الفنان التشكيلي نافع أمثقال يقدم معرضه الفني بقلب الصويرة
الفنان التشكيلي نافع أمثقال يقدم معرضه الفني بقلب الصويرة
الفنان التشكيلي نافع أمثقال يقدم تشكيلة من أعماله الرائعة، والتي تتصدر رواق الجنوب الواقع بحي العلوج، في قلب المدينة العتيقة للصويرة، والحبلى بالمسكوت عنه، الزائر ، بمجرد أن تطأ قدماه هذا الفضاء الساحر، يبحر في عالم شاعري وغامض، تجسده خيالات الظل المجهولة وهذه الوجوه المبهمة، التي رسمها ببراعة هذا الفنان التشكيلي.
ومنذ الوهلة الأولى، تثير هذه البورتريهات لدى الزائر العادي حالة من “الغموض” و”الحيرة”، لكن سرعان ما يتبدد هذا الانطباع العابر، ليجدد نفسه أمام لوحات تحفز على إطلاق العنان للخيال ، بحيث يمتاح من معيشه اليومي الذاتي، ليدخل في عملية تواصل مع شخصيات مجهولة، ولكنها محبوبة للغاية.
هي أعمال استثنائية تعكس بلا شك البصمة والموهبة الكبيرة، وتملك الصنعة التي يتمتع بها هذا الفنان العصامي، الذي رأى النور بمدينة الصويرة. وتسترجع هذه الأعمال سنوات من تجريب تقنيات، والبحث عن الذات، قصد بلورة وصقل أسلوبه الشخصي.
وبالفعل، فقد قادت سنوات قضاها نافع أمثقال في ردهات الفن إلى المرور بمرحلة انتقالية نحو الأسلوب التجريدي. وهو يستكشف من خلال رسوماته، محيطه، ويتواصل في أعماله من خلال شفرات رسوماته الذاتية، والتي ترتكز على لغة تتطور باستمرار.
وأصبح هذا الفنان التشكيلي الصويري، الذي أقام معرضه الأول سنة 1993 في حاضرة الرياح، يستعمل، حاليا، الأكريليك على القماش كما يتضح من خلال المعرض، الاستثنائي ببساطة، والذي يحتضنه رواق الجنوب، وهو ما يفسر انبثاق الحضور الإنساني.
وغالبا ما يفضل نافع أمثقال، الذي تسكنه موهبة رائعة، في رأي عديد الفنانين والنقاد، عدم الظهور، غير أن وكالة المغرب العربي للأنباء ذهبت لمقابلته في الرواق السالف الذكر.
وقال أمثقال في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لا أضع سمات على شخصياتي، من ناحية، من أجل الحفاظ على هويتها وخصوصياتها، ومن ناحية أخرى، لإفساح المجال لخيال المُخاطَب “.
وأوضح “هكذا يجد المُخاطَب نفسه أمام بورتريهات تفرز مشاعر الأمن والسكينة والتقارب المتبادل، وتدعوه إلى الانغماس في عالمها، دون أن يجعله ذلك يحس، في أي حل من الأحوال، بعدم الارتياح”.
وفي معرض حديثه عن التيمة التي يشتغل عليها، أكد نافع أمثقال أن الأمر يتعلق أساسا بشخصيات من الخيال، وأحيانا من الواقع، ولكنه يحرص على أن لا تكشف عن هويتها.
ولم يخف إعجابه بالأكريليك، مادته المفضلة التي تساعده على ترجمة أفكاره بشكل أفضل إلى أعمال تصويرية.
ولعل هذا ما يضفي خصوصية وتفردا على هذا الفن الذي يقدمه هذا الفنان، والذي بدأ مسيرته كخطاط وعرف كيف يطور تجربته على مر السنين، في عملية انتقال استثنائية نحو الرمزية.
وقال الفنان والرسام محمد منتصر، في تصريح مماثل، إن الأمر يتعلق بتجربة ذات شحنة بصرية ومعاصرة قوية، تنزاح وتشذ عن المألوف.
وأضاف أن اللون حاضر بقوة، خاصة كخلفية للوحة، موضحا أن البورتريهات التي يقترحها نافع أمثقال تشرك كل مُحاور وتحثه على تحرير مخيلته لإضفاء لمسته الشخصية من خلال استكمال ملامح وتفاصيل هذه البورتريهات، وفق قراءته، مستعينا بمعيشه وتجربته.
ولم يفوت السيد منتصر الفرصة لتسليط الضوء على الطاقة الإبداعية المتدفقة، التي تحرك نافع أمثقال، وتمثل مصدرا لا ينضب للإلهام الفني والاعتزاز على الصعيد الفني بالنسبة للصويرة، التي لم يعد صيتها كملتقى للثقافات بامتياز، في حاجة للإثبات.
وتعليقا على تجربة السيد أمثقال، أبرز الخبير في الفن المعاصر ومؤرخ الفن، ميشيل بوهبوت، “قدرة نافع على إلقاء الضوء وإحيائه وبثه دون أن نعرف كيف. انسيابية اللمسة التي تنزلق، تداعب، تلامس السطح، ومع ذلك فهي تترك بصمتها”.
وأكد أن “المواد، الأكريليك أو الصباغات النادرة، لها دور كبير في هذا السحر، في هذا الاتقان وفي هذا العرض الفريد الذي يساهم في نجاح الفنان وشهرته”.
وتابع أن فن نافع “يتجسد بالكامل في كتاباته وطريقته الكلاسيكية التي تحظى بالاعتراف، والتي تتسق ببراعة حتى تبهرنا. إنه بكل وضوح العلامة البارزة على موهبته الفذة”.
ويضرب هذا الفنان، المسكون بلغز ما وذي الموهبة الرائعة، والتي تجد موطنها في رسوماته على القماش، موعدا مع الجمهور، في رواق الجنوب بقلب المدينة العتيقة للصويرة، لاكتشاف سحر أعماله.