الأمهات النرجسيات يتسببن في تدمير مستقبل أبنائهن
يعاني بعض الأطفال من تصرفات الأم النرجسية، ويكون الأمر أكثر خطورة عند البنات لأنهن قد يقلدن أمهاتهن في المستقبل.
وتشير العديد من الأبحاث أنه من أجل أن يصبح الشخص ناجحا وواثقا من نفسه، فعليه أن يقبل نفسه ويؤمن بتفرده، لكن ذلك قد يصبح مستحيلا إذا كانت الأم نرجسية، لأن العيش معها قد يطور نمطا من السلوك الذي يحاول فيه الطفل كسب رضا والدته. فمن الأم النرجسية؟
تنطبق معايير اضطراب الشخصية النرجسية (NPD) على بعض الأمهات النرجسيات، وقد تشعر الأم النرجسية بحقها أو بأهميتها الذاتية، وتسعى إلى نيل إعجاب الآخرين، وتعتقد أنها أهم منهم، وفي الوقت نفسه تفتقر إلى التعاطف، وتستغل أطفالها، وتحط من قدرهم، كما أنها تعتقد أنها تستحق معاملة خاصة، والأسوأ من ذلك كله، أنها قد لا تدرك حجم الضرر الذي تسببه لأطفالها، بحسب “سي بي تي سايكولوجي” (CBT Psychology).
ما صفات الأم النرجسية؟
تقول الدكتورة ليا ليس، الطبيبة النفسية في مدينة نيويورك الأميركية في مقال نشره موقع “سايك سنترال” (Psych Central)، إن السمات الأكثر شيوعا للأمهات النرجسيات تشمل:
قلة التعاطف: لا تبدي أدنى قدر من التعاطف مع أولادها وبناتها، ولا يهمها مشكلاتهم في المدرسة أو المجتمع إلا بقدر ما يؤثر على صورتها أمام الناس.
التمركز حول الذات: أغلب حديثها، إن لم يكن كله، يتركز حول إنجازاتها المتخيلة وأفعالها العظيمة من وجهة نظرها.
العدوان اللفظي: كثيرا ما تقرع الأم النرجسية بناتها وأولادها حول أخطائهم الصغيرة وتستعمل ألفاظا نابية في ذلك.
نقص حاد في البصيرة: لا يهمها كيفية تأثير سلوكياتها على الآخرين، لأنهم غير مهمين بالنسبة إليها.
كيف تعامل الأم النرجسية طفلها؟
تغار منه.
تقارنه بإخوته وأقرانه بما ينتقص من قدره.
تعامله كامتداد لنفسها، وتصبح غاضبة من أي تهديد محتمل لتفوقها.
تجعله يشعر بالذنب.
تنتهك خصوصيته.
تتوقع الامتنان الدائم والثناء المستمر من طفلها بسبب تربيتها له.
تغير موضوع النقاش دائما باتجاه نفسها.
تشعره بالدونية لتشعر بتفوقها.
ما تأثير الأم النرجسية على مستقبل أبنائها؟
تؤثر نشأة الطفل مع أم نرجسية بعواقب طويلة الأمد على شخصيته وصحته العقلية وقدرته على تكوين علاقات سليمة في مرحلة البلوغ. وقد سمت مارغريت ماهلر هذا “بالولادة النفسية” في كتابها “الولادة النفسية للطفل البشري” (The Psychological Birth of the Human Infant)، في إشارة إلى عملية تعلم الأطفال عن الآخرين، والعالم، وأنفسهم. فإذا كانت تجربة إيجابية، فالطفل يطور إحساسا صحيا باحترام الذات والآخرين.
وعلى العكس من ذلك، فالأمهات النرجسيات يتحكّمن بأطفالهن، وهن كثيرات اللوم، وهذا يؤدي إلى واحد أو أكثر من الأعراض التالية، بحسب موقع “سيمبلي سايكولوجي”(Simply Psychology):
عدم الشعور بالأمان: أطفال الأمهات النرجسيات لا يشعرون بالأمان، فهن عموما غير قادرات على أن يكن واحة آمنة لأطفالهن. وهذا يؤدي لصعوبات جمّة في بناء علاقات صحية والحفاظ عليها في مرحلة البلوغ.
تدني احترام الذات: تميل الأمهات النرجسيات إلى تجاهل حاجات أطفالهن، فلا يحصل أطفالهن على الدعم والحب والعاطفة والتشجيع الذي يحتاجون إليه.
غالبا ما يكن متملكات: يرين أطفالهن امتدادا لأنفسهن. وهذه التربية تؤدي إلى تدني احترام الذات، ونقص الثقة، والشعور المستمر بعدم الجدارة أو الكفاءة.
عدم معرفة الحدود: الإساءة الدائمة للطفل، مما يجعله يتقبّل سوء المعاملة من الآخرين لأنه يشعر بأن هذا أمر “طبيعي”.
صعوبة الثقة بالآخرين: النرجسيون عموما لا يثقون بالآخرين، وهذا يعني أن أطفال الأمهات النرجسيين يتعلمون عدم الثقة بالناس.
السعي الدائم إلى إرضاء الناس: تجعل الأمهات النرجسيات أطفالهن مسؤولين عن إشباع حاجتهن النرجسية للإعجاب والاهتمام والسيطرة. وإذا لم يُلَبّ الطفل هذه الحاجات للأم، فإنه يعاقب من خلال الإساءة الجسدية أو الغضب أو اللوم أو النقد أو الصمت أو البرودة العاطفية، أو مزيج سام من هذا كله.
الشعور بالذنب والعار: النشأة مع أم نرجسية يمكن أن تجعلك تشعر بالدونية، والعجز، وقلة الأهمية، وهو ما يقود إلى الشعور الدائم بالخجل.
قد تخبرك الأم النرجسية عن خيبة أملها فيك. وقد تجعلك تشعر بالذنب بسبب “التخلي عنها” أو الرغبة في متابعة حياتك الخاصة بعيدا عنها حين تكبر.
عدم الشعور بالرضا أبدا: غالبا ما يطوّر أطفال الأمهات النرجسيات ميولاً مثالية، بسبب الالتزام بمعايير مستحيلة لإرضاء الأم النرجسية التي لن ترضى مهما فعلوا. ويتجلى ذلك في الكبر، من خلال ممارسة ضغط كبير على أنفسهم وانتقادهم الشديد لأنفسهم وللآخرين. كما أن النجاح والإنجازات لن تُشعرهم بالرضا الكافي، وهذا يقودهم للقلق الدائم والإفراط في العمل.