التساقطات المطرية الأخيرة تنعش آمال الفلاحين بإقليم سطات
التساقطات المطرية الأخيرة تنعش آمال الفلاحين بإقليم سطات
شهدت مختلف مناطق إقليم سطات مؤخرا تساقطات مطرية مهمة برزت آثارها الإيجابية على كل المستويات بما فيها نمو الزراعات الخريفية وتحسين المراعي.
وضع جديد نتج عن أمطار الخير على منطقة معروفة بطابعها الفلاحي الذي يغطي مجالات زراعية مختلفة ومنتوعة، علاوة على تربية أنواع متعددة من المواشي.
في هذا السياق عبر فلاحو ومربو الماشية بإقليم سطات، في تصريحات استقتها قناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن فرحتهم وتفاؤلهم بشأن الموسم الفلاحي الحالي إثر التساقطات المطرية الأخيرة التي كان لها أثر إيجابي على مختلف الزراعات الخريفية وعلى الغطاء النباتي والزراعات الكلئية.
وحسب هؤلاء الفلاحين والمربين، فقد أحيت هذه التساقطات الأخيرة، التي عرفتها جميع المناطق من التراب الوطني عامة وإقليم سطات خاصة، الأمل في نفوس فلاحي ومربي الماشية بالإقليم، الذين شمروا على سواعدهم من جديد لمباشرة مختلف العمليات الزراعية، بالموازاة مع التدابير المتخذة من طرف مختلف المصالح التابعة لوزارة الفلاحة.
وفي هذا الصدد ذكر السيد محمد المقدمي المدير الإقليمي للفلاحة بسطات، في تصريح مماثل ” أن شركة صوناكوص عملت على توفير البذور المختارة والأسمدة الضرورية لمباشرة عمليات الحرث والزرع بالنسبة للحبوب الخريفية التي تعتبر السلسلة الفلاحية الأهم بإقليم سطات وعلى الصعيد الجهوي.
وعلى هذا الأساس، يضيف، تم فتح ما يناهز 15 نقطة بيع للبذور والأسمدة موزعة على تراب الإقليم ،منها 5 نقط تابعة للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية و10 نقطة تابعة للخواص.
وأكد على أنه تم تزويد هذه النقط بما يناهز 50000 قنطار من البذور المختارة غطت الحبوب الرئيسية ( القمح الطري القمح الصلب والشعير)، وما يناهز 19000 قنطار من الأسمدة، مشيرا إلى أن المبيعات بلغت 50000 قنطار بالنسبة للبذور المختارة و18877 قنطار للأسمدة.
ولفت إلى أن التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفها الإقليم خلال شهر دجنبر ” أنعشت عملية اقتناء مختلف عوامل الإنتاج وعملية الزرع التي بلغت لحد الآن ما يناهز 300000 هكتار، مشيرا إلى أن معدل التساقطات المطرية المسجلة إلى غاية25 دجنبر الجاري بلغ ما مجموعه 120 ملم.
واعتبر أن التساقطات المطرية التي عرفها شهر دجنبر (معدل يناهز 100 ملم مع بعض التفاوتات حسب المناطق) كان لها أثر إيجابي جدا على النمو الأولي للمزروعات الخريفية خصوصا الحبوب.
كما ساهمت بشكل كبير في اقتصاد الماء المخصص للخضروات والأشجار المثمرة، ومن المرتقب أن يكون لهذه التساقطات الأخيرة وقع إيجابي على تحسين المراعي في الأيام القليلة المقبلة، وتحسين الفرشة المائية التي تأثرت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، كما جاء على لسان المدير الإقليمي للفلاحة.
من جهته، قال حمو التاقي ( فلاح ورئيس جمعية ورديغة للزرع المباشر) إن الآثار الإيجابية للتساقطات المطرية الأخيرة ظهرت أولا وقبل كل شي على مستوى نفسية الفلاح، قبل أن تظهر على أرض الواقع.
ولفت إلى أنه قبل سقوط الأمطار كان الفلاح متخوفا من زراعة أرضه في غياب التساقطات، أما الآن، وبعدما جاد الله بالغيث، فقد شمر الفلاح على ساعديه من أجل خدمة الأرض واقتناء مختلف عوامل الإنتاج وإنهاء عملية الزرع.
وبناء عليه، كما قال، يتطلع المربون إلى استيراد الأبقار من أجل الحليب أو التسمين، بل هناك بعض مربي الماشية الذين بدأوا في الاستعداد لتوفير الأغنام لعيد الأضحى المقبل، مشيرا إلى أن هذه الأمطار أنعشت الحركة الاقتصادية وانعكست إيجابيا على نفسية الفلاح، كما أن الغطاء النباتي أصبح متوفرا.
وفي تصريح مماثل، عبر علي الحسني (كساب ورئيس فيدرالية الشاوية الفلاحية) عن ارتياحه بشأن الأجواء التي خلفتها هذه التساقطات على أرض الواقع، موضحا أنه قبل سقوط هذه الامطار كان هناك تأثير سلبي للجفاف على الماشية، لكن بعد سقوط الأمطار أصبحت المراعي متوفرة و” ننتمى من العلي القدير أن يرحمنا بمزيد من الأمطار، لأن الفلاحين ومربي الماشية قد عانوا في السابق من موجة الجفاف التي أثرت على أنشطتهم .. فهناك من اضطر إلى بيع ماشيته والهجرة”.