المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتزنيت تضع التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة في صلب أولوياتها
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتزنيت تضع التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة في صلب أولوياتها
منذ اطلاقها، أخذت المبادرة الوطنیة للتنمیة البشریة، على عاتقھا إنجاز المشاریع المتعلقة بالأشخاص في وضعیة إعاقة، من خلال تعبئة مراكز خاصة بهم، ضمن برنامجھا الثاني المتعلق بـ “مواكبة الأشخاص في وضعیة ھشاشة”.
ومن بين هذه المراكز، نجد مركز الترويض الطبي وتقويم النطق بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول بتزنيت، والذي يعد فضاء عصريا، يجسد التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بدعم الفئات الهشة ومواكبتهم والتكفل بهم.
ويندرج إحداث هذا المركز، في إطار مواصلة الدينامية التي أطلقتها المبادرة الوطنية الرامية لتحسين مستوى عيش الأشخاص في وضعية هشة ودعم الساكنة في وضعية صعبة، من خلال تعزيز الولوج إلى الخدمات الصحية للتكفل بالمرضى الذين يعانون من اضطرابات حسية وحركية، وكذا تسهيل إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في النظام التربوي والنسيج الجمعوي والحياة المهنية.
وانطلاقا من كون محاربة الهشاشة مكونا جوهريا من مكوناتها، فقد عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على بناء وتجهيز هذه المؤسسة ذات البعد الإنساني والاجتماعي، عبر سعيها إلى خلق شروط الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات حركية ونفسية أو في وضعية إعاقة، وكذا تحسين ظروف استقبال المرضى والرفع من جودة الخدمات المقدمة، وتوسيع قاعدة الاستفادة من العلاجات الطبية المقدمة لهذه الفئات.
وبهذا الخصوص، قالت أخصائية إعادة التأهيل النفسي الحركي بالمركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الأول بتزنيت، فدوى سبابو، إن هذه المؤسسة التي تعد الأولى من نوعها بالإقليم، توفر خدمات إعادة التأهيل والترويض لفائدة مختلف الفئات العمرية ممن يعانون اضطرابات حسية حركية، لا سيما أطفال اضطراب التوحد، أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذا الذين لديهم مشاكل على مستوى البصر أو صعوبات في النطق.
وأضافت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمعية شركائها، من أجل إحداث هذا المركز وتجهيزه بالمعدات واللوازم الطبية الضرورية ساهم في تخفيف الضغط على هذه التخصصات، وكذا التخفيف من معاناة المستفيدين وذويهم، بإشراف من طاقم طبي وصحي يتكون من 16 فردا.
ويتألف المشروع المنجز على مساحة تقدر بـ530 مترا مربعا، من وحدة للاستقبال والإرشادات، وأخرى للترويض الطبي، وقاعات مخصصة للعلاج الطبيعي (أطفال، رجال، نساء) والمعالجة الميكانيكية، إضافة إلى قاعة للعلاج النفسي الحركي، وقاعتين للفحص والجبص.
كما يحتوي المركز الذي يتكون من طابقين، على وحدة لتقويم البصر، وأخرى لتقويم النطق، وقاعة مخصصة لترويض حالات الصمم، وقاعة للاستكشاف، وقاعتين للمستخدمين والمساعدة الاجتماعية، فضلا عن قاعة متعددة الاستعمالات، ومستودع ومرافق صحية.
وسعيا منه إلى توسيع قاعدة الاستفادة من العلاجات، يقدم هذا المركز خدمات شبه طبية للقرب ذات جودة لفائدة المستفيدين من مختلف الفئات العمرية، تشمل على الخصوص الترويض الطبي، والعلاج الطبيعي، والترويض النفسي الحركي، بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة الترفيهية والعلاجية لفائدة الأطفال، لاسيما الذين يعانون من اضطرابات حسية وحركية.
ويتوخى المشروع الذي كلف إنجازه غلافا ماليا قدره 4 ملايين و200 ألف درهم في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي لتزنيت ومندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تحسين ظروف استقبال المرضى والرفع من جودة الخدمات المقدمة لهم، والتخفيف من معاناة المرضى وذويهم، علاوة على تقليص عوامل العزلة الاجتماعية المتمثلة في صعوبة النطق والبصر والاضطرابات في الحركة.
ووفاء لكينونتها، تقدم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعما ثمينا للفئات الهشة من خلال العمل على إرساء إطار عيش كريم يصون كرامة الأفراد الذين يوجدون في وضعية هشاشة وتقديم الدعم والمواكبة اللازمين من أجل ضمان إدماجهم الاجتماعي والاقتصادي، وهو ما جعل المشاريع المنجزة في هذا الصدد تكرس دور المبادرة الرائد في مجال التنمية البشرية، بفضل طبيعة تدخلاتها وجوانبها المبتكرة، الرامية إلى إحداث نموذج متفرد للتنمية البشرية، وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، تجعل الإنسان في صلب اهتماماتها.