افتتاح الطريق السريع الرابط بين تيزنيت وكلميم وأهميته في تعزيز التنمية المستدامة
افتتاح الطريق السريع الرابط بين تيزنيت وكلميم وأهميته في تعزيز التنمية المستدامة
شهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة إنجازًا بارزًا نهاية الأسبوع الماضي، حيث افتُتح المقطع الطرقي الرابط بين مدينتي تيزنيت وكلميم. يأتي هذا المشروع كجزء من الطريق السريع تيزنيت- الداخلة، الذي يُعد أحد المشاريع الكبرى لتعزيز البنية التحتية وربط شمال المغرب بجنوبه. يشكل هذا الافتتاح خطوة نوعية في تحسين حركة التنقل والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
يمتد المقطع الطرقي الجديد على مسافة 114 كيلومترًا، وتم استكمال أشغاله وفق أعلى المعايير التقنية، مع الانتهاء من التشوير الأفقي والعمودي. يهدف هذا الطريق إلى تسهيل التنقل بين المناطق الشمالية والجنوبية، متجاوزًا صعوبات التنقل عبر منعرجات جبل أكني امغارن قرب بويزكارن. كما يُعد المقطع الجديد بديلًا آمنًا للطريق الوطنية القديمة، حيث يمر عبر جماعات بإقليم سيدي إفني.
ساهم الطريق الجديد في تحسين ظروف التنقل بشكل ملحوظ، إلا أنه أثّر على النشاط الاقتصادي لبعض الجماعات الترابية الواقعة على الطريق الوطنية رقم 1. وقد أدى انخفاض حركة المرور على الطريق القديمة إلى تراجع فرص العمل بهذه المناطق، مما دفع الجماعات المحلية إلى المطالبة بمداخل ومخارج إضافية تربطها بالطريق السريع. ومن المتوقع أن تعمل السلطات على تلبية هذه المطالب لتحسين اندماج هذه المناطق.
واجه المشروع خلال تنفيذه تحديات تتعلق بتأخير الأشغال، حيث تم إدخال تعديلات إضافية على المداخل والمخارج بناءً على مطالب السكان. تطلبت هذه التعديلات زيادة في الميزانية المخصصة، وشملت إنشاء ممرات جديدة ورفع مستوى بعض المواقع لضمان استفادة المناطق المحاذية من المشروع. وقد تم تخصيص إمكانيات مالية وتقنية مهمة لتحقيق هذا الهدف.
بلغت تكلفة إنجاز هذا المقطع حوالي 2.1 مليار درهم، بينما تجاوزت تكلفة المقاطع الأخرى، مثل كلميم-طانطان وطانطان-طرفاية، حوالي 1.8 مليار درهم لكل منهما. أما التكلفة الإجمالية لمشروع الطريق السريع تيزنيت- الداخلة، فقد بلغت 8.5 مليار درهم، مما يُبرز حجم الاستثمار في تحقيق رؤية تنموية شاملة للأقاليم الجنوبية.
يُعتبر هذا المشروع جزءًا أساسيًا من النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي تم إطلاقه في سنة 2016. يهدف المشروع إلى تعزيز الربط بين مختلف جهات المملكة، وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة، تُسهم في تحسين ظروف العيش وتوفير فرص استثمارية واعدة.
يساهم الطريق السريع تيزنيت- الداخلة في دعم التبادل التجاري بين مختلف الأقاليم، ويُعزز دور المغرب كمركز استراتيجي للتنقل والتجارة. يُنتظر أن يسهم هذا الإنجاز في تحقيق رؤية تنموية شاملة ومستدامة للمملكة المغربية.