سياسة

الجنرال مهنا وتأجيج الوضع في الصحراء المغربية وتعميقه لمعاناة المحتجزين في تندوف

الجنرال مهنا وتأجيج الوضع في الصحراء المغربية وتعميقه لمعاناة المحتجزين في تندوف

أكد جلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير  بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء على تمكن المغرب من ترسيخ واقع سياسي وجغرافي لا رجعة فيه في قضية الصحراء المغربية، واقع يقوم على الحق والشرعية، ويمثل التزام المملكة ومسؤوليتها تجاه وحدة ترابها الوطني وتضحيات أبنائها المتجسدة  في تشبث أبناء الصحراء بمغربيتهم، والنهضة التنموية التي تشهدها الأقاليم الصحراوية، بعدما أصبحت المنطقة نموذجًا للأمن والاستقرار وفضاء للمشاريع التنموية الكبرى التي تساهم في تحسين ظروف الحياة.

واستطرد جلالة الملك مشيرًا إلى بعض الأطروحات المغلوطة التي ما زالت تروج لها بعض الأطراف، والتي لا تعكس الواقع، موضحا   أن هناك من يطالب بالاستفتاء رغم أن الأمم المتحدة قد تخلت عن هذه الفكرة، وأن تطبيقه أصبح مستحيلًا، خاصة في ظل رفض بعض الأطراف السماح بإحصاء المحتجزين في مخيمات تندوف والذين يعيشون في ظروف إنسانية مأساوية.

كما أكد  جلالة الملك أن بعض الجهات تستغل قضية الصحراء المغربية لأغراض سياسية ضيقة، مثل الحصول على منفذ على المحيط الأطلسي من خلال دعم  الكيان الوهمي “البوليساريو”.

إلا أن موقف المغرب الثابت والواضح حول وحدته الترابية يؤكد التزام المملكة بمبادئ الحق والشرعية في دفاعها عن وحدة أراضيها،و بالنظر إلى التطورات المتتالية  التي عرفتها  المنطقة منذ بداية النزاع المفتعل في السبعينيات إلى حدود الآونة الأخيرة،و مع تصاعد  التوترات  نتيجة للمواقف المتبناة من قبل بعض الشخصيات العسكرية والسياسية، أبرزها الجنرال جبار مهنا الذي يشغل منصبًا قياديًا في الكيان المسلح لجبهة البوليساريو، وهو أحد العناصر المؤثرة في تأجيج الأوضاع في الصحراء، لا سيما في المخيمات الواقعة في تندوف، بالجنوب الغربي للجزائر.

الجنرال مهنا ذو العقلية المتصلبة والمتحجرة تجاه قضية الصحراء المغربية عمل دائمًا على تعميق الانقسام، بتصريحاته وأفعاله التي تؤجج الوضع في المنطقة وتزيد من التوترات بين مختلف الأطراف، خاصة في قضية النزاع المفتعل، على الرغم من الدعوات الدولية لتهدئة الوضع وإيجاد حل سلمي لهذا النزاع.

“نظام العسكر” لم يكل وهو يواصل، عبر ذراعه الخفي رئيس الاستخبارات الخارجية، جبار مهنا، التي جرى تداول  خبر  إعفاءه  بعد فوز الرئيس تبون بالولاية الثانية، لإبعاد أصابع الاتهام عليه وهو “تكتيك” مفضوح من “الكابرنات “.

والحال أن  سياسة التصعيد العسكري  التي يسلكها مهنا عبر  قيامه بعمليات هجومية على الحدود المغربية، تزيد من حالة الاحتقان في المنطقة وتعمق الخلاف الذي يراد به الاستفادة من  منفد للعبور إلى المحيط الأطلسي.

هذا التصعيد الذي يتبناه الجنرال مهنا  رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية لا يقتصر فقط على الصراع العسكري، بل ينعكس أيضًا على حياة المدنيين، خاصة في مخيمات تندوف، حيث يعاني المحتجزون من ظروف معيشية قاسية للغاية.

فالقيادات العسكرية التي تدعم جبهة البوليساريو، وعلى رأسها الجنرال مهنا، هم من يتسببون بشكل مباشر في استمرار معاناة وحصار الآلاف من اللاجئين الصحراويين الذين يواجهون ظروفًا إنسانية صعبة للغاية وهم مستبعدون عن وطنهم، ولا يستطيعون العودة  إليه بسبب التصعيد العسكري المستمر.

تقارير عديدة   كشفت في أكثر من مناسبة أن “الكابرانات” مثل الجنرال مهنا، يستخدمون هذه المخيمات كأداة للضغط السياسي، مما يطيل أمد معاناة المحتجزين بمخيمات الذل والعار بتندوف.

ولا شك أنه مع استمرار التوترات في الصحراء المغربية وتفاقم الأوضاع الإنسانية في مخيمات تندوف، من خلال  سياسات التصعيد والتحدي التي ينهجها حكام قصر المرادية سيزيد لا محالة من معاناة المدنيين العزل في المنطقة. فإلى متى سيستمر هذا الوضع؟ 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!