الشبكات الاجتماعية ملجأ الجالية المغربية بإيطاليا لاستحضار أجواء رمضان
الشبكات الاجتماعية ملجأ الجالية المغربية بإيطاليا لاستحضار أجواء رمضان
تختلف مائدة الإفطار والأجواء الرمضانية لدى أفراد الجالية المسلمة المقيمة بالخارج بالمقارنة مع بلدهم الأم. وعلى بعد آلاف الكيلومترات من الوطن، يكافح المغتربون لاستعادة أجواء هذا الشهر الفضيل. وفي إيطاليا، تعتبر الشبكات الاجتماعية والإنترنت ملجأ لكل باحث عن هذه الأجواء، من تجارة إلكترونية إلى المجتمعات الافتراضية أو التطبيقات الإسلامية… الكل يجد ضالته.
على فيسبوك وإنستغرام، يزدهر المحتوى المخصص للشهر المبارك في جميع أنحاء شبه الجزيرة الإيطالية، مع هدف استقطاب الجالية المسلمة التي تضم أكثر من مليونين ونصف شخصا بإيطاليا. وتقدم صفحات الشبكات الاجتماعية كل ما تحتاجه الجالية المسلمة، متعددة الجنسيات والثقافات، من الملابس التقليدية والأطعمة والإكسسوارات والمنتجات المحلية.
هكذا، تقول محجوبة، وهي مغربية مقيمة منذ 17 سنة بروما، أنها كانت مجبرة خلال عطلتها بالمغرب على جلب البهارات والحلويات معها إلى إيطاليا، أو الانتظار لأسابيع للحصول على الطرود التي ترسلها عائلتها بتكاليف باهظة.
ووفقا لهذه السيدة المنحدرة من مدينة بني ملال والمتشبثة بالتقاليد، “لا يمكن الوصول إلى المنتجات المغربية بسهولة في العاصمة الإيطالية، على عكس المناطق الأخرى، خاصة في الشمال، حيث يتركز غالبية أفراد الجالية المغربية”، مضيفة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “إنستغرام أنقذني، حيث يمكن الطلب من المغرب أو ببساطة من تورينو أو ميلان، وتستغرق العملية بضع دقائق فقط وبأسعار معقولة، فيما يتراوح التسليم بين ثلاثة إلى خمسة أيام”.
والسرعة ليست الوعد الوحيد للتجارة الإلكترونية خلال شهر رمضان. فالعرض يتكيف مع جميع الطلبات، حتى الأكثر تحديدا، وفقا للمتحدثة ذاتها التي تمكنت مؤخرا من الحصول على “السمن الملالي”، المشهور بجودته ومذاقه، ومن بين المكونات الأساسية لحساء السميد المشهور في الأطلس المتوسط.
وأصحاب هذه الصفحات هم من المؤثرين أو أرباب مؤسسات تجارية، وكذا ربات البيوت اللواتي يبحثن عن نشاط مدر للدخل، كما هو حال ثريا، المغربية التي تقيم منذ أكثر من عشرين عاما في بيرغامو.
وتؤكد ثريا أنه بالإضافة إلى الربح المادي، يسمح لها صنع الجلباب النسائي وبيعه خلال شهر رمضان بالعودة إلى طفولتها عندما كنت ترافق والدتها بعد الفطور إلى خياطة الحي.
وتقول المتحدثة إن المحادثات مع زبنائها على فيسبوك، حول نوع القماش والخياطة والطرز، تذكرها إلى حد كبير بأجواء الوطن، حيث تطلب هي كذلك جميع المعدات والإكسسوارات اللازمة للأزياء المغربية التقليدية عبر المنصات الرقمية.
وإذا اعتادت النساء في الماضي من نفس الحي أو من نفس العائلة الالتقاء في منزل واحد لتبادل وصفات الطعام خلال الشهر الكريم، فإنهن في الوقت الحاضر يلتقين على الشبكات الاجتماعية. وتغزو العديد من مقاطع الفيديو الرمضانية منصة يوتوب، مما يرضي ربات البيوت لاسيما في أرض المهجر.
وفي إيطاليا، لا تبخل المؤثرات من أصول مسلمة بتقاسم الفيديوهات لتقريب متابعيهم من الأجواء الرمضانية ومرافقتهم أثناء تحضير مائدة الإفطار. كما أنهن يتقاسمن عشرات العناوين وأرقام الهواتف وكذا جميع أنواع النصائح التي قد تكون مفيدة خلال هذه الفترة.
ومن خلال المجموعات الافتراضية، تنبض الأمسيات الرمضانية بالحياة مع المناظرات والإنتاجات التلفزيونية من البلد الأم، بينما يختار البعض الآخر الاجتماع معا حول مائدة إفطار جماعية. وكما هو الحال في العالم بأسره، يزداد استخدام التطبيقات الدينية أيضا في إيطاليا خلال شهر رمضان المبارك، حيث تسهل التقنيات الرقمية معرفة مواقيت الصلاة والقبلة، وكذا تلاوة القرآن الكريم.
هكذا، وعلى الرغم من البعد عن الوطن، يتمكن مسلمو إيطاليا من التكيف بفضل التقنيات الرقمية لخلق أجواء رمضانية قريبة شيئا ما من الأجواء التي ألفوها في بلدهم الأم.