المرشد النفسي عز الدين البوشراوي يفسر أسباب الشغب الرياضي لدى المهاجرين بإسبانيا
المرشد النفسي عز الدين البوشراوي يفسر أسباب الشغب الرياضي لدى المهاجرين بإسبانيا
زكرياء الناسك _ الدار البيضاء
ظاهرة شغب الملاعب من بين المخالفات السلوكية الدخيلة على المجتمع المغربي، بدأت تطفو فوق سطح في العقدين الآخرين على سمح الأحداث المغربية، يروح ضحيتها فئة كبيرة من الشباب الطائش خاصة من المراهقين، وباتت آفة تؤرق كاهل المواطنين يترتب عنها إلحاق الأذى بممتلكات الغير غالبا الاعتداءات الجسدية في أحيانا، حيث يكون هذا الشغب إما خارج أرضية المعلب بعد انتهاء المباراة وأحيانا أخرى داخل المستطيل الأخضر حين يقسم الجمهور على تحدي رجال الأمن واقتحام أرضية المعلب حيا أو ميتا.
وفي هذا الصدد أكد عز الدين البوشراوي في حديثه لموقع “أخبار اليوم24″أن مجموعة من الأسباب متراكمة تعمل على توليد العنف لدى الشباب في الملاعب أثناء المناسبات الكروية، مبرزا كون الفقر والفراغ جلهما عاملين أساسين في اعتلاء قائمة الجرائم بالمغرب، وحسب إحصائيات تلقي السلطات الأمنية القبض على مخربين ينتمون إلى فصائل مشجعين لنوادي كرة القدم من فرق مختلفة في مقدمتا فريقين معروفين بالدار البيضاء، وحسب ذات الإحصاء فإن السلطات الأمنية توقف مشتبه بهم في كل مباراة تجري بالمدينة المذكورة بمعدل ثلاثين لقاء يجرى في السنة.
اقتحام الجمهور لأرضية الملعب في إسبانيا:
يرى المرشد النفي عز الدين البوشراوي أن أزمة الاقتصاد العالمية بسبب وباء كورنا انعكست سلبا على فصائل من مشجعي المنتخب الوطني، يوم لقائه أمس الجمعة أمام الشيلي، مستغربا من كون مقتحمي الملعب في برشلونة يعيشون في أرويا وتحديدا بإسبانيا، فضلا كون المنتخب لم يخسر بنتيجة ثقيلة وحرمان الجمهور من المتعبة في المباراة افترضنا لو كان الحال كما تم ذكره يمكن تقبل السلوك العدواني من وجهة نظر، واعتبر المتحدث العنف بعد المباراة ناتج عن ضغط نفسي موجها اتهامه مباشرة إلى أزمة كورنا التي أدت إلى انخفاض المستوى المعيشي في العالم، وعندما يحس المهاجر المتأقلم مع العيش الكريم بتردي الأوضاع المالية يؤثر ذلك إلى التأثير على عقليته وسلوكه، وهي عواقب سلبية تؤدي بصاحبها إلى ارتكاب الموبقات.
وأشار المحلل النفسي إلى دور ازدواجية الشخصية في ممارسة العنف و التعامل بسلوك غير لائق في بلد المهجر، وساق مثالا على ذلك كأن يعيش المهاجر بعقلية بلده في بلد الغير خاصة إذا كان بلد المهجر من الدول الراقية في النمو والحضارة، فهناك بعض من المغاربة يعتقدون أن تأقلمهم في الدولة الأخرى بمثابة انسلاخ من ثقافته تقاليده، ما يدفعه إلى ارتكاب حماقات مؤذية وهو في اعتقاده يمارس عقليته المغربية.
أحداث شغب منطقة البرنوضي:
وفي تعليقه عن شغب الملاعب في المغرب ، لفت عز الدين البوشراوي إلى مجموعة من المواطنين المغاربة ليس لهم هدف يرسمونه في الحياة، ما يجعله يفكر بوضع كرة القدم هدفه، موضحا أنه إذا كان الشخص يعيش الفراغ في حياته من البديهي أن ينتظر يوم آخر الأسبوع لمتابعة فريقه المفضل بعد أن تحول شغفه بكرة القدم إلى غلو. والعنف مرتبط بضغوطات نفسية حسب البوشراوي، يمارسه الشباب في سن المراهقة، مضيفا في هذا العمر يتعرض المخلوق البشري إلى تحولات فيزيولوية في الجسم عدة، يكون للشاب طاقة داخلية قوية في هذه السن وإن لم يفجرها المراهق في الجانب الإيجابي ستنعكس سلبيا على حالته النفسية، وبالتالي سيقدم على ارتكاب أعمال العنف والشغب نتيجة الفراغ المتواصل الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب.
غياب الوازع الديني والانتماء إلى الوطني:
ومن بين الأسباب الأخرى المولدة للعنف لدى الشباب المراهق، غياب الوازع الديني الذي يربي الأمة على اللين والقول الحسن، ويربي على الفضيلة واحترام الآخرين والحفاظ على ممتلكاتهم، بالإضافة إلى الشعور إلى الانتماء إلى الوطن يقول المتحدث، وبمنظور الإنسان العنيف أنه ضحية وطنه لم يقدم له خدمات ينتفع منها، فيسعى إلى الانتقام منه حسب معتقده وهو في الواقع ينتقم من نفسه، وتراه يقتلع الكراسي ويخرب ممتلكات الدولة والغير معا، خاصة إذا كان وسط الجوقة حيث يجد الأجواء المناسبة في التشجيع من لدن مخربين مثله، لان الخوف قد يتملكه في الإقدام على ارتكاب الشغب إذا أحس بنفسه وحيدا.