التغيرات التي يشهدها الأطلسي الموسع، الذي يشهد مزيدا من التكامل والتعاون بين مختلف دوله. وتدور النقاشات خلال هذه الدورة حول مواضيع متعددة، تشمل الدبلوماسية الثقافية، ونموذج الأمن الإقليمي، وتطوير البنية التحتية الذكية، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، وغيرها من التحديات العالمية الهامة التي تهم الحاضر والمستقبل.

في هذا السياق، أشار المتحدث إلى أهمية هذه الموائد المستديرة والجلسات النقاشية التي يتم تنظيمها، باعتبارها فرصة لتبادل الأفكار والخبرات بين مختلف الأطراف المعنية بالتعاون الإقليمي والدولي.