سياسةمشاهير

الخبث السياسي في إسبانيا و عقدة المغرب

الخبث السياسي في إسبانيا و عقدة المغرب

ذ رشيد قنجاع_ أخبار اليوم 24

يحظر المغرب دائما في كل استحقاق انتخابي اسباني ، بشكل قوي و بكل المستويات، يحضر من باب العلاقات الثنائية و تطوراتها و يحضر في التفاعل الحزبي بين مؤيد لتطوير هذه العلاقات و بين من يزايد فقط لكسب التيار الشعبوي الاستعماري سواء على مستوى اليمين المتطرف وسواء على مستوى اليسار المتطرف أيضا، تكون فيها المملكة المغربية حجر الزاوية في كسب المعركة الانتخابية.

تشاء الأقدار أن تصاب الحياة السياسية الاسبانية كما هو الشأن بالنسبة للحياة السياسية في العديد من الدول بمعضلة الشعبوية المقيتة التي تستفيد من هيمنة واقع التفاهة و الترهل السياسي لتكسب جماهيرية مزعومة تتغذى من خطاب شعبوي تبسيطي تحريضي مدغدغ للعواطف و و يلبي رغبات أصحاب الأمراض و العقد النفسية سياسيا و اجتماعيا. و في هذا الوضع السياسي الانتخابي الاسباني الذي يعرف تنافسا حادا بين قطبي الحياة السياسية الاسبانية الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني و الحزب الشعبي ، بعد انتخابات جهوية انتعش فيها اليمين و تراجع الحزب الحاكم، تحاول باقي الأحزاب السياسية الأخرى البحث عن موقع قدم في المشهد السياسي عبر محاولة محاكمة الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم بقيادة بيدرو سانشيز على موقفه الشجاع من القضية الوطنية المغربية و هي قضية الصحراء بتبني مشروع الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل نهائي ينهي مرحلة طويلة من النزاع المفتعل الذي خلف مآسي و مآلات تهدد المنطقة برمتها في ظل تنامي نشاط الحركات الإرهابية و منظمات الاتجار في البشر و المخدرات و الأسلحة.

في هذا السياق يخرج للعلن أحزاب ميكروسكوبية من قبيل حزب الجبهة العمالية و هو حزب دو نزعة  شيوعية طفيلية ليوجه سهام خبثه السياسي بالتهجم على الرموز السيادية الوطنية للمملكة المغربية في شخص جلالة الملك نظرا للعلاقة السياسية المسؤولة مع الدولة الاسبانية بعد مفاوضات شاقة مع رئيس الحكومة الاسبانية الحالي بيدرو سانشيز للخروج من الأزمة التي عاشتها العلاقات بين البلدين في السنوات الماضية.

و هو هجوم فضفاض غير أخلاقي و لا سياسي، يتضمن أكاذيب و مغالطات أن المغرب يعيش تظاهرات الجياع في كل المدن المغربية في اقتباس حرفي من خطاب بعض الأبواق الجزائرية ، فهو فقط تعبير صارخ عن خطاب شعبوي مقيت بعيد عن السياسية قريب من ثقافة يوتيوب و روتيني اليومي.

الأمر لا يقتصر على هذا الحزب بل يشمل أيضا الفرنكاوية الجديدة في شخص الحزب اليميني المتطرف فوكس الذي يحارب المغرب بشكل علني و يهدد في حالة نجاحه بطرد المهاجرين المغاربة و هو ما يشكل على المستوى الحقوقي الدولي ضربا صارخا لمواثيق و اتفاقيات و كل الشرعة الدولية في مجال حقوق الإنسان.

ستنتهي الحملة الانتخابية في اسبانيا و سيفوز من فاز و تبقى العلاقات المغرلية الاسبانية فارضة نفسها على طاولة الدولتين بمنطق الدولة و ليس بمنطق الصبيانية السياسية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock