مشاهير

الفنان صلاح الدين بنموسى يروي تفاصيل معاناته مع الشلل النصفي

الفنان صلاح الدين بنموسى يروي تفاصيل معاناته مع الشلل النصفي

في حلقة خاصة من برنامج “مع الفاميلا”، استضاف الإعلامي مراد العشابي الفنانين صلاح الدين بنموسى وعزيز داداس، حيث تناول اللقاء موضوعات متنوعة تتعلق بحياتهما الشخصية والمهنية. وسط هذا الحوار الممتع، كشف صلاح الدين بنموسى عن جانب مؤلم من حياته حينما تعرض لشلل نصفي تسبب في فقدانه القدرة على الحركة. كانت هذه التجربة قاسية بالنسبة له، إذ شعر وكأنه فقد السيطرة على حياته، مما أدخله في حالة من الذعر والخوف الشديد. لكنه أكد أن هذه الأزمة لم تكسر إرادته.

كان لتدخل الأطباء في المستشفى العسكري دورٌ كبيرٌ في تحسين حالته الصحية. أُجريت له فحوصات طبية دقيقة، وتلقى العلاج المناسب بإشراف مباشر من مدير المستشفى. وبعد أسبوع واحد فقط من العناية الطبية والترويض الطبيعي المكثف، بدأ يستعيد قدرته على المشي تدريجيًا. واصل جلسات العلاج الفيزيائي حتى تمكن من التعافي بشكل كامل. وقد أشار بنموسى إلى أن الدعم الذي تلقاه من أسرته وأصدقائه كان له أثر عظيم في تخطي هذه المحنة الصعبة.

بفضل عزيمته التي لم تتراجع، عاد بنموسى لممارسة حياته الطبيعية واستأنف نشاطه الفني الذي لطالما عشقه. وُلد صلاح الدين بنموسى في مدينة الدار البيضاء سنة 1945، وبدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة. انضم عام 1964 إلى فرقة المسرح البلدي تحت إشراف الطيب الصديقي، الذي كان له فضل كبير في تكوين شخصيته المسرحية. تألق في العديد من الأعمال المسرحية التي جعلته محط أنظار الجمهور، مما مهد له الطريق نحو التلفزيون ليصبح أحد أبرز الوجوه الفنية في المغرب.

خلال مشواره الممتد منذ الستينات، استطاع بنموسى أن يثبت نفسه كواحد من أعمدة الفن المغربي. لم تكن مسيرته خالية من التحديات، ولكنه أظهر دائمًا مرونة كبيرة وقدرة على تخطي الصعوبات. شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية التي نالت استحسان المشاهدين، كما تألق في أدواره السينمائية، سواء المغربية أو الأجنبية، منذ منتصف السبعينات. هذا التنوع في أعماله جعله من أكثر الفنانين شهرة وشعبية في المغرب.

عُرف بنموسى بإتقانه للأدوار التي يؤديها، سواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا. لم يكتفِ بالوقوف عند إنجازاته السابقة، بل واصل تطوير نفسه واختيار أدوار تُظهر عمق موهبته. كان دائم البحث عن التميز في أدائه، مما جعله رمزًا للإبداع والإخلاص في العمل الفني. وبفضل هذا الالتزام، نجح في ترك بصمة مميزة في كل عمل قدمه.

على مدى سنوات، كان صلاح الدين بنموسى نموذجًا للفنان الذي يجمع بين الموهبة والاجتهاد. بفضل عطائه المتواصل، أصبح من الأسماء التي لا تُنسى في المشهد الفني المغربي. تجربته مع المرض أظهرت قوة شخصيته وقدرته على التغلب على الصعاب، لتظل رحلته ملهمة لكل من يواجه تحديات الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!